كوريا الشمالية؛ ساحة للصراع بين روسيا واميركا

كوريا الشمالية؛ ساحة للصراع بين روسيا واميركا
الجمعة ٠٩ نوفمبر ٢٠١٨ - ١٠:٤٠ بتوقيت غرينتش

حذرت كوريا الشمالية من أنها قد تستأنف تطوير برنامجها النووي إذا لم تتخل واشنطن عن حملتها لممارسة "أقصى قدر من الضغوط" والعقوبات ضد بيونغ يانغ.

العالم - تقارير

وقالت الوكالة المركزية الكورية للأنباء نقلا عن مسؤول بوزارة الخارجية في بيونغ يانغ: "تحسن العلاقات والعقوبات لا يتوافقان، الولايات المتحدة تعتقد بأن عقوباتها وضغوطها التي تتحدث عنهما كثيرا ستقود إلى نزع الأسلحة النووية. لا نستطيع منع أنفسنا من السخرية من هذه الفكرة الحمقاء".

ولم تختبر كوريا الشمالية أسلحة نووية أو صواريخ باليستية منذ نحو عام، وقالت إنها أغلقت موقع اختباراتها النووية مع خطط لإغلاق عدة منشآت أخرى.

وأعلن وزير الخارجية الأمريكي سابقا، أنه خلال محادثاته مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، أحرز تقدما في مجال نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، لكن الطريق في هذا الاتجاه طويل.

ونقلت شبكة CNN عن مصادرها أن المفاوضات بين واشنطن وبيونغ يانغ حول نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية قد تعثرت، نتيجة عدم رغبة الطرفين في تقديم أي تنازلات.

وكشفت هذه المصادر المطلعة أن سلطات كوريا الشمالية "حانقة فعلا" على الولايات المتحدة بسبب رفضها تخفيف العقوبات على بيونغ يانغ بصورة جزئية لتحفيز المفاوضات، في حين تنتظر واشنطن من جانبها أن تتخذ كوريا الشمالية خطوات أكثر جدية في اتجاه نزع الأسلحة، من تلك التي تستعرضها.

وتشير الشبكة الإخبارية الأمريكية أيضا إلى أن التوترات زادت عقب تهديدات كوريا الشمالية الأخيرة بأنها ستستأنف أنشطتها النووية إذا لم تخفف واشنطن من العقوبات.

علاوة على ذلك، تؤكد معلومات CNN أنه لم يتم التوافق حتى الآن على النقاط المحددة التي يجب أن  تدخل في عملية نزع الأسلحة النووية، كما أن المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى كوريا الشمالية ستيفن بيغونن لم يلتق بتاتا بمسؤولين كوريين شماليين.

وتعلن بيونغ يانغ أنها اتخذت بالفعل عدة خطوات في اتجاه نزع السلاح النووي، إلا أن واشنطن ترى أنها سطحية وتحمل في طياتها إمكانية العودة عنها.

وأعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، الأربعاء، تأجيل لقاء وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، مع ممثلي كوريا الشمالية، والذي كان مقررا الأسبوع الجاري.

وقالت المتحدثة في بيان خطي: "لقاء وزير الخارجية بومبيو مع ممثلي كوريا الشمالية، والذي كان مقررا الأسبوع الجاري في نيويورك، سيعقد في وقت لاحق، سنجتمع معا عندما تسمح جداول عمل الطرفين والحوار مازال مستمرا".

وفيما ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن مثل هذا القرار يرتبط فقط بتحديد موعد لم يتمكن الطرفان التوافق عليه، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن مصادر أن الاجتماع ألغي بناء على مبادرة صدرت عن الجانب الكوري الشمالي.

وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، إن اجتماع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مع ممثلي كوريا الشمالية، وتم تأجيله لاحقا بدون تفسير، سيعقد، لكن في وقت لاحق، مشيرة إلى أن مسؤولين بكوريا الشمالية كانوا وراء تأجيل الموعد، كونهم غير مستعدين.

وأضافت هيلي للصحفيين: "أن كوريا الشمالية قالت، تحتاج لتأجيل الاجتماع لسبب ما"، مشيرة إلى أن "الوزير بومبيو كان مستعدا للحضور ونحن لا نزال على استعداد للحوار لكنني لا أعتقد أن هناك بعض القضايا الكبيرة. تحدثت مع الإدارة والأمر ببساطة هو أنهم ارجأوا (الاجتماع) لأنهم لم يكونوا مستعدين".

وکشفت شبكة CNN كذلك أن واشنطن غير راضية عن شخصية المفاوض الكوري الشمالي، وهي تعتبر كيم يونغ تشول شخصا "معقدا وغير عصري" ويتمتع بموقف صارم، وهي تفضل التعامل مع مفاوض كوري شمالي آخر.

وأعلن موقع "38 نورث" الأمريكي أن صور الأقمار الاصطناعية كشفت عن عدم وجود أي عمليات تفكيك منذ شهر أغسطس الماضي في موقع اختبارات محركات الصواريخ ومنصة الإطلاق في كوريا الشمالية.

وأكد الموقع، على عدم وجود أي نشاط في الصورة التي التقطت عبر الأقمار الصناعية في 31 أكتوبر الماضي، وأن ما تم تفكيكه لا يزال في مكانه في موقع اختبارات محركات الصواريخ ومنصة الإطلاق.

وأظهرت الصورة أيضا معدات جديدة بالموقع يعتقد أنها مخصصة لنظام التهوية تم تركيبها على سطح مستودع تخزين الوقود والمؤكسدات.

وأشار الموقع إلى عجز الصور الملتقطة حتى نهاية شهر أكتوبر، عن تقديم تفاصيل تمكن من التمييز بين أجزاء السطح المدمرة والمعدات الجديدة التي تم تركيبها بين شهري يونيو ويوليو لهذا العام.

وأعلنت البعثة الدبلوماسية الروسية الدائمة لدى الأمم المتحدة أن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة مغلقة للمشاورات حول قضية كوريا الشمالية.

وقال المتحدث الرسمي باسم البعثة الروسية فيودور سترجيجوفسكي إن "روسيا بالفعل طلبت عقد الجلسة لمناقشة موضوع العقوبات على كوريا الشمالية خلال المشاورات في مجلس الأمن الدولي غدا".

وكانت روسيا والصين قد دعتا مرارا إلى تخفيف العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية تدريجيا، نظرا للتقدم الذي تم تحقيقه في عملية نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.

وكان مجلس الأمن الدولي قد شدد العقوبات على كوريا الشمالية في ديسمبر الماضي ردا على اختبار بيونغ يانغ صاروخا باليستيا يوم 29 نوفمبر الماضي. وكان القرار الأممي ينص على فرض قيود جديدة على توريدات النفط ومشتقاته إلى كوريا الشمالية، وترحيل العمال الكوريين الشماليين من كافة الدول، وغيرها من القيود.

ویبدو من التطورات الراهنه بان كوريا الشمالية تحولت الى ساحة جديدة للصراع السياسي بين اميركا وروسيا على الصعيد الدولي والامم المتحدة في اطار تنافسهما حول عدة قضايا دولية.