مرحلة ما بعد الحظر.. تزاید الاقبال علی شراء النفط الايراني

مرحلة ما بعد الحظر.. تزاید الاقبال علی شراء النفط الايراني
السبت ١٠ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٥٠ بتوقيت غرينتش

بعدما انسحب من الاتفاق النووي في إجراء أحادي حاول الرئيس الاميرکي دونالد ترامب، ومن خلال تنفيذ الحزمة الثانية من الحظر على ايران الضغط على اقتصادها وقطاع بناها التحتية لإرغام طهران على العودة الى طاولة المفاوضات او تغيير سلوكها الاقليمي بزعمه، کما انه استهدف التقويض علی النظام الاسلامي من خلال السعي لإفساد العلاقة بين الحكومة والشعب الايراني. فاذا به يتحول الى قوة دفع والتحام بين الشعب وقيادته مما اطاح بالجانب الاساسي للحظر ودوافعه واسسه ومخططاته.

العالم- تقارير

ان التأمل في الحظر النفطي الاميركي الذي دخل حيز التنفيذ ضد ايران إستكمالا للحظر الذي فرضته واشنطن عليها في مايو الماضي وما تبعته من تهديدات بفرض حظر آخر أشد صرامة على طهران، يكشف الهواجس التي تعتري المسؤولين الأميرکان من فشل هذه الاجراءات التي يمكن القول انها قائمة على اسس التكهنات من مردوداتها فقط وليس من خلال الواقع؛ كما انها تاتي في مواجهة بلد عصيّ علی الخنوع والذل والتبعية والاستسلام المخزي.

من هنا فالحظر الجديد محاولة اميركية یائسة اخرى لزعزعة الثقة بالاقتصاد الايراني من جهة وبالنظام الاسلامي من جهة اخرى، لکنها علی العکس تماما قد زعزعت ثقة المجتمع الدولي بامريكا كما ضاعفت بالمقابل مصداقية ايران خلافا للجولات السابقة من الحظر؛ الامر الذي یجعل ترامب يشك أكثر من غيره في جدوائية حظره الجديد وتاثيره. فلا غرو اذا ما لاحظنا ترامب يتحدث عن تطبيق حظر جديد في حال عدم نجاحه بشل اقتصاد ايران واعادتها الى طاولة المفاوضات. اذ ان امريكا لم تألُ خلال الاشهر الاخيرة عن اي جهد لتشجيع الدول الاخرى على مواكبتها ضد ايران لكن جهوده باءت بالفشل کما تجلی ذلك في منح اميركا اعفاءات لثماني دول من هذا الحظر.

ومن قبل بدات الدول الاوربية بفتح مظلة حماية لشركاتها كما فتحت خطوطا مالية مع ايران، فيما عرضت الحکومة الايرانية نفطها في البورصة المحلية، وابدت بعض الدول الاسيوية عن رغبتها في مواصلة شراء نفط ايران واکدت رفضها لاعادة الحظر الاميرکي. ومن هذه الدول علی سبيل المثال الهند وکوريا الجنوبية والصين واليابان و... کما اعلنت ايطاليا عدم استغناءها عن نفط ايران، مما يجعل من هذا الحظر مجرد حبر على ورق، خاصة وان لايران تجارب قيمة في تجاوز الحظر المألوف منذ اربعين عاما الماضية، والالتفاف عليه أو تفعيله لصالحها في تطوير قدراتها وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتطبيق الاقتصاد المقاوم كنموذج جديد في المنطقة.

والحقيقة انه لا یوجد بديل عن النفط الايراني وانه لا يمکن التغاضي عن دور ايران في استقرار اسواق النفط العالمية. ولهذا کله قد صرح المسؤولون الايرانيون طيلة الايام الماضية بان اميرکا عاجزة عن تصفير صادرات النفط الايراني وأکدوا ان ايران باستطاعتها تخطي الحظر والوصول الی بر الأمان.  

وفي نهاية المطاف ندعو قادة أميرکا الی التخلي عن تبني هذه المناهج التقليدية العقيمة والقائمة علی التهديد والارعاب والتعالي والعنجهية تجاه شعوب العالم. فقد ولی زمن التهديد الی غير رجعة وانتهی عهد العالم الاحادي من زمان.

د.نظري