ابن سلمان رفیق مصلحي في جريمة قتل خاشقجي 

ابن سلمان رفیق مصلحي في جريمة قتل خاشقجي 
السبت ٢٧ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٦:٠٦ بتوقيت غرينتش

لا يشك احد اليوم بأن قيام مجموعة مارقة وغير منضبطة بارتكاب جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول، هو مجرد لعبة سعودية لحرف الراي العام عن التركيز على المتهم والمتورط الرئيسي الذي اصدر الاوامر في هذه الجريمة .

العالم - مقالات وتحليلات

في آخر تصريح له اعلن النائب العام السعودي ان المتورطين في جريمة قتل خاشقجي اقدموا على فعلتهم بنية مسبقة وهذه جريمة قتل متعمدة. التمعن في التصريحات الاخيرة للنائب العام السعودي ومقارنتها بالتصريحات السابقة والمتناقضة لمسؤولي هذا البلد خلال العشرين يوما ونيف التي تمضي على جريمة قتل حاشقجي تشير الى ان هذا الموقف لن يكون آخر مواقف السعودية وآخر تناقضاتها، ويجب ان ننتظر ونرى ما الذي سيخرجون به هذه المرة في وسائل اعلامهم لتبرير جريمتهم النكراء . ففي حين اعلنت السعودية ان قتل خاشقجي تم اثر شجار بينه وبين فريق الاغتيال الموفد الى تركيا بعد ان كانت تصرّ على انكار القضية من الاساس، نرى أنه وبعد تصريح رئيس وكالة المخابرات المركزية الاميركية بانه استمع الى الشريط الصوتي لقتل خاشقجي وارسل تقريره بهذا الشأن الى ترامب، نرى ان النائب العام السعودي يرغم على اتخاذ موقف جديدة والرضوخ الى حقيقة أن جريمة قتل خاشقجي كانت متعمدة. وبناء على هذا الموقف المنفعل للسعودية يمكن التكهن بانه وفي ضوء الكشف عن ادلة جديدة فيما يخص ملف خاشقجي في المستقبل سيرغم السعوديون على اتخاذ مواقف جديدة بهدف التنصل عن الحقيقة .

دراسة سلوكيات ابن سلمان في قضية مقتل خاشقجي تشير الى ان الامير الغر ولأجل انقاذ نفسه سيتصرف وفق ديدنه السابق. لقد بادر ابن سلمان بعد ان راى جميع الطرق مغلقة امامنه في قضية قتل خاشقجي الى اعتقال وسجن زملائه وخلّانه وتقديمهم الى المحاكمة، وبناء على ما سبق فانه ليس من المستبعد أن يبادر ابن سلمان الى تصفية جميع الـ18 اضافة الى القحطاني وعسيري كما فعل مع خاشقجي ات تعرض الى الضغوط او تم الكشف عن ادلة جديدة في ملف قتل خاشقجي، وذلك بهد الحيلولة دون اتضاح الحقيقة؛ المصير الذي قد لا يمكن وصفه بالقتل ولكنخ بلا شك سيكون صمتا الى آخر العمر.

ابن سلمان سيكون صديقا مصلحيا لاصحابه الارهابيين لانه لا يعجز عن الرد على اسئلة عدة. اولها ان ابن سلمان الذي يزعم ان امن المنطقة يخضع لسيطرته، وان بامكانه زعزعة امن اي بلد من خلال تسويق الحرب الى داخله ( ايران كمثال)، كيف يعجز عن ادارة امن بلاده ؟ وبناء على هذا الاستدلال، اي عاقل يصدق بان جريمة قتل خاشقجي تمت بلا علم ابن سلمان . 

الثاني ان كان فريق الاغتيال المعتقل لم يرتكب هذه الجريمة بأوامر من ابن سلمان، فلاجل من وبهدف ضمان امن اي شخص او جهة ارتكب هذه الجريمة.  هل يمكن تصور اشخاص اقرب من القحطاني وعسيري الى ولي العهد السعودي؟. حتى لو افترضنا ان الاشخاص المقربين من ابن سلمان وبهدف تشويه صورته اتركبوا هذه الخيانة ، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو، لماذا لازال هؤلاء يأملون النفس خيرا بمستقبلهم ولا زالوا يعلنون ولاءهم لابن سلمان وابيه ( كما غرد القحطاني على تويتر بعد عزله وجدد ولاءه) .

تصريحات النائب العام السعودي فيما يخص ان هذه الجماعة الارهابية وفي اطار مخطط مسبق ومبيت ارتكبت جريمة القتل، امر مقبول شريطة الرضوخ لحقيقة ان الشخص الذي يقف خلف هذا المخطط المدروس هو ابن سلمان، والا كيف يمكن التخطيط لـ "عمليات اغتيال خارج الحدود " وتنفيذها في ظل حكومة ديكتاتورية يسودها شخص مستبد وجاهل مثل ابن سلمان، دون عمله ؟ 

في الواقع ان جميع المتهمين المعتقلين هم بمثابة قنابل موقوتة حاليا، ما يعني ان اطلاق سراح اي منهم سيكون بمثابة تفجير قنبلة تنال من كرامة ومصداقية ابن سلمان والنظام السعودي الحاكم، واولى تاثيراتها ستكون اثارة التساؤلات والشكوك حول امكانية وصول ولي العهد السعودي الى سدة الحكم، ولذلك يبدو ان ابن سلمان سيكون صديقا مصلحيا لزملائه الارهابيين وان غاية الطريق الذي سيقطعه معهم هو الى عتبة السجن كما فعل لحد الان . من هنا فما بعد على اخلاء ولي العهد القاتل ان يتحملوا وزر جريمة قتل خاشقجي لوحدهم وان يقطعوا الامل عن دعم "هتلر الجديد". 

ابو رضا صالح - العالم