قضية خاشقجي تبدد احلام بن سلمان في "دافوس الصحراء"

قضية خاشقجي تبدد احلام بن سلمان في
الأربعاء ٢٤ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٦:١٢ بتوقيت غرينتش

​​​​​​​يطغى مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي على مؤتمر مبادرة الاستثمار  2018، الذي افتتح أمس الثلاثاء، وهو ما حفز عدداً من السياسيين الغربيين وكبار المصرفيين العالميين والمسؤولين التنفيذيين في الشركات على مقاطعة المؤتمر.

العالم تقارير

وتطرق عدد من المتحدثين البارزين إلى مسألة مقتل خاشقجي، مع قول وزير الطاقة السعودي إنه أمر لا يمكن تبريره.

ووصفت سيدة الأعمال السعودية البارزة لبنى العليان مقتل خاشقجي بأنه عمل فظيع “غريب على ثقافتنا” في كلمة افتتاحية قبل أن تدير نقاشا بين عدد من رؤساء صناديق الثروة السيادية.

جُلب مديرو جلسات في اللحظات الأخيرة بعد انسحاب وسائل إعلام غربية شريكة من المؤتمر. وقال منظمو المؤتمر إن الموقع الإلكتروني للمؤتمر تعرض للقرصنة وجرى توزيع جدول الأعمال قبل فترة وجيزة فحسب من بدء المؤتمر.

واختفى خاشقجي، وهو منتقد بارز لولي العهد، بعد أن دخل القنصلية السعودية في اسطنبول في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول. وبعد أن نفت الرياض في البداية أي ضلوع في اختفائه، عزا النظام السعودي في نهاية المطاف مقتله إلى اختناق في أثناء "مشاجرة".

وقال الرئيس التركي إن هناك أدلة قوية على أن القتل الوحشي كان مخططا له، وإنه ليس مقتنعا بإلقاء الرياض اللوم على عدد من رجال المخابرات.

غياب وسائل الاعلام العالمية في مؤتمر مبادرة الاسثتمار 2018

بدلا من الصحفيين الكبار الذين أداروا الجلسات في العام الماضي، مثل ماريا بارتيرومو من “فوكس نيوز”، وجون دفتريوس من “سي.إن.إن”، لجأ المؤتمر في الأغلب إلى شخصيات أقل شهرة من المنطقة.

وقال مشارك غربي: “هو مثل أي مؤتمر سعودي محلي هذا العام”. وأضاف: “انخفضت جودة المتحدثين بالمقارنة مع العام الماضي… صانعو السياسات البارزون رحلوا”.

وقال مسؤول تنفيذي من شركة مالية صينية، إن قضية خاشقجي محت بعضاً من رونق المؤتمر. وقال إن بعض التنفيذيين الغربيين ينأون بأنفسهم، مضيفا: “لا يرغبون في القدوم وتقديم بطاقاتهم التعريفية”.

وسادت حالة من عدم التيقن بين الحاضرين بشأن ما إذا كان الأمير محمد سيحضر، إلى أن دخل القاعات المزخرفة للمؤتمر بعد الظهيرة. وفي القاعة الرئيسية تلقى الأمير ترحيباً بالغاً، لكنه كان أقل بالمقارنة مع التصفيق المدوي الذي دام لدقائق في العام الماضي.

غياب عناصر جذب كبيرة في مؤتمر دافوس الصحراء هذا العام

غابت أيضا هذا العام عناصر جذب كبيرة، مثل عمليات المحاكاة لمشروع سياحي بالبحر الأحمر، أو المقابلة التي أجراها أندرو روس سوركين مراسل “نيويورك تايمز” مع الروبوت صوفيا، أول مواطنة آلية في العالم. وكان سوركين من أوائل المنسحبين هذا العام بسبب مقتل خاشقجي.

وبدلا من ذلك، أقام المنظمون ركنا للفن الروسي لتسليط الضوء على أهداف التبادل الثقافي لخطط محمد بن سلمان  لتحقيق الانفتاح في البلد الإسلامي المحافظ.

وقال مصرفي محلي إن من الصعب معرفة ما إذا كانت صورة السعودية كانت ستكون أفضل لو تأجل المؤتمر لحين انقشاع حالة الضبابية.

مؤسسات و شركات عالمية تقاطع مؤتمر مبادرة الاستثمار 2018

تطرح مقاطعة مؤسسات وشركات عالمية عن ما يعرف بمنتدى “دافوس الصحراء’’ الذي انطلق، يوم الثلاثاء 23  أكتوبر/تشرين الاول في الرياض، تساؤلات كبرى ليس فقط بشأن المؤتمر وإنما بشأن مستقبل “رؤية 2030’’  ذات الأهمية القصوى بالنسبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان وارتبط اسمه وسمعته بها، إذ تحتاج السعودية، من أجل نجاح هذه الخطة الاقتصادية،  إلى مستثمرين عالميين والذين يبدو أنهم بعضهم فقط الثقة والحماس للعمل مع السعودية بعد جريمة اغتيال الصحافي السعودي البارز جمال خاشقجي، التي تحولت إلى قضية عالمية.

ويرى مراقبون أن اغتيال جمال خاشقجي لطخ أكثر الصورة الخارجية للسعودية، وبات اليوم العديد من الخبراء الاقتصاديين يؤكدون أن هذه القضية من شأنها أن تهدم ثقة ورغبة المستثمرين في دخول السوق السعودية، بما في ذلك الشركات الكبرى. وفي هذا الإطار نقلت صحيفة “لوموند’’ الفرنسية عن رجل أعمال فرنسي أقام في الرياض قوله إن قضية جمال خاشقجي “تهدد بشكل واضح مشاريع كبرى في السعودية، بينها مشروع نيوم (Neom )’’ : مدينة صناعية كبرى تبنيها السعودية حاليا بتكلفة 500 مليار دولار. يضاف إلى ذلك مشروع البحر الأحمر (Red Sea Project)  الذي يهدف إلى تحويل المنطقة إلى منطقة جذب سياحي فخمة.  وقد أبدى الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون ومؤسس مجموعة “فيرجين (Virgin)” نيته الانسحاب من المشروع.

فقبل الأزمة الناجمة عن جريمة اغتيال جمال خاشقجي، كانت أصلاً المشاريع المرتبطة بــ “رؤية 2030’’  تعاني من التأخر كما هو الحال مع طرح نسبة 5 في المئة من أسهم عملاق النفط السعودي “أرامكو” في الأسواق وهي الخصخصة التي يتوقع أن تجني منها السعودية 100 مليار دولار وتشكل حجر الأساس لبداية التحول الاقتصادي حيث ستضخ عائدات تلك الأسهم في الصندوق السيادي السعودي. لكن غياب معايير الشفافية اللازمة من أجل طرح الأسهم في الأسواق يفرض على الملك سلمان بن عبد العزيز  تأجيل العملية كل مرة.

وأيضا، عرف مشروع إنشاء محطة ضخمة لتوليد الطاقة الكهربائية من المصادر الطبيعية بقدرة إنتاج تعادل 200 جيغاوات بتكلفة 200 مليار دولار  تأخرا كبيرا هو الآخر ، ويعود السبب بحسب خبراء إلى نقص الكفاءات العلمية في السعودية. وفي هذا الصدد أكد نقلت صحيفة “لوموند’’ الفرنسية عن الباحث المتخصص في الشأن السعودي جاسون توفاي قوله إن : “ المشاريع والإصلاحات التي أطلقها محمد بن سلمان لم تؤت حتى الآن الأثر المطلوب، وخير مثال على ذلك التراجع المستمر للاستثمارات الخارجية المباشرة وهي المشكلة التي فاقمتها قضية جمال خاشقجي. “

كما يعتقدُ جاسون توفاي  نقلاً عن “لوموند’’ أن مشاريع محمد بن سلمان مهددة بالتوقف لمدة طويلة على الأقل بسبب القلق المتزايد لدى المستثمرين والفاعلين الاقتصاديين منذ الملاحقات التي قام بها بن سلمان ضد شخصيات اقتصادية وازنة والتي خلقت مناخًا من عدم الأمان ليس في مصلحة الاقتصاد.

مقاطعة الرئيس التنفيذي لسيمنس عطل صفقة بـ 20 مليار دولار

كشفت وكالة “بلومبيرغ” للأنباء يوم الثلاثاء عن أن قرار الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس الألمانية جو كازر إلغاء مشاركته في مؤتمر الاستثمار السعودي تسبب في تأجيل التوقيع على عقد لتوليد الطاقة الكهربائية يمكن أن تصل قمته في النهاية إلى 20 مليار دولار.

ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة على الأمر أنه كان من المقرر أن يوقع كازر الاتفاقية خلال المشاركة في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، إلا أن المصادر أوضحت أنه من المتوقع أن يمضي المشروع، ربما في وقت لاحق.

واعتبرت الوكالة أن “هذا الاتفاق المرتقب يسلط الضوء على الخيارات الصعبة التي تواجهها الشركات العالمية التي تحاول الحصول على استثمارات في الدول ذات السجل السيء في حقوق الإنسان”.

كانت وكالة “بلومبيرغ” لفتت في وقت سابق إلى أن السعودية تسعى من خلال التوقيع على هذه الصفقات إلى تسليط الضوء على المؤتمر بعدما ألقت حادثة مقتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي، وما أعقبها من إلغاء مشاركات عدد من أبرز مسؤولي الشركات العالمية، بظلالها عليه..

 الدنمارك تقاطع مؤتمر”دافوس الصحراء” في السعودية

أعلن وزير الخارجية الدنماركي أندرس صموئيلسن، عدم مشاركة بلاده في مؤتمر “دافوس الصحراء” الاستثماري في السعودية.

جاء ذلك في تصريح صحافي، الثلاثاء، حيث أكد عدم ارسال الدنمارك ممثلا لها إلى المؤتمر.

وشدد على أن ذلك رسالة واضحة، على خلفية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول.

وذكر أن الدنمارك وبالتنسيق مع حلفائها الأوروبيين والأمريكيين، تمارس ضغطا على السعودية، الأمر الذي “أتى أكله”.

وأكد في هذا الإطار على مقاطعة بلاده لمؤتمر دافوس الصحراء.

رئيس سوفت بنك يلغي كلمته بمؤتمر الإستثمار السعودي

قال مصدر مطلع، إن ماسايوشي سون الرئيس التنفيذي لمجموعة سوفت بنك، قد ألغى الكلمة التي كان من المقرر أن يلقيها خلال مؤتمر الاستثمار في السعودية.

وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه، إنه لم يتضح ما إذا كان سون سيشارك في المؤتمر الذي بدأت أعماله الثلاثاء.

وغياب رجل الأعمال الياباني سون (61 عاما) عن المؤتمر سيكون على النقيض تماما من حضوره البارز للمؤتمر الأول العام الماضي، والذي أعطى مصداقية محمد بن سلمان لجذب الاستثمارات إلى السعودية.

ولم ترد متحدثة باسم سوفت بنك على طلب للتعقيب. وكانت صحيفة وول ستريت جورنال أول من أورد إلغاء سون كلمته.

وجاء نحو نصف المبلغ الذي جُمع العام الماضي لتأسيس صندوق رؤية التابع لسوفت بنك، والذي تجاوز 93 مليار دولار، من السعودية.