مع الحدث - اجراءات ترامب ضد ايران وثقة طهران بإسقاطها - الجزء الثاني

الأحد ٠٤ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٨:٠٢ بتوقيت غرينتش

ما الذي ستحدثه حزمة الاجراءات الاميركية الجديدة ضد الاقتصاد الايراني؟ كيف تقرأ الالية المالية للدول الاوروبية لاستمرار التعاون مع طهران؟ هل اعفاء 8 دول من الحظر الاميركي يعني فشلاً مسبقاً للخطوة؟ ما تعني ثقة القيادة الايرانية بمواجهة اجراءات ترامب وافشالها؟

واكد الخبير بالشؤون الاميركية كامل وزنة، ان الموقف الايراني كان واضحاً وهو الاتفاق فقط على الملف النووي، مشيراً الى ان ما يريده الرئيس الاميركي دونالد ترامب وفريقه السياسي والدول الخليجية من فرض العقوبات القاسية ضد ايران، هو التفاوض على النفوذ الايراني في المنطقة وعلى الاسلحة البالستية الايرانية.

وقال كامل في حوار مع العالم في برنامج "مع الحدث": ان هناك مفارقة بان الولايات المتحدة التي انسحبت من معاهدة التسلح النووي، تعاقب حالياً ايران التي قبلت بالاتفاق النووي والتي كانت قد حرمت الاسلحة النووية منذ البداية من أعلى المرجعيات الى القيادات السياسية.

واوضح كامل، ان اميركا تعاقب ايران لانها التزمت بالملف النووي ووصفه بالاتفاق الاممي، وعزى الى استمرار العقوبات الاميركية لفترة طويلة نتيجة استمرار المواجهة بين الادارة الاميركية وطهران.

واعتبر ان هناك موقفا اميركيا بصدد تغيير النظام الايراني واعادة الانقلاب الذي وقع عام 1953 حتى يضع ايران تحت سيطرة الـ"سي آي ايه" كما فعلوا في السابق، مؤكداً ان هذا لن يحصل.

من جانبه، اكد الباحث في مركز التقدم الاميركي لورانس كورب، ان غالبية الاميركيين يرفضون انسحاب بلادهم من الاتفاق النووي، مشيراً ان دونالد ترامب تمكن من الانسحاب بعد ان استغل منصبه كرئيس اميركي.

وقال كورب: ان الولايات المتحدة لم تتمكن لحد الان من جعل الحلفاء والمنافسين مثل روسيا والصين بان ينسحبا ايضاً من الاتفاق النووي التي وقعت عليه ايضاً، موضحاً ان الاوروبيين ايضاً يحاولون ايجاد طريقة ما لتخطي العقوبات الاميركية وذلك من اجل الاستمرار بالعمل التجاري مع ايران.

ولفت كورب الى انه بنفس الوقت ونتيجة دور الولايات المتحدة في النظام الدولي سيكون من الصعب للناس ان يتخطوا هذا الدور الاميركي، مؤكداً ان الادارة الاميركية اعفت 8 دول من الحظر الاميركي واعطتها الحرية كي تستمر بالحصول على النفط الايراني بما في ذلك دول مثل ايطاليا والهند وكوريا الجنوبية واليابان وتركيا الحليفة للولايات المتحدة.

واكد، ان الادارة الاميركية ستشهد في الايام القادمة تغييرات تعيدها الى الاتفاق النووي، الذي كان من المفترض ان يركز على الاسلحة النووية فقط وليس كل الامور الاخرى، ورأى انه سيكون من الجيد لايران والمنطقة التعامل مع هذه القضايا الاخرى.

بدوره، قال الباحث السياسي الايراني عباس خاميار، ان هناك اكذوبة باعادة العقوبات الى ما قبل 2011، باعتبار ان اساس العقوبات كانت مفروضة ولم ترفع حتى بعد الاتفاق النووي باستثناء النفط، بمعنى ان العقوبات لم ترفع حتى تعاد.

واكد خاميار، ان العقوبات الاميركية فشلت بشكل ذريع رغم الكم الهائل من الاعلام، وان الاميركان يعلمون جيداً ان هذه العقوبات ربما لن تكون ذات تأثير كبير، لكنهم يعولون على الجانب النفسي والحرب النفسية والاعلامية.

ولفت ان الكثير في طهران يعتقد ان موضوع العقوبات الاميركية قد فشل، بعد ترويج الادارة الاميركية على تصفير صادرات النفط الايرانية رغم الضغوط الكبيرة التي مارستها الولايات المتحدة على الدول الحليفة ولكنها اضطرت الى اعفاء بعض الدول من الحظر الاميركي.

واوضح الباحث السياسي الايراني، ان دولاً كالصين والهند وتركيا وكثير من الدول اعلنت بصراحة انها ستستمر في الجانب التجاري واستيراد النفط مع ايران.

واعتبر خاميار، اعفاء الولايات المتحدة ثماني دول من الحظر الاميركي بانه نوع من الفشل الذريع لاميركا في هذه المرحلة، وهي كانت تؤكد على تصفير الصادرات النفطية الايرانية.

 

ضيوف الحلقة:

الخبير بالشؤون الاميركية د. كامل وزنة

الباحث السياسي الايراني د. عباس خاميار

الباحث في مركز التقدم الاميركي لورانس كورب