ملحمة الأربعين.. أضخم مسيرة بشرية لنصرة الحق

ملحمة الأربعين.. أضخم مسيرة بشرية لنصرة الحق
الإثنين ٢٩ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٣:٣٨ بتوقيت غرينتش

تواصل قافلة عشاق أهل بيت النبوة عليهم افضل الصلاة والسلام من جميع اصقاع الارض سيرها نحو مدينة كربلاء المقدسة في العراق لأداء زيارة اربعينية الامام الحسين عليه السلام لتشكل هذه الحركة المليونية اعظم مسيرة شهدها التاريخ لتأييد الحق ومناصرته ولتجديد العهد والميثاق مع أبي الأحرار وسيد شباب اهل الجنة وتلبية نداء "هل من ناصر ينصرني".

العالم - تقارير

متجهين هؤلاء الى كربلاء تاركين اوطانهم قاطعين مسافات طويلة سيرا على الاقدام ليقول ليبك للنداء الداعي الى نصرة الحق.

مسيرة الاربعين المليونية ابهى تعبير لمقولة السيدة زينب سلام الله عليها في قصر الطاغية يزيد عندما قالت... فوالله لا تحمو ذكرنا ولا تميت وحينا.

يتردد صدى هذه العبارة على مر العصور و حتى عصرنا هذا وحتى نهاية العام، لتتجلى ابجديات الخلود، ولتفهم الاجيال، بان سيد الشهدا عليه السلام حي في وجدان وضمير كل انسان يحمل الملامح الإنسانية ونهجه الابداعي الذي تجلي في ملحمة الطف خالدا ما بقيت الدينا وما بقي الليل والنهار.

العالم يقف مذهولا امام ما يحدث في ارض كربلاء

وتحدثت أبرز وسائل الإعلام الغربية عن الزيارة المليونية لإحياء أربعينية الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه الميامين، مؤكدة على أهمية دراسة دلالات وأبعاد هذه الزيارة باعتبارها حدثاً إقليمياً وعالمياً مهماً وكبيراً. وانتقدت هذه الوسائل في الوقت نفسه التجاهل المتعمد من قبل بعض الدوائر الغربية لهذه الزیارة، واصفة ذلك بأنه خطیئة.

الزيارة الأربعينية حدث دینی لانظیر له في العالم

فقد أكدت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية في تقرير أن الزيارة الأربعينية هي حدث دیني لانظیر له في العالم، حيث تفوق حشود المشارکین فیه بأعداد کبیرة أیام الحج الذي یجتمع فیه المسلمون من كل أنحاء العالم رغم أنه واجب دیني على کل مسلم یمتلك قدرة تحمل التکالیف المالیة لأداء مراسم الحج.

ويستطرد التقرير إن الزيارة الأربعينية أهم بكثير من مهرجان "كوم ميلا" الهندوسي لأن الأخير يحدث مرة كل ثلاث سنوات. كما أن زيارة الأربعين تجري في أجواء أمنية خطيرة، وفي خلفية التفجيرات، ما يمثل تحدياً للإرهاب ورسالة سلام إلى العالم كله.

ثم يشير المقال إلى قصة رجل أسترالي أسلم وتخلى عن ديانته الكاثوليكية وقد بدأت رحلته الاستكشافية بعد مشاهدته تقريراً عن زيارة الأربعين الأولى بعد سقوط الطاغية في العراق عام 2003م. ومن خلال عرض مقارنات بين الحشود المليونية في زيارة الأربعين ومشاريع دولية كبيرة مثل المساعدات التي قدمتها وزارة الدفاع الأمريكية لضحايا زلزال هايتي حيث تم توزيع 4 ملايين وجبة طعام، بينما يتم توزيع ما لا يقل عن 200 مليون وجبة في العراق خلال مدة الزيارة، وكل ذلك من نفقات الفقراء والخيرين.

وأشار التقرير إلى أن زيارة الأربعين تكرس ثقافة التكافل الاجتماعي وهي قيمة إنسانية قبل أن تكون مبدءاً دينياً، إذ إنّ من أهم السمات التي يكتسبها الإنسان في هذه الزيارة هي سمة العطاء الذي يورث بدوره خصالاً أخلاقية وإنسانية حميدة كثيرة في مقدمتها الكرم والجود والإيثار وتغييب البخل والأنانية والحب المفرط للذات والقضاء على التمييز العنصري على أساس اللون والعرق والجنسية والإنتماء الفكري والديني، إلى جانب تكريس التواضع والتذكير بالأخوة الإنسانية عامة والإسلامية خاصة.

ودعا كاتب التقرير إلى إدراج زيارة الأربعين في موسوعة الأرقام القياسية "غينيتس"، وفي عدة خانات منها: أكبر تجمع بشري، أطول مائدة طعام في العالم و أكبر عدد للمتطوعين في حدث واحد، الخ.

كما وصف التقرير زيارة أربعينية الإمام الحسين (ع) بأنها أضخم المسيرات الدينية والسياسية في العالم، وفيما إعتبر تجاهل بعض الدوائر الغربية لهذا الحدث العالمي بأنه خطيئة، مبيناً أن المشاركة بأعداد كبيرة في هذه الزيارة يحمل رسائل كثيرة إنسانية ودينية وسياسية.

زيارة الاربعين أضخم المسيرات الدينية في العالم

من جانبه وصف تقریر لـ "رادیو أوستن" الأوروبي، الزیارة الملیونیة لإحیاء ذکرى استشهاد أربعین الإمام الحسین علیه السلام، بأنها أضخم المسیرات الدینیة في العالم، مؤکداً في الوقت ذاته أن وسائل الإعلام الغربیة، ترتکب خطیئة في تجاهل مثل هذا الحدث العالمي الذي يشارك فيه أکثر من 20 ملیون شخص ومن أکثر من 80 دولة في العالم.

وشدد التقریر كذلك على أن الدول الغربیة وعلى رأسها أمریکا وبریطانیا، إمّا أن تکون قد أصیبت بعمى الألوان أو أصیبت بالغباء بتجاهلها للدلالات الكثيرة والمهمة لهذه الزيارة.

وأضاف "رادیو أوستن" إن هذه الخطیئة التي ترتکبها بعض وسائل الإعلام الغربیة لم تأت من فراغ؛ بل ثمة عوامل وراء عملیة الحظر على تغطیة زیارة الأربعین، ومن غیر المستبعد أن تكون هناك قوى سیاسیة ودینیة في الغرب تمتلك زمام التأثیر في توجیه الرأي العام العالمي من خلال هیمنتها على إدارة ماکنة الإعلام العالمي، وتقف وراء هذا التجاهل في تغطیة مناسبة أربعین إستشهاد سبط الرسول الأكرم الحسین بن علي (ع) وأهل بيته وأصحابه في واقعة عاشوراء الخالدة.

زيارة الأربعين هي أعظم تجمهر ديني في العالم

من جهتها وصفت صحيفة "هافينجتون بوست" الأمريكية الواسعة الانتشار زيارة الأربعين بأنها أعظم تجمهر ديني في العالم. واستعرضت الصحيفة في مقال تحت عنوان "أعظم تجمهر ديني يحدث الآن، وأنت على الأرجح لم تسمع به" الأدلة الكثيرة التي جعلت من زيارة الأربعين أعظم وأكبر وأرقى تجمهر ديني في العالم، حيث يفوق عدد الزائرين عدد الحجاج خمس مرات.

ثم يوجه كاتب المقال إنتقاداً للإعلام الغربي لتعاطيه المسيس مع القضية الحسينية، ويتساءل كيف يتم تغطية مظاهرة صغيرة في لندن أو مسيرة لبضع المئات في هونغ كونغ أو تجمع محدود في روسيا ويتم غض الطرف عن أعظم تجمهر بشري سلمي في العالم، حيث السيل الجارف من النساء والرجال والأطفال؟!

ويوعز الكاتب التعتيم الإعلامي على زيارة الأربعين إلى عدم إكتراث الإعلام الغربي بالقصص الإيجابية الملهمة. كما يشير إلى أن الزائر بإمكانه أن يجد في السائرين إلى زيارة الامام الحسين (ع) على الأقدام ومن مسافات بعيدة جداً قصصاً من الفداء والصبر والتحمل والعطاء وكل مفردات الخلق الرفيع ما يحتوي على مادة ثرية لإنتاج أفلام ضخمة، إلاّ أن هوليوود مهتمة بالشخصيات الخرافية أكثر من الأبطال الحقيقيين الذين يرسمون من خلال مسيرة الأربعين أعظم ملحمة إنسانية.

ويختم الكاتب مقالته بالقول: إذا أردت أن تتعرف على الإسلام الحقيقي فعليك بزيارة الأربعين، فإنها مهرجان المثل والقيم التي جاء بها النبي الأكرم محمد (ص) خلافاً لما يقوم به شرذمة التكفيريين الذين يمثلون أولئك الذين قتلوا الإمام الحسين(ع) وأهل بيته وأصحابه في عاشوراء، وإذا أردت أن تتعرف على جذور "داعش" فعليك بمعرفة أعدائه.

ولم يغفل المقال ذكر تفاصيل بسيطة عن قضية الإمام الحسين (ع) وآلامه التي ألهمت الملايين إلى تبني قضيته والنظر إلى مصيبته على أنها مصيبتهم.

اخر الاحصائيات عن عدد زوار الاربعين حتى اللحظة

وافاد مراسل قناة العالم في كربلاء المقدسة صباح يوم الاثنين إن المدينة تشهد زيادة كبيرة في اعداد الزائرين الوافدين اليها عشية مراسيم زيارة اربعينية استشهاد الامام الحسين عليه السلام.

وقال حيدر قاسم: لاحظنا اليوم زيادة كبيرة في اعداد مواكب العزاء التي دخلت الى مدينة كربلاء بالقرب من مرقد الإمام الحسين عليه السلام، الاعداد كبيرة جدا في هذا العام، نتحدث عن اكثر من 10 ملايين زائر عراقي واكثر من مليوني زائر من خارج العراق، بينهم مليون وستمئة زائر ايراني.

واضاف: دخل اكثر من 5 آلاف موكب عزاء الى كربلاء حتى هذه الساعة ومنذ ساعات الصباح الاولى، لدينا اكثر من 20 الف موكب متوزع في داخل المدينة وخارجها في مختلف المدن، رحلة السير على الاقدام لا تزال متواصلة، خاصة وان هذه الساعات هي ساعات الذروة التي سوف تستمر من الآن وحتى ما بعد صلاة الظهر ليوم غد.