هل سينتهي الضغظ الدولي على عرش ابن سلمان؟

هل سينتهي الضغظ الدولي على عرش ابن سلمان؟
الجمعة ٠٢ نوفمبر ٢٠١٨ - ١١:٤٨ بتوقيت غرينتش

مضى شهر على اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي وحاليا تدرس واشنطن خياراتها السياسية للتعامل مع أزمته التي تتفاعل في الساحة الأميركية والاقليمية والدولية بقوة، ولا تكاد تغيب للحظة عن المشهد الاعلامي والسياسي.

العالم-تقارير

 وفي الوقت الذي حاولت فيه الإدارة الأميركية الدفع نحو خيارات تفضي إلى تسوية وتهدئة فان الكونغرس ووسائل الإعلام تضغط باتجاه مختلف دافعة المؤسسات السيادية إلى عرض أوراقها وتصوراتها لحل الأزمة.

 دراسة الخيارات موقف سياسي أميركي وتوجه جديد يعكس تعدد الأطراف المعنية بالملف في الساحة الأميركية؛ إذ تشارك فيه الإدارة الأميركية المرتبكة إلى جانب الكونغرس الذي يقف على عتبة انتخابات نصفية بعد خمسة أيام من الان؛ كما تشارك المؤسسات السيادية الـ ( CIA) و (FBI ) والبنتاغون؛ فأزمة خاشقجي فتحت الابواب لاختراقات خطيرة إقليمية ودولية بشكل يتهدد النفوذ والسياسة الأميركيتين في المنطقة؛ فروسيا متحفزة والصين إلى جانب تداخل الأزمة مع المصالح التركية المباشرة؛ والأهم من ذلك التوجهات الأوروبية التي لا تخفي رغبتها بلعب دور فاعل في الأزمة.

الخيارات الأميركية تظهر ملامحها في تصريحات ترمب الذي بدأ يشكك برواية المملكة العربية السعودية وعلاقته بولي العهد؛ في حين أن أعضاء الكونغرس من مختلف التيارات الذين يناقشون امكانية فرض عقوبات على المملكة العربية السعودية وعلى أقصى اليمين تقف الصحافة الأميركية موقفا متشددا بإصرارها على تحويل القضية إلى قضية رأي عام مهددة بتوريط الإدارة الأميركية ومستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر .
 

بومبيو يحدد موعد العقوبات الأميركية على المتورطين بمقتل خاشقجي

الى ذلك أعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أن الولايات المتحدة ستحتاج إلى بضعة أسابيع أخرى لجمع معلومات عن المتورطين في قتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، لفرض عقوبات عليهم.

وقال بومبيو في مقابلة مع محطة "كيه أم أو أكس" الإذاعية يوم الخميس إن بضعة أسابيع أخرى ستمر قبل أن تتوفر لدى الولايات المتحدة أدلة كافية لفرض عقوبات فيما يتعلق بمقتل الصحفي خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول.

وشدد الوزير بومبيو على أن الولايات المتحدة لن تتغاضى عن مقتل خاشقجي، ومع ذلك ذكر أن بلاده تربطها بالسعودية "علاقات استراتيجية عميقة وطويلة.. ونحن عازمون على ضمان بقاء تلك العلاقات".
 

هل يهدد أردوغان عرش ولي العهد محمد بن سلمان؟

وفي هذا السياق إن أزمة خاشقجي وتنامي الانشقاقات بين صفوف العائلة المالكة السعودية، من العوامل التي ساعدت أردوغان على استغلال ضعف منافسه الإقليمي، محمد بن سلمان.

ويبدو أن الأسرار التي لا زال لم يكشف عنها الرئيس التركي حول قضية خاشقجي قادرة على أن تحرم ابن سلمان من خلافة أبيه في العرش.

في نفس الوقت، ساهم مقتل الصحفي السعودي المعارض، جمال خاشقجي، في السفارة السعودي بأنقرة في زعزعة التوازن الدبلوماسي الهش والمعقد في المنطقة، من جديد. كما وضعت هذه الجريمة الديمقراطيات الغربية أمام معضلة معاقبة الرياض من عدمه.

أن التحقيق في هذه الجريمة عزز موقف قوة أردوغان، ومنحه هامشا للمناورة والضغط على الجهات السعودية.

أن الأدلة حول مقتل خاشقجي واستراتيجية أردوغان المتبعة في سردها أدت إلى إحياء التوترات والانقسامات بين صفوف العائلة المالكة.

ومن المرجح أن مسألة إزاحة ابن سلمان من منصبه الحالي قد أصبحت موضوعا مطروحا على طاولة النقاشات السعودية.

إن مستقبل بن سلمان أصبح في خطر وكما من شأن الأسرار التي يخفيها أردوغان أن تجر بن سلمان للهاوية والاستبعاد من السلطة.

وفي ظل هذا الوضع، تزايدت الأصوات التي تشكك في أهلية بن سلمان لتولي منصب الملك السعودي في المستقبل.