جثة خاشقجي.. من التقطيع الى التذويب، فماذا بعد؟!

جثة خاشقجي.. من التقطيع الى التذويب، فماذا بعد؟!
الإثنين ٠٥ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٥٩ بتوقيت غرينتش

افادت مصادر تركية ان السعودية أرسلت خبيرا في علم السموم، وآخر في الكيمياء ضمن فريق تحقيق مزعوم مؤلف من أحد عشر شخصا، في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، لمحو الأدلة قبل أن يتم السماح للمحققين الأتراك بالوصول إلى مبنى القنصلية ومقر إقامة القنصل السعودي في إسطنبول. فيما اكد نائب الرئيس التركي فؤاد أوكتاي، على ضرورة التحقيق في التقارير القائلة بالتخلص من جثة خاشقجي عن طريق إذابتها بالأسيد.

العالم - السعودية

واوضحت المصادر نقلا عن مسؤول تركي ان الخبير الكيميائي أحمد عبد العزيز الجنوبي والخبير في علمِ السموم خالد يحيى الزهراني ترددا على القنصلية يوميا حتى السابع عشر من تشرين الأول/ أكتوبر، وغادرا تركيا في العشرين من الشهر ذاته، واضاف أن إرسال فريق إخفاء بعد تسعة أيام من الجريمة مؤشر على أن قتل خاشقجي تم بعلم المسؤولين السعوديين.

نائب الرئيس التركي فؤاد أوكتاي، أكد على ضرورة التحقيق في التقارير القائلة بالتخلص من جثة الصحفي السعودي عن طريق إذابتها بالأسيد. مشيرا الى ان تركيا تتعامل مع قضية مقتل خاشقجي بكل شفافية، وقد بعثت بلاده برسائل مفادها أنه لا يمكن لأحد أن يقوم بعمليات داخل الحدود التركية، بأي شكل من الأشكال دون ان يدفع الثمن أيا كان.

بقطع النظر عن كون الاعتراف بمقتل خاشقجي داخل القنصلية بعد أيام من الإنكار ثم الإعتراف يضعف في حد ذاته الرواية الرسمية السعودية، تظل هناك تساؤلات هامة من شأنها أن تزيد من توسيع دائرة رفض هذه الرواية التي يبدو أنها لم تلق آذانا صاغية إلا لدى ترامب و"الذباب الإلكتروني".

فدخول 15 سعوديا يتحملون وظائف أمنية واستخباراتية سامية جاؤوا في طائرات خاصة إلى القنصلية قبل قدوم خاشقجي، وغادروا في نفس اليوم بعد مقتله؛ يجعل من الصعب الحديث عن "وفاة" الصحفي عرضيا خلال "شجار" عادي مع أشخاص في القنصلية كما تقول الرواية الرسمية.

الجريمة مدبرة مسبقا

ويقول الناشطون والمراقبون إن وفاة شخص أثناء عراك داخل مبنى القنصلية يتطلب في الحالات العادية طلب الإسعاف والاستنجاد بأمن القنصلية لفض الاشتباك وهو ما لم يتم في حالة خاشقجي، فلماذا تطلّب الأمر 18 يوما للإعلان عن وقوع ضحية نتيجة شجار كان يمكن أن يُعلن عنه في وقتها ويمر الأمر بشكل عادي؟

ويضيفون أن مقتل شخص في عراك بمقر سيادي لا يستدعي عادة إقالة شخصيات وازنة في مجالي الإعلام والمخابرات على غرار أحمد عسيري الرجل الثاني بجهاز المخابرات، وسعود القحطاني المستشار المقرب لابن سلمان ومهندس السياسة الإعلامية للمملكة في عهده.

وما يزيد الشكوك حدة هو عدم العثور على جثة خاشقجي حتى الآن، وهو ما يثير التساؤل عن سر إخفائها أو التخلص منها، لأن مقتل شخص في شجار عادي وعراك بالأيدي داخل قنصلية ليس فيه ما يستدعي إخفاء الجثة ومحو آثار الجريمة الى حد التقطيع لا بل التذويب.

وفضلا عن كل ما سبق، تقول المصادر الأمنية التركية إن فريق البحث الجنائي توصل بدقة إلى المكان الذي قُتل فيه خاشقجي داخل القنصلية، وحدّد مكان القتلة والضحية في الغرفة التي جرت فيها عملية القتل.

أسرة خاشقجي

اما نجلا الصحفي السعودي جمال خاشقجي طالبا بضرورة إعادة جثمان والدهما إلى السعودية لدفنه في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة.

وقال صلاح وعبد الله خاشقجي في مقابلة تلفزيونية أمس الأحد، إن الأسرة لا يمكنها تحمل العبء النفسي لوفاة والدهما دون وجود الجثمان.

وأضاف صلاح: "إنه وضع غير طبيعي وإنها وفاة غير طبيعية على الإطلاق. كل ما نريده الآن هو دفنه في البقيع بالمدينة مع باقي أفراد أسرته"، وتابع: "لقد تحدثت بشأن ذلك مع السلطات السعودية وأتعشم فقط أن يحدث ذلك قريبا". وقال صلاح: "إننا فقط بحاجة للتأكد أنه يرقد في سلام، ما زلت حتى الآن لا أصدق أنه مات".

ما تزال عمليات البحث عن جثة خاشقجي، جارية وحتى الآن لم ترد الرياض بشكل شفاف على الغموض الذي يلف مصير الجثة من تقطيع او تذويب، فيما يبقى السؤال لدى الرأي العام بدون جواب وهو: فماذا حل بجثة الصحفي جمال خاشقجي؟