قضية المهاجرين.. كابوس يؤرق إدارة ترامب!

قضية المهاجرين.. كابوس يؤرق إدارة ترامب!
السبت ٠٣ نوفمبر ٢٠١٨ - ١٠:٤٨ بتوقيت غرينتش

يواصل المهاجرون من الهندوراس و دول أمريكا الوسطى تدفقهم نحو الولايات المتحدة، غير آبهين بتهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أكد أن إدارته ستتصدى للمهاجرين وتمنعهم من الدخول الى الولايات المتحدة.

العالم - تقارير

ترامب يهدد...ثم يتراجع

حذر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الخميس من أن الجيش الأميركي قد يطلق النار على المهاجرين من أميركا الوسطى، الذين سيرشقون الحجارة على الجيش خلال محاولتهم دخول الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية لكنه تراجع بعد يوم واحد و يقول إن المهاجرين غير الشرعيين الذين يرشقون قوات الجيش بالحجارة سيعتقلون لكن الجنود لن يطلقوا عليهم النار.

وكان ترامب قال إذا ما أقدم شخص من قافلة المهاجرين وألقى حجارة على العسكريين عند الحدود الأمريكية، فعليه أن يتوقع رداً قاتلاً.

ويسود اعتقاد بأن هناك نحو 7 آلاف مهاجر من غواتميالا يحاولون شق طريقهم إلى الولايات المتحدة الأمركية، وهم الآن في منطقة وسط المكسيك، حسب ما ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية.

أعربت الحكومة المكسيكية عن اعتقادها أن عدد المهاجرين في القافلة يقترب من 3600 شخص، منوهةً بأن تقديرات منظمة "اليونيسف" تشير إلى وجود 2300 طفل ضمن المجموعة المهاجرة، حسب ما ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية.

وأعلن ترامب أنه سيعمل على نشر أفراد من الجيش الأمريكي عند الحدود المكسيكية لمنع المهاجرين من دخول الولايات المتحدة، واصفاً قافلة المهاجرين بـ"الغزو"، وفق الصحيفة البريطانية.

وقال ترامب يوم الأربعاء أيضًا على تويتر إن "بعض المقاتلين الأقوياء جدًا" و "البلطجية السيئين جدًا" موجودون في القافلة ويجب أن يتوقفوا عن مواصلة الطريق إلى الحدود.

وردا على تصريح ترامب، انهالت الانتقادات عليه من شخصيات معروفة.

الإعلامي المعروف لورانس أودنيل كتب: ترامب يقول بأن رمي الحجارة ستعتبر كإطلاق النار، إنه يحث الجنود على ارتكاب جرائم.

الصحافي دانيا ديل أيضا اتهم ترامب بتشجيعه حرس الحدود لأن يطلقوا النار على المدنيين، فقط لإلقائهم الحجارة.

الناشطة شانون واتس، قالت:"بعد أن قتل رجل 11 أمريكيا في لحظات الاسبوع الماضي، ترامب يشبه تلقي حجرا على الرأس بإطلاق النار" واضافت ساخرة:" فليخبر أحدكم المؤسسة الوطنية للحجارة".

المحاضرة الجامعية، والمحللة السياسية رولا جبرايل، استهجنت دعوة ترامب للرد على الحجارة بالرصاص، وقالت:"ترامب انتقل من زج الأطفال بالسجون إلى حث الجنود على إطلاق النار على الأطفال العزل".

لورانس ترايب، كتب مستغربا دعوة ترامب هذه، خاصة وأن قوافل اللاجئين هذه تسير مسافة حوالي ألف ميل ببطئ، فيها النساء والأطفال الغير مسلحين، وهذا يعني قتلهم.

البنتاغون يستنفر آلاف الجنود للتصدي للمهاجرين

كشفت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) عن تجهير آلاف الجنود من أجل التصدي لقافلة تضم آلاف المهاجرين من أميركا الوسطى، في طريقهم إلى الولايات المتحدة عبر الحدود مع المكسيك.

وقال مسؤول أميركي لـ"رويترز"، الاربعاء ، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن وزارة الدفاع ستنشر 7 آلاف جندي على الحدود مع المكسيك إذا دعت الحاجة، مؤكدا أن هذا العدد مبدئي ويمكن أن يتغير.

واستأنفت قافلة ثانية من المهاجرين تضم حوالي ألفي شخص من أميركا الوسطى، التقدم في ولاية تشياباس بجنوب المكسيك، بعد أن تمكنت، الثلاثاء، من عبور النهر الفاصل بين غواتيمالا والمكسيك.

وعلى غرار المهاجرين في القافلة الأولى، رفض المشاركون في هذه القافلة الثانية ومعظمهم من هندوراس، خطة المساعدة التي عرضها عليهم الرئيس المكسيكي.

وتتضمن الخطة تغطية طبية والتعليم لأطفالهم والعمل المؤقت لهم، شرط أن يتوقفوا ويقدموا طلبات لجوء في ولايتي تشياباس وأوهاكا.

ووصل المهاجرون، من وبينهم نساء وأطفال، الثلاثاء، إلى تاباتشولا حيث قضوا الليل، بعدما اجتازوا 25 كيلومترا.

وأعلنت وزارة الداخلية المكسيكية توقيف مهاجرين من هندوراس مطلوبين لدى قضاء بلادهما، أحدهما بتهمة ارتكاب 3 جرائم قتل والثاني بتهمة تهريب المخدرات، وأعيدا إلى هندوراس في طائرة.

ترامب يلوح بنشر 15 ألف جندي لوقف المهاجرين

في هذا السياق اعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الأربعاء، أن عدد الجنود الذين سيتم نشرهم على الحدود مع المكسيك، من أجل وقف تسلل قوافل مهاجري أميركا الوسطى قد يصل الى 15 ألف جندي.

وبعد إرسال أكثر من خمسة آلاف جندي أميركي لمؤازرة حرس الحدود، قال ترامب للصحافيين: "سنرفع العدد إلى ما بين 10 و15 ألف جندي". وفقا لفرانس برس.

ووصف الرئيس الأميركي قافلة المهاجرين الذين يحاولون دخول الولايات المتحدة عبر المكسيك بأنهم "مجموعة خطيرة من الناس"، مضيفا "لن يأتوا إلى بلادنا".

ترامب يتوعد المهاجرين.. ومخيمات بانتظارهم

و تعهد ترامب، باتخاذ إجراءات صارمة ضد المهاجرين غير الشرعيين ومنعهم من دخول الولايات المتحدة، وأكد أن السلطات قررت وضع المهاجرين في مخيمات لحين استكمال إجراءات ترحيلهم.

وقال ترامب: "المهاجرون غير القانونيين يؤثرون على حياة جميع الأميركيين، و  يؤثرون على فرص العمل للأميركيين، وعلى دافعي الضرائب من شعبنا".

وأضاف: "إنهم يؤثرون على أمن وسلامة العامة. هؤلاء المهاجرين يكلفون الولايات المتحدة مليارات الدولارات كل عام".

وأشار الرئيس الأميركي إلى أن بلاده سترفض لجوء من يدخلون إليها من مناطق لا تعتبر موانئ قانونية، فيما شدد موقفه من مجموعة من المهاجرين تتجه إلى بلاده قادمة من دول في أميركا الوسطى.

وأوضح للصحفيين في البيت الأبيض: "المهاجرون الذين يسعون للجوء سيكون عليهم تقديم أنفسهم بصورة قانونية في ميناء رسمي للدخول".

مهاجرون يرفعون دعوى قضائية ضد ترامب

هذا و رفعت مجموعة من المهاجرين من هندوراس دعوى قضائية ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، متهمين اياه بانتهاك الدستور الأمريكي.

واعتبر 12 مهاجرا من القافلة المتجهة عبر أراضي المكسيك إلى الولايات المتحدة المقترحات الأخيرة للإدارة الأمريكية بشأن سياسات الهجرة "غير دستورية"، ورفعوا أمام محكمة واشنطن دعوى ضد الرئيس الأمريكي والمدعي العام جيف سيشنز ووزيرة الأمن الداخلي كيرستين نيلسن وهيئات الهجرة والجمارك وحرس الحدود في الولايات المتحدة.

وتقول الدعوى إن ترامب "يستمر بانتهاك القانون، بما في ذلك الحقوق الدستورية لمنع أشخاص من أمريكا الوسطى من الاستفادة من حقوقهم المشروعة في البحث عن اللجوء في الولايات المتحدة".

واعتبر محامي المهاجرين جون شورمان أن بعض اقتراحات ترامب بخصوص الهجرة تتعارض مع التعديل الـ 5 على الدستور الأمريكي.

كما اعتبر المحامي سياسة احتجاز المهاجرين بمخيمات حتى جلسة المحكمة للنظر في منحهم اللجوء أو ترحيلهم، انتهاكا للقانون.

ووصفت وزارة الأمن الداخلي الاميركية في وقت سابق الأربعاء، هذه الأزمة بأنها "غير مسبوقة على حدود الولايات المتحدة الجنوبية

ووفقا لإحصاءات وزارة الأمن الداخلي، تم اعتراض 400 ألف مهاجر غير شرعي عام 2018 أي فقط 25 بالمئة من عدد المهاجرين عام 2000.

لكن التغيير الأساسي كما تشير الوزارة هو أنه في عام 2000 كان جميع المهاجرين تقريبا من البالغين غير المتزوجين، واليوم نصفهم تقريبا من العائلات، أو القاصرين غير المصحوبين بذويهم.

أوباما: إرسال جنود إلى الحدود مناورة سياسية

انتقد الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما الجمعة سياسات دونالد ترامب الأخيرة في مجال الهجرة خلال تجمّع انتخابي نظم في ميامي دعمًا لمرشّحين ديمقراطيين.

واعتبر الديمقراطي أن قرار الرئيس ترامب الأخير بنشر جنود على الحدود مع المكسيك ما هو إلا إهدار للقدرات العسكرية لتحقيق أغراض سياسية. وبحسب أوباما فإن الجمهوريين "يُفرّقون جنودنا الشجعان عن عائلاتهم من أجل مناورة سياسيّة على الحدود".

واعتبر الرئيس السابق أنّ ما أعلنه ترامب عن إرسال آلاف الجنود الأميركيّين إلى الحدود مع المكسيك لمنع دخول مهاجرين من أميركا الوسطى ما هو إلا "مناورة سياسيّة". معتبرًا أنه "يتمّ باستمرار إثارة الخوف من أجل صرف الانتباه عن حصيلة" السياسات الجمهوريّة.

وأضاف "إنّ رجال ونساء جيشنا يستحقّون أفضل من ذلك".

وتوجّه أوباما الجمعة إلى فلوريدا لدعم أندرو غيلوم، أوّل مرشّح من ذوي البشرة الداكنة لمنصب حاكم هذه الولاية، وكذلك لدعم السناتور الديمقراطي ورائد الفضاء السابق بيل نيلسون الذي يسعى إلى أن يُعاد انتخابه.

وفي نهاية خطاب قاطعه أحيانًا متظاهرون مؤيّدون للحزب الجمهوري، قال أوباما أمام المناصرين "فلنكتب التاريخ هنا في فلوريدا!".

وسيقصد الناخبون الأمريكيّون مكاتب الاقتراع للمرّة الأولى منذ 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2016 التاريخ الذي شهد فوز ترامب في انتخابات الرئاسة.

وستشمل الانتخابات كلّ مقاعد مجلس النوّاب وثلث مقاعد مجلس الشيوخ وحكّام 30 ولاية.

وباتت قضية المهاجرين من دول أمريكا الوسطى والهندوراس وزحفهم المتواصل نحو الولايات المتحدة بمثابة ازمة تؤرق ادارة الرئيس ترامب في وقت تواجه فيه الادارة الامريكية ازمات داخلية عديدة تمثلت مؤخرا بقضية الطرود الملغومة وايضا سلسلة الاستقلات المدوية في البيت الابيض، ناهيك عن ملفات الفساد المالي والاخلاقي التي تلف عنق ترامب على اعتاب انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.