شاهد.. الناجي الوحيد من الطائرة الإندونيسية المنكوبة!

الإثنين ٢٩ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٦:١٦ بتوقيت غرينتش

سقطت اليوم الاثنين طائرة تابعة لشركة "ليون آير" الاندونيسية كانت تقلّ على متنها 189 شخصا، هم 178 مسافرا بالغا وطفل ورضيعان وطيّاران وطاقم مضيفين مكوّن من ستة أفراد.

العالم - حوادث

لكن حال ازدحام السير دون لحاق الموظف الإندونيسي الحكومي سوني سيتياوان برحلته على متن هذه الطائرة ، بعد أن سقطت في البحر قبالة جزيرة جاوة.

وذكرت وسائل إعلام إندونيسية أن موظف وزارة المالية الإندونيسية سوني سيتياوان هو الناجي الوحيد، ونقلت عنه قوله إنه تأخر عن رحلة الطيران، إذ وصل إلى المطار بعد عشر دقائق من إقلاع الطائرة بسبب تعرقل حركة المرور.

جدير بالذكر أن وزارة مالية إندونيسيا أكدت في وقت سابق أن 20 من موظفيها كانوا على متن الطائرة المنكوبة وأنهم لاقوا مصرعهم.

ولاحقا، أعلنت الطوارئ الإندونيسية أن فرق الإنقاذ نجحت في العثور على حطام الطائرة والمتعلقات الشخصية للركاب، لافته إلى أن المعلومات تشير إلى عدم وجود ناجين من الطائرة المنكوبة.

مفاجأة بشأن الطائرة الإندونيسية المنكوبة

أظهرت تقارير أن الطائرة الإندونيسية المنكوبة، كانت أحدث طائرة تنضم للأسطول حيث دخلت الخدمة قبل شهرين فقط عقب استلامها من شركة بوينغ الأميركية.

والطائرة من طراز بوينغ 737، هي الأكثر مبيعا للشركة الأميركية والعمود الفقري لشركات الطيران الناشئة حول العالم.

وتسلمت شركة ليون إير الطائرة "737 ماكس 8" في أغسطس، ووفقا للجنة سلامة النقل الوطنية في إندونيسيا، حيث سجلت 800 ساعة طيران فقط قبل الحادث الأليم.

ويظهر تراكم الطلبات مما يزيد عن 4 آلاف عميل، على الطراز ماكس 737، شعبية النسخة الأحدث من الطائرة ذات الممر الواحد ضمن شركات النقل الجوي.

وقد نجح هذا الطراز الذي يتميز باستهلاك أقل للوقود وموثوقية أعلى من الطرازات السابقة، في كسب عملاء في آسيا حيث ظهرت العديد من شركات الطيران منخفضة التكلفة على مدى العقد الماضي.

وتنتج بوينغ أربعة إصدارات من عائلة ماكس التي تستيطع استيعاب ما يصل إلى 230 راكباً والطيران لمسافة تصل إلى 6110 كيلومترات، وفقاً لموقع بوينغ.

وتستخدم الطائرات من هذا النوع محركات LEAP-1B من CFM International، وهو مشروع مشترك بين شركة جنرال إليكترك وسافران.

ومن بين أكبر عملاء هذا الطراز في المنطقة شركة ليون آير الإندونيسية وسبايس جيت الهندية وتشاينا ساوزرن آيرلاينز الصينية.

حقيقة فيديو يرصد اللحظات الأخيرة لضحايا الطائرة 

وتداول عدد من النشطاء على صفحات السوشيال ميديا، مقطع فيديو يوضح اللحظات الأخيرة قبيل تحطُّم الطائرة الإندونيسية.

ورصد الفيديو اللحظات الاخيرة للضحايا قبل مواجهتهم الموت بكلمة "الله أكبر. "

لكن السلطات الإندونيسية، أعلنت أنه لا صحة لمقطع الفيديو وأوضحت، أن المقطع الذي ظهر فيه الركاب يكبّرون ويهللون لا يخص طائرة الركاب المنكوبة اليوم التابعة ليون إير، ولكنه متعلق بحادث أخر ونجا جميع ركاب الطائرة وقتها.

وأكدت السلطات الإندونيسية، أنه لا توجد صور أو مقاطع فيديو متوفرة من رحلة الطائرة التي تحطّمت اليوم.

سبب سقوط الطائرة المنكوبة

وأعلنت الوكالة الوطنية للطوارئ في إندونيسيا، أن سبب سقوط طائرة "ليون آير" ، يرجع إلى انفجار خزان الوقود بالطائرة.

وقال المتحدث باسم الوكالة للصحفيين، "عثر على الخزان مهشما، والوقود يتسرب منه"، ولكن في ذات الوقت لم يحدد المتحدث وقت انفجار خزان وقود الطائرة بالضبط.

فيما أشارت مصادر إندونيسية إلى أن الطيار طلب الإذن بالعودة لمطار الإقلاع قبل دقائق من فقدان الاتصال معه بعد 13 دقيقة من بدء الرحلة.

وأظهر فيديو بثه التلفزيون الإندونيسي كمية من الوقود وقطعا من الطائرة تطوف على سطح الماء في مكان الحادث.

وذكر رئيس مجلس إدارة شركة الطيران إدوارد سيرايت، أن الطائرة كانت قد خضعت قبل طيرانها من جاكرتا صباح اليوم لأعمال صيانة بسبب مشكلة تقنية، موضحا أنه "تم إصلاحها في دنباسار في جزيرة بالي".

وقال سيرايت لوكالة "فرانس برس" إن "التقنيين في جاكرتا تسلموا ملاحظات وقاموا بتصليحات جديدة قبل أن تقلع الطائرة إلى بانكال بينانج (حيث كان من المفترض أن تهبط الطائرة)، وهي إجراءات عادية".

وقال المتحدث باسم الطوارئ: "تم العثور على جثة واحدة جرى انتشالها، ولقي الجميع حتفهم جراء الحادث".

في حين أشار مسؤول في شركة الطاقة الحكومية بيرتامينا، إلى أن "حطاما يعتقد أنه للطائرة ويشمل مقاعد الطائرة عثر عليه بالقرب من منشأة تكرير بحرية في بحر جاوة".

ونقلت "رويترز" عن المتحدث باسم بوينغ قوله إن "الشركة على دراية بالتقارير عن الحادث وهي تتابع الأمر عن كثب".

وذكر موقع "فلايترادار" المتخصّص في تعقب مسارات الطائرات حول العالم أن الطائرة من طراز Boeing 737 ماكس-8، وأقلعت من العاصمة جاكرتا متّجهة نحو الجنوب الغربي ثم حوّلت وجهتها إلى الشمال الشرقي قبل أن تختفي فوق بحر جاوة في مكان غير بعيد عن الساحل.

 بقايا بشرية من دون الصندوق الأسود

ونُقلت تسعة أكياس تحوي بقايا بشرية إلى مستشفى تديره الشرطة. وعثر رجال الإنقاذ أيضا على قطع حطام بينها جزء من ذيل الطائرة يحمل شعار شركة الطيران وملابس ووثائق هوية ولكن لم يجدوا بعد الصندوق الأسود، كما قال رجال الانقاذ.

وأشارت وزارة النقل إلى أن بين ركاب الطائرة إيطالي وهندي.

وأظهرت لقطات سجلت في مطار بانغكال بينانغ أفراد عائلات الركاب يبكون ويتحدثون بتوتر على هواتفهم النقالة.

وتحدثت ارماياتي عبر الهاتف مع وكالة فرانس برس متحسّرة على فقدان زوجها محمد سيافي البالغ 45 عاماً الذي كان على متن الطائرة فقالت "هذا الصباح، اتصل كي يعرف أخباراً عن ابنه الأصغر" وهذا كان الاتصال الأخير.

وفي مطار جاكارتا، تنتظر زينة العابدين أخبارا عن ابنتها وقالت لفرانس برس "إذا ماتت ابنتي، آمل فقط أن تُدفن بشكل مناسب".- توقف المسار

ويظهر موقع "فلايترادار" المتخصّص بتعقب مسارات الطائرات حول العالم، مسار الطائرة التي أقلعت من جاكرتا متّوجهة نحو الجنوب الغربي قبل أن تحول مسارها جنوبا حوالى 180 درجة وتتوجه إلى الشمال الشرقي. وتوقف المسار فجأة فوق بحر جاوا في مكان غير بعيد عن الساحل.

قال الناطق باسم شركة الطيران دانانغ ماندالا بريهانتورو إن "لايون إير قلقة جدا من هذا الحادث وستعمل مع كل الوكالات والأطراف المتخصصة".

وعبرت مجموعة بوينغ الأميركية عن "حزنها العميق" للأنباء المتعلقة بالحادث وتعاطفها مع الأهالي، مؤكدة أنها "مستعدة لتقديم المساعدة التقنية للتحقيق في الحادث".

 السلامة الجوية على المحكّ

وتعتمد إندونيسيا الأرخبيل الواقع في جنوب شرق آسيا ويتألف من 17 ألف جزيرة متفاوتة الحجم، إلى حد كبير على النقل الجوي وتشهد حوادث باستمرار.

وكان طفل في الثانية عشرة من العمر نجا من حادث طائرة أسفر عن سقوط ثمانية قتلى في منطقة جبلية في إقليم بابوا في آب/أغسطس الماضي.

وفي كانون الأول/ديسمبر 2016، لقي 13 شخصا حتفهم في تحطم طائرة عسكرية بالقرب من تيميكا وهي منطقة جبلية أخرى في بابوا.

وفي آب/أغسطس 2015، تحطمت طائرة "ايه اي آر 42-300" تابعة لشركة الطيران الإندونيسية "تريغانا اير" وعلى متنها 44 مسافرا بالغا وخمسة أطفال وطاقم من خمسة أفراد في جبال بينتانغ بسبب الأحوال الجوية السيئة. ولم يعثر على أي ناج.

وشهدت "لايون إير" شركة الرحلات المنخفضة الكلفة، عددا من الحوادث.

ففي آب/أغسطس 2017، اصطدمت طائرة بوينغ تابعة للشركة عند هبوطها في مطار كوالانامو الدولي في ميدان ثالث مدن إندونيسيا بشمال جزيرة سومطرة، بجناح طائرة "إيه تي آي-72" تابعة لشركة "وينغز إير" الإندونيسية أيضا، كانت تنتظر السماح لها بالإقلاع. لكن الحادث لم يسفر عن إصابات.

وفي أيار/مايو 2016 اصطدمت طائرتان تابعتان للشركة ببعضهما على مدرج مطار سوكارنو-هاتا في ضاحية جاكرتا.

وفي نيسان/أبريل 2013، أخفقت طائرة "بونيغ" تابعة للشركة في الهبوط بشكل صحيح على مدرج مطار دنباسار الدولي في جزيرة بالي وسقطت في البحر القريب. ونجا ركاب الطائرة ال108 لكن أربعين منهم جرحوا وكانت إصابة سيدة منهم خطيرة.

و"لايون اير" فرع من مجموعة "لايون غروب" التي تملك أربع شركات أخرى هي "وينغز اير" و"باتيك اير" في إندونيسيا، و"ماليندو إير" في ماليزيا و"ثاي لايون إير" في تايلاند.