مع الحدث: تطورات الملف الفلسطيني والتعجيل بتمرير صفقة ترامب- الجزء الاول

الأربعاء ٣١ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٧:٤٩ بتوقيت غرينتش

كيف تقرأ تطورات الملف الفلسطيني في ضوء الاجتماع المركزي والردود؟ ماذا عن الاختلافات الداخلية والابتعاد عن بلورة موقف فلسطيني موحد؟ ما مدى مساهمة حركة التطبيع على المستوى العربي في تصفية القضية الفلسطينية؟ هل حجم الضغوط الاميركية واستغلال ازمات المنطقة يعجلان بتمرير الصفقة؟

واكد أمين عام التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة يحيى غدار، ان ما نراه اليوم يؤكد ان هناك هيمنة غير منطقية على كل العالم وعلى المنطقة وفلسطين وخاصة ما يروج لما يسمى بصفقة ترامب التي تهدف الى محو فلسطين وشعبها نهائياً.

وقال غدار في حوار مع العالم في برنامج "مع الحدث": انه لم يعد امام الشعب الفلسطيني البطل الا ان يرفض كل القرارات العربية والاميركية.

واعتبر غدار، قيام بعض العرب بالتطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي ودعواتهم للمسؤولين الاسرائيليين ان يزوروا عواصم عربية، بانهم أدوات للاميركان، واوضح ان هؤلاء العرب من اجل يحافظوا على مراكزهم وعروشهم ينفذون كل املاءات الولايات المتحدة الاميركية.

ولفت الى ان قرارات المجلس المركزي الفلسطيني خلال اجتماعه الاخير،  والقاضي بتعليق الاتفاقات والاعتراف بكيان الاحتلال ووقف التنسيق الامني معه، كانت قد اتخذت من قبل سنتين ولكنها لم تنفذ، عازياً السبب الى اللجان التي تؤخر عملية التنفيذ.

ونصح المطبعين مع كيان الاحتلال بالكف عن المحاولة لانها مضيعة للوقت، باعتبار انهم سيفضحون حالهم اكثر فاكثر ويخسروا دعم شعبهم بالكامل.

وشدد على ان الفلسطينيين يرفضون رفضاً قاطعاً يهودية القدس الشريف، رغم محاولات ترامب التجويعية  التركيعية من خلال قطع المساعدات عن الفلسطينيين وايقاف الاونروا ووقف المساعدات عن المستشفيات في رام الله والضفة، مؤكداً ان هذه الاساليب لا تنفع مع شعب مقاوم على مدى 100 سنة، ولن تمر بسلام.

من جانبه، اعتبر القيادي في حركة فتح سعيد يقين، ان البيان الختامي الذي صدر عن المجلس المركزي الفلسطيني حول تعليق الاعتراف بكيان الاحتلال، بانه بيان يمكن ان يعتد عليه ويبنى عليه في عدة قضايا.

واشار يقين قائلاً: ان هذه القضايا، هي موضوع الاعتراف بكيان الاحتلال الاسرائيلي ووقف التنسيق الامني وموضوع تنسيق آفاق المقاومة الشعبية ودعم حركة البي دي اس، وتطوير النظام الاقتصادي الفلسطيني ليسمح بالافكاك التدريجي عن بروتوكول باريس الملحق باتفاقية اوسلو، ثم اتمام موضوع المصالحة.

واعتبر يقين ان القضايا اعلاه كلها خطيرة ومهمة لا يختلف عليها فلسطينيان على الاطلاق، ولكن هناك الاشكالية تكمن في قضيتين جوهريتين: الاولى، تحرك بعض العرب للتطبيع مع كيان الاحتلال، في الوقت الذي حتى المجتمع الاسرائيلي يحاول ان يسقط حكومة بنيامين نتنياهو ويرى فيها حالة يمينية وفاشية لاتقدم الاسرائيلي الى المجتمع الدولي، فيما يسارع بعض العرب من ابناء جلدتنا لانقاذ نتنياهو واستقباله في بعض العواصم العربية، متسائلاً ماذا ستسفيد سلطنة عمان من استضافة هذا الفاشي على اراضيها؟

واوضح يقين، عندما يعزف النشيد الاسرائيلي في بلاد عربية (الامارات) ثم تستقبل ريغين اليهودية، الفاشية اليمينية المعروفة بانحطاطها الاخلاقي بمعنى انها لا تجد لها مكاناً في المجتمع الاسرائيلي، نراها تستقبل في احد مساجد ابوظبي، لذلك كيف ستقلع السفينة الفلسطينية وسط هذا التطبيع الذي يهرول اليه بعض العرب مع كيان الاحتلال؟

وحول تعقيدات الملف الفلسطيني وخطة اميركا بما تسمى بصفقة القرن والضغط على بعض الدول العربية لاستقبال مسؤولين اسرائيليين على اراضيها، رأى مؤسس المعهد الاميركي للسياسة الخارجية الاميركية مايك لاين، ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب ملتزم بشكل كبير بايجاد حل يمكن ان تتفق عليه كافة الاطراف ما يتعلق بالشرق الاوسط وبشكل خاص القضية الفلسطينية، حسب تعبيره.

وقال لاين: ان ترامب قام بتكليف صهره جاريد كوشنر ليتولى هذه الجهود من ايجاد اتفاق يكون مقبولاً لدى الجميع، لافتاً الى ان كوشنر امضى الكثير من الوقت وهو يجري العديد من الزيارات ويلتقي مع الاطراف، وايضاً يحاول ان يستمع ما هي المخاوف والاهداف والغايات.

واكد لاين، ان كوشنر يحاول ان يقوم باعداد خطة تلبي احتياجات جميع الاطراف في المنطقة، بحسب تعبيره، واشار الى انه كان من المفترض ان نسمع عن هذه الخطة تقريباً منذ سبعة اشهر، ولكن تم تأجيلها بسبب السلطة الفلسطينية التي قررت بانها لن تسمح للاميركيين بان يستمروا بالتفاوض حول هذه الخطة وذلك بسبب اعلان ترامب مدينة القدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال الاسرائيلي.

واوضح لاين، ان الادارة الاميركية تجري المزيد من التحركات على مستوى العمل الدبلوماسي بين الاطراف في المنطقة من اجل انضمام جميع الاطراف الى الخطة الاميركية، مؤكداً ان رفض الفلسطينيين للخطة قد شكل عائقاً خاصة بعد نقل السفارة الاميركية الى القدس الشريف.

وقال مؤسس المعهد الاميركي للسياسة الخارجية الاميركية: ان الانسحاب الفلسطيني من المفاوضات يصبح من الصعب جداً التقدم بهذه الخطة، لهذا يحاول الاميركان والاسرائيليون الضغط من اجل اجراء لقاءات مع اطراف اخرى، ضارباً مثلاً بذلك على لقاء نتنياهو مع الرئيس سلطان قابوس في سلطنة عمان.

وبحسب تعبير لاين، فان الامور تتقدم الى الامام، ولكن لم تصل الى عملية تسوية نهائية، حتى يستطيع الفلسطينيون ان يعيشوا في بلد كي يجلسوا للتفاوض، بحسب رأيه.

 

ضيوف الحلقة:

أمين عام التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة د. يحيى غدار

القيادي في حركة فتح د. سعيد يقين

مؤسس المعهد الاميركي للسياسة الخارجية مايك لاين

 

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:
https://www.alalam.ir/news/3866951