في تقرير للغارديان البريطانية..

الكشف عن الدور السعودي في تمويل جماعة خلق الارهابية

الكشف عن الدور السعودي في تمويل جماعة خلق الارهابية
الإثنين ١٢ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٨:٠٨ بتوقيت غرينتش

نشرت صحيفة "غارديان" البريطانية تقريرا مفصلا عن احوال واوضاع زمرة "خلق" الارهابية بقلم كاتبها "آورن مرات" اكدت من خلاله ان هذه الجماعة الارهابية تحولت الى اداة بيد اميركا لضرب المصالح الايرانية، وذلك من خلال الاعتماد على الدعم المالي الذي تقدمه لها السلطات السعودية.

العالم - مقالات وتحليلات

واشارت الصحيفة في تقريرها الى تاريخ هذه الزمرة الارهابية والى عقدين من الزمان قضتها تحت قيادة متزعمها المجرم "مسعود رجوي" والتي شنت هذه الجماعة في فترة قيادته عمليات ارهابية ضد اهداف مدنية واخرى عسكرية بالقرب من الحدود الايرانية - العراقية، علاوة على مساهماتها في قمع المعارضين للدكتاتور العراقي المعدوم صدام حسين.

وبسبب الدعم الذي قدمته هذه الزمرة لنظام صدام البائد اصبحت هذه الزمرة مبغوضة لدى الايرانيين ولا تتمتع باية شعبية في البلد الذي كان معظم افراده حانقين على صدام لمهاجمته وقصفه المدن الايرانية خلال حرب السنوات الثمانیة المفروضة على ايران، وتسببه بمقتل مليون شخص اضافة الى استخدمه للاسلحة الكيمياوية.

وبعد احتلال الولايات المتحدة الاميركية للعراق سعت هذه الجماعة سعيا دؤوبا الى ازالة اسمها من قائمة المنظمات الارهابية في حين تفيد التقارير بتنفيذها عمليات اغتيال للعلماء النوويين الايرانيين في العام 2012.

كما لفتت الصحيفة البريطانية الى القضية الاكثر حساسية بالنسبة لهذه الزمرة وهي مسألة اختفاء متزعمها العميل مسعود رجوي منذ عام 2003 وحتى اليوم وتشير الى وجهة نظر الكثير من المحللين الذين يذهبون الى القول بموت رجوي.

وتؤكد الصحيفة ان الجماعة وتحت رئاسة "مريم رجوي" تمكنت من كسب دعم اليمين الاميركي المتطرف لمناوئة طهران وقامت بريطانيا في العام 2009 بازالة اسم هذه الزمرة من قائمة المنظمات الارهابية، وفي فترة الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما تم حذف اسم هذه الجماعة من قائمة الجماعات الارهابية، كما دعمت الولايات المتحدة عملية نقل هذه الزمرة من العراق الى البانيا.

ويشارك في المؤتمر السنوي الذي تقيمه الجماعة في باريس، العشرات من النواب الاميركيين والبريطانيين علاوة على حشد من الساسة والعسكريين المتقاعدين وهم يعلنون صراحة ان هدفهم هو الاطاحة بنظام الجمهورية الاسلامية وتنصيب رجوي لقيادة ايران.

وشارك في اعمال مؤتمر العام الماضي شخصيات مثل "ديفيد آمس" وهو احد الاعضاء المحافظين وتحدث عن اسقاط النظام الايراني علنا، كما حضر تلك الفعالية مستشار الامن القومي الاميركي الحالي "جون بولتون" والذي هو الآخر اعلن صراحة انه يتوقع ان تستولي هذه الجماعة على الامور في ايران قبل حلول العام 2019.

وفي العام الحالي شارك عمدة نيويورك السابق "رودي جولياني" والمحامي الخاص للرئيس الاميركي دونالد ترامب في اجتماعات هذه الجماعة واشار هو الآخر بكل صراحة الى مسألة تغيير النظام في ايران ودعم فكرة استيلاء مريم رجوي على الاوضاع في البلد، معربا في الوقت نفسه عن دعمه لممارسات هذه الزمرة الارهابية.

كما لفتت الغارديان البريطانية الى ان هذه الزمرة تسعى الى المحافظة على عناصرها الذين هم في حالة تناقص دائمية وتقول ايضا ان الولايات المتحدة وبريطانيا تدعمان هذه الزمرة الصغيرة بشكل علني كوسيلة للابتزاز وعزل ايران والضغط عليها اقتصاديا.

كما كشفت الصحيفة في تقريرها عن نوع العلاقة التي تربط هذه الزمرة بالولايات المتحدة وذكرت ان هذه العلاقة بدات بعد الغزو الاميركي للعراق في عام 2003 ولفتت الى انه وبعدما كانت واشنطن تعتبر هذه المنظمة انها ارهابية لكن سرعان ما اثير موضوع وجودها على الارض العراقية للجدل.

وذكرت الصحيفة في حينها، تحدثت وزيرة الخارجية الاميركية في ذلك الوقت "كوندوليزا رايس" ان هذه الزمرة موضوعة على قائمة المنظمات الارهابية ويجب التعامل معها على هذا الاساس، لكن وزير الدفاع الاميركي السابق دونالد رامسفيلد ومساعد رئيس الجمهورية "ديك تشيني" كانا يعتقدان انه يجب الاستفادة من هذه الجماعة كسلاح في مقابل الجمهورية الاسلامية، بينما اعتبر المحافظون الجدد هذه الجماعة يمكن ان تصبح جزءا من خارطة طريق لاستراتيجيتهم في غرب آسيا.

الغارديان تحدثت ايضا عن الفترة التي تقع مابين عامي 2007 الى 2012 والتي قضى خلالها خمسة من علماء ايران النوويين شهداء على يد الجماعات الارهابية واشارت الصحيفة الى ان قناة (NBC) الاخبارية وفي تقرير لها ذكرت ان اثنين من المسؤولين الاميركيين - لم تكشف عن اسميهما - قالا ان عمليات الاغتيال تلك خططت لها اجهزة الاستخبارات الجاسوسية الاسرائيلية وان اعضاء زمرة خلق الارهابية هم الذين قاموا بتنفيذها، وبطبيعة الحال فإن احد المتحدثين باسم الجماعة نفى حصول ذلك.   

في تلك الفترة بالذات عملت الجماعة على التغلغل في الاوساط الغربية لتحسين صورتها وسعت الى تشكيل لوبيات ضاغطة هناك في محاولة منها لازالة اسمها من قائمة المنظمات الارهابية.

وذكرت الصحيفة البريطانية ان عددا من الشخصيات السياسية المشاركة في الاجتماعات السنوية للمنظمة حصلوا لقاء تلك المشاركات على مبالغ مالية طائلة ومنها على سبيل المثال "جون بولتون" الذي قيل انه قبض اكثر من 180 الف دولار.

وفي فترة الرئيس دونالد ترامب تحولت زمرة خلق الارهابية الى اداة مناسبة لتخريب العلاقة بين السعودية وايران واشارت الصحيفة الى انه في هذه الفترة اعاد الرئيس ترامب اجراءات فرض الحظر على ايران والتي استهدفت بالدرجة الاولى الصادرات النفطية اضافة الى المصارف غير ان هذه الاستراتيجية التي انتهجها ترامب في غرب آسيا دخلت في ابعاد جديدة بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حيث توجهت كافة الانتقادات لأسرة آل سعود وخاصة محمد بن سلمان.  

وتتحدث الصحيفة عن العلاقات الآخذة بالتطور بين السلطات السعودية وزمرة خلق الاهاربية واشارت الى ان الجماعة كانت فيما سبق تنفي حصولها على الدعم المالي من السعودية لكن مشاركة "تركي الفيصل" رئيس الإستخبارات العامة السعودية السابق في فعاليات المؤتمر الذي عقدته الجماعة في عام 2016 بباريس تشير الى غير ذلك خاصة مع تبنيه العلني اثناء المؤتمر موقف الاطاحة بنظام الجمهورية الاسلامية في ايران.

"يرفاند آبراهاميان" وهو من اساتذة الجامعات في نيويورك يقول "لاشك ان هذه الجماعة تحصل على الدعم المالي من السعودية، ولايوجد احد غيرها يتمكن من تقديم هذا الدعم بمثل هذا المستوى لهذه الجماعة".

وتشير الصحيفة البريطانية الى ان الخبراء يذهبون الى ان هذه الجماعة لاتحظى بالدعم الكافي للاطاحة بالنظام الايراني وحتى شخصيات مثل بولتون وبومبيو (وزير الخارجية الاميركي) يذهبون ايضا الى هذا المعنى.

"باول بيلار" الذي عمل مدة 28 عاما لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) يقول ان الافراد الاذكياء هم يعرفون ان هذه الجماعة ليست ديمقراطية وهي بالتالي لاتملك اية مكانة في ايران.

وتختتم الصحيفة تقريرها بالقول: بالطبع ترامب وحاشيته المعارضة لايران لا يعتبرون مسألة الاطاحة بالنظام واستبداله بنظام جديد هي الاكثر الحاحا في هذه الفترة بالذات لكن تدابيرهم تذهب الى القيام بأي عمل يساهم في زعزعة النظم السياسي حتى يتمكن الرئيس الاميركي من استغلال ما حدث، دون النظر الى ما سيكون لاحقا، ويعتبره انجازا لادارته.