ماذا بعد التهدئة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي؟

ماذا بعد التهدئة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي؟
الخميس ١٥ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٥٤ بتوقيت غرينتش

اوشكت حكومة الإحتلال على الانهيار، بعد أن اختار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وقفا لإطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، والقرار اوقف تبادل اطلاق النار الذي استمر أكثر من 24 ساعة بين الجانبين.

العالم - تقارير

وعملت حماس بوساطة مصرية على خطة لإنهاء شهور من الصراع المتقطع على طول الحدود بين الاراضي المحتلة وغزة، وأنه خلال الخطوات الأولى بدأ الوقود المدفوع ثمنه من قبل قطر يتدفق عبر الحدود إلى محطة الكهرباء في القطاع، مما يزيد من إمدادات الطاقة إلى المنازل لتبلغ 12 ساعة يوميا، ويسمح لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي باستئناف عملها.

وسماح كيان الاحتلال لقطر الأسبوع الماضي بتزويد إدارة حماس بمبلغ 15 مليون دولار نقدا، سمح بدوره لموظفي الخدمة المدنية والشرطة بتلقي دفعات الرواتب، وفي المقابل تحركت حماس لتقليص الاحتجاجات والهجمات التي تشنها على طول الحدود.

وهذه الانفراجة الناشئة كادت أن تنهار يوم الأحد، وأن الجانبين ما زال مهتمين بمواصلة الهدنة وربما توسيعها.

الى ذلك دفعت التهدئة التي توصلت إليها إسرائيل مع حركة حماس في قطاع غزة بوساطة مصرية، وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى الاستقالة من منصبه، الأربعاء.

وجاءت استقالة ليبرمان عقب اجتماع عقده مع كتلة حزبه "إسرائيل بيتنا" في البرلمان (الكنيست)، حيث أبلغهم رغبته في ترك الوزارة احتجاجا على وقف إطلاق النار في غزة.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن ليبرمان عارض قرار التهدئة الذي اتخذه المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لشؤون السياسة والأمن (الكابينيت)، الثلاثاء، وكان يدفع باتجاه التصعيد مع حماس. كما طالب بعد استقالته، بإجراء انتخابات مبكرة.

من جانب اخر قال رئيس المجلس الأعلى المصري لمكافحة الإرهاب العميد خالد عكاشة، إن مصر هددت رئيس وزراء الإحتلال بالانسحاب من ملف الوساطة بين فلسطين وإسرائيل، إذا لم يوقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف عكاشة، أن حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن عدم كشفه عن أسباب اتخاذ قرار وقف إطلاق النار، كان يقصد به ما دار بينه وبين الدبلوماسية المصرية.

وأشار إلى أن الدولة المصرية نجحت بتهديدها على إجبار نتنياهو على إصدار قرار بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وفي السياق جددت جامعة الدول العربية مطالبتها للمجتمع الدولي بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، منددة باستخدام اسرائيل للقوة العسكرية المفرطة ضد الشعب الفلسطيني والاستهانة بأرواح الأبرياء، متحدية بشكل صارخ القوانين والشرعية الدولية، ومستهترة بإرادة المجتمع الدولي.

ودعا الأمين العام المساعد للجامعة العربية لقطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير سعيد أبو علي، في الجلسة الافتتاحية لأعمال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين الذي عقد اليوم الخميس بمقر الجامعة العربية في القاهرة برئاسة السودان، لوقف العدوان الاسرائيلي بشكل نهائي وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وتنفيذ القرارات الدولية والعربية ذات الصلة.

وقال أبو علي، إن مجلس الأمن يواصل عجزه عن تحمل مسئولياته، وإن "أميركا واصلت انحيازها لاسرائيل ولم تتردد في الافصاح عن ذلك علانية ورسميا، محبطة كل المحاولات الرامية لادانة الاحتلال وخرق الشرعية الدولية وانتهاك القانون الدولي، وقال اننا سنواصل دعمنا ودفاعنا وتضامنا مع فلسطين وستبقى قضيتنا المركزية".

وأضاف أبو علي، أن "حكومة الاحتلال تصعد مرة أخرى من عدوانها على قطاع غزة باستخدام القوة العسكرية المفرطة مستهينة بأرواح الأبرياء وملحقة الدمار الهائل بالمؤسسات والمنازل والبنى التحتية، متحدية بشكل صارخ القوانين والمواثيق والشرعية الدولية ومستهترة بإرادة المجتمع الدولي بذرائع واهية، ورغم كل الجهود والمؤشرات التي تتعارض وذرائع التصعيد وذلك في إطار حربها المستمرة على الشعب الفلسطيني وجوداً وحقوقاً بتصاعد واتساع نطاق الاستيطان والتهويد ومصادرة الأراضي والتشريد والقتل والاعتقال والتطهير العرقي، حيث تتمادى سلطات الاحتلال في عدوانها وجرائمها وتمضي في تنفيذ مخططاتها الهادفة لتصفية القضية، والقضاء على أي فرصة لتحقيق السلام بتنفيذ حل الدولتين المعبر عن إرادة المجتمع الدولي بأسره".

وحمّل المجتمع وخاصة مجلس الأمن مسؤولية قانونية وأخلاقية للتحرك الفاعل والفوري لوقف هذا العدوان الإسرائيلي وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، والعمل على تنفيذ قراراته ذات الصلة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإنقاذ حل الدولتين.

من جانبه دعا رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، اليوم الخميس، حركة "حماس" إلى تطبيق اتفاق المصالحة الفلسطينية، وذلك بعد المواجهات التي شهدتها مدينة غزة الأيام الماضية، وما تلاها من استقالة وزير الحرب الإسرائيلي.

وكانت جولة من التصعيد بين كيان الاحتلال وقطاع غزة قد اندلعت، مساء الأحد الماضي، بعد توغل وحدة إسرائيلية خاصة شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، أعقبه اشتباكات مع مقاتلين من حركة "حماس" أسفرت عن مقتل ضابط إسرائيلي واستشهاد سبعة فلسطينيين أحدهم قيادي في "كتائب القسام" (الجناح العسكري لحركة حماس) وتراشق لإطلاق الصواريخ والضربات الجوية بين الطرفين.

وسقط عدد من الفلسطينيين بين شهيد ومصاب، فيما أكد جيش الإحتلال أنه رصد إطلاق 460 صاروخا من قطاع غزة تجاه الأراضي المحتلة، واعترضت منظومة "القبة الحديدية" قرابة 130 منها، في حين سقطت البقية في مناطق مفتوحة.

وتوصل الجانبان، مساء الثلاثاء برعاية مصرية، لاتفاق لوقف فوري لإطلاق النار.