هل اميركا بلد آمن؟.. إقرأ هذا التقرير!

هل اميركا بلد آمن؟.. إقرأ هذا التقرير!
الجمعة ٠٩ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٥٢ بتوقيت غرينتش

شهدت الولايات المتحدة الاميركية سلسلة هجمات مسلحة خاصة في الاعوام الاخيرة حيث تحذر العديد من الدراسات التي اجريت في هذا المجال من توسيع رقعة العنف وانعدام الامن وعدم الاستقرار في هذا البلد في ظل حق مواطنيها في امتلاك انواع الاسلحة الفردية على اساس القانون الاميركي.

العالم - تقارير

وفي أخر حصيلة لضحايا العنف المسلح في الولايات المتحدة الاميركية، قتل 12 شخصاً بينهم رقيب في الشرطة واصيب اخرون باطلاق نار داخل ناد في منطقة لوس أنجلرس جنوب ولاية كاليفورنيا الأمريكية قبل ایام اذ اقتحم المسلح الذي كان جنديا سابقا في المارينز نادياً ليلياً مكتظاً وأطلق النار على مشاركين في حفل طلابي.

وجاء هذا الحادث بعد أسبوعين على مقتل 11 شخصاً برصاص شخص داخل كنيس في بلدة بيتسبرغ، لكن أسوأ الحوادث في تاريخ الولايات المتحدة وقع قبل 13 شهرا عندما فتح ستيفن بادوك النار من فندق ماندالاي باي على حشد في أسفل المبنى كان يحضر حفلة غنائية في لاس فيغاس ما اسفر عن سقوط نحو 60 قتيلا وحوالي 500 جريح.

وفاق عدد ضحايا جرائم القتل الناجمة عن دوافع عنصرية أو إجرامية بكثير عدد الضحايا الذين سقطوا نتيجة هجمات إرهابية في البلاد.

وجدير بالذكر أن مكتب التحقيقات الفدرالي قال أواخر العام 2015، إثر إحصائيات نشرت حينها، إن واحدة فقط تحمل "فرضية العمل الإرهابي"، من بين عمليات إطلاق النار، وهي حادثة سان برناردينو.

وتؤكد الإحصائيات أن التهديد الأكبر يتمثل بحالات انتشار السلاح والعنصرية وعنف الشرطة، ما حصد أرواح عدد كبير من الأمريكيين الأبرياء.

هذا وبالرغم من أن أغلب العمليات يطغى عليها الطابع الإجرامي والعنصري، إلا أن مراقبين يرون أن هناك ازدواجية في الخطاب السياسي تسلط الضوء على العمليات الإرهابية ذات الطابع "المتطرف"، حيث قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن واقعة إطلاق النار في تكساس، في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2017 والتي  قتل فيها 26 شخصا على الأقل سببها "اختلال عقلي"، وليست مشكلة تتعلق بانتشار الأسلحة.

وقال ترامب أنذك ردا على سؤال عن السياسات التي قد يدعمها ردا على واقعة إطلاق النار، إن المسلح "رجل مضطرب للغاية ولديه الكثير من المشكلات.

وأضاف: "لدينا الكثير من مشاكل الصحة العقلية في بلادنا كما هو الحال في دول أخرى.. ولكن هذا ليس وضعا يرتبط بالأسلحة"، وتابع "الهجوم ناجم عن اختلال عقلي كبير.. إنها واقعة محزنة للغاية".

تصريحات الرئيس الأمريكي لم تختلف عن سابقاتها، حيث وصف ترامب في الثالث من أكتوبر في نفس العام ، المسلح الذي فتح النار على حفل في لاس فيغاس وقتل 58 شخصا، بـ"المريض والمجنون".

وكان ستيفن بادوك، 64 عاما، قد فتح النار على الحاضرين في حفل موسيقي، قبل أن ينتحر في غرفته بالفندق.

كلمات ترامب في كلتا الحالتين غابت عنها صفة "الإرهاب" و"التطرف"، عكس ما جاء على لسانه حين وصف منفذ عملية الدهس التي وقعت بنيويورك في الأول من شهر نوفمبر الجاري، حيث قال الرئيس الأمريكي إن المهاجر الأوزبيكي سيف الله سايبوف، "إرهابي" ووصفه بـ"الحيوان"، كما دعا إلى تنفيذ عقوبة الإعدام بحقه.

وشدد ترامب على ضرورة تعديل سياسة الهجرة، وبخاصة إنهاء برنامج اليانصيب على الإقامات الدائمة في الولايات المتحدة.

ومن اجل فهم حجم هذه الهجمات المسلحة التي وقعت خلال الاعوام الاخيرة يجب ان نلقي نظرة على أبرز العمليات الدموية التي شهدتها الولايات المتحدة الاميركية فضلا عن ما اشرنا اليه آنفا من هذه الهجمات المسلحة.

مجزرة لاس فيغاس

في 1 أكتوبر/تشرين الأول 2017، فتح ستيفن بادوك (64 عاما) النار من الطابق الثاني والثلاثين لفندق "ماندالاي باي" على حشد في الساحة مقابل الفندق يحضر حفلة لموسيقى الكانتري في لاس فيغاس بولاية نيفادا، ما أسفر عن سقوط 58 قتيلا وحوالي 515 جريحا، ويعد هذا الهجوم المسلح الأكثر دموية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

هجوم أورلاندو الإرهابي

في 12 يونيو/حزيران 2016، قتل أمريكي من أصل أفغاني يدعى عمر متين 49 شخصا وأصاب 50 آخرين بجروح في ملهى ليلي للمثليين في أورلاندو بولاية فلوريدا.

وبعد ثلاث ساعات من المفاوضات، اقتحمت قوات الأمن المكان وقتلت المهاجم، وتبنى تنظيم "داعش" الهجوم بعدما أعلن المهاجم مبايعته للتنظيم.

سان برناردينو

في 2 ديسمبر/كانون الأول 2015، فتح زوجان متطرفان من أصل باكستاني النار خلال حفل عيد الميلاد في سان برناردينو بكاليفورنيا، ما أوقع 14 قتيلا و22 جريحا.

مكاتب المارينز

في 16 سبتمبر/أيلول 2013، أطلق رجل متعاقد في وزارة الدفاع النار في مقر سلاح البحرية الأمريكية بواشنطن العاصمة، ما أدى لمقتل 12 شخصا قبل أن ترديه الشرطة قتيلا.

مدرسة ساندي هوك

في 14 ديسمبر/كانون الأول 2012، قتل شاب 26 شخصا بينهم 20 تلميذا في مدرسة ساندي هوك في نيوتاون في كونيتيكت قبل أن ينتحر.

أورورا

في 20 يوليو/تموز 2012، اقتحم شاب مسلح إحدى دور السينما في مدينة أورورا بكولورادو، وفتح النار على الحاضرين خلال عرض فيلم "باتمان" في جلسة منتصف الليل، ما أوقع 12 قتيلا و70 جريحا.

وحكم على منفذ الهجوم جيمس هولمز في 2015 بالسجن المؤبد، دون إمكانية الإفراج عنه.

فورت هود

في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2009، قام طبيب نفسي عسكري من أصل فلسطيني بأكبر عملية إطلاق نار في قاعدة عسكرية أمريكية، ما أدى إلى مقتل 13 شخصا وإصابة 32 في فورت هود بتكساس، قبل أن يتم إلقاء القبض عليه.

بينغامتون

في 3 أبريل/نيسان 2009، قتل رجل من أصل فيتنامي 13 شخصا في مركز استقبال لمهاجرين في بينغامتون بولاية نيويورك.

هجوم بلاكسبرغ

16 أبريل/نسيان 2007، قتل طالب من أصل كوري عمره 23 عاما، 32 شخصا قبل أن ينتحر في حرم جامعة فرجينيا التكنولوجية في بلاكسبرغ.

ليتلتون

في 20 أبريل/نسيان 1999 فتح طالبان النار في ليتلتون بكولورادو، في مدرسة كولومباين الثانوية، ما أدى إلى مقتل 12 تلميذا وأستاذ واحد، بالإضافة إلى إصابة 24 شخصا، وقد انتحر مطلقا النار في مكان العميلة.

هجوم كيلين

في 16 أكتوبر/تشرين الأول، 1991 قتل رجل 22 شخصا في مطعم في كيلين بتكساس، وأصاب حوالي عشرين بجروح قبل أن ينتحر.

وحول حصيلة ضحايا الهجمات والعنف المسلح في مختلف الولايات في اميركا خلال 2018 قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن عدد الهجمات المسلحة التي أدت إلى قتل جماعي في الولايات المتحدة كان مرتفعا جدا هذا العام.

وعرفت حوادث القتل الجماعي هذه بكونها الهجمات المسلحة التي سقط فيها على الأقل أربعة جرحى أو قتلى، واستثنت من هذه الإحصاءات الهجمات التي سقط فيها ضحايا أقل من هذا العدد في ظل حق مواطنين اميركي بحيازة السلاح.

وقالت لوموند إن مجموع القتلى في هجمات القتل الجماعي هذه بلغ حتى الآن 454، ومجموع الجرحى 1401.

وأشارت إلى أنه خلال الأيام الـ 238 الأولى من هذا العام كانت أطول فترة مرت على الولايات المتحدة دون هجوم مسلح هي أربعة أيام، وكانت في مارس/آذار.

وأضافت الصحيفة أن الهجوم -الذي وقع في ساعة متأخرة من الأربعاء (9 تشرين الثاني/نوفمبر 2018) في لوس أنجلوس وقتل فيه 12 شخصا إضافة لمنفذ الهجوم- كان هو الهجوم رقم 374 منذ يناير/كانون الثاني الماضي.

وقالت إن هذه الإحصاءات تجعل 2018 ثاني أكثر عام يشهد مثل هذه الهجمات، بمعدل 1.20 هجوم مسلح في اليوم، بعد 2016 الذي سجل معدل 1.30 هجوم يوميا.

وذكرت أن العام الماضي شهد ثماني هجمات مسلحة في يوم واحد (21 أغسطس/آب).