إدلب على صفيح ساخن والمعركة على الابواب!

إدلب على صفيح ساخن والمعركة على الابواب!
الثلاثاء ٢٠ نوفمبر ٢٠١٨ - ١١:١١ بتوقيت غرينتش

تخترق الجماعات المسلحة في سوريا اتفاق ادلب من خلال شن هجمات مسلحة على الجيش السوري وقيامها بقصف المناطق الآهلة بالسكان بقذائفها ومدفعيتها مما يعد انتهاكا صارخا لاتفاق "منزوعة السلاح" وبقوض جميع الجهود المبذولة لاحلال السلام في هذه المنطقة.

العالم - تقارير

"اتفاق ادلب يلفظ انفاسه الاخيرة".. هذه العبارة ادلى بها مصدر عسكري سوري لوكالة سبوتنيك الروسية في اطار حديثه عن استمرار التنظيمات الإرهابية لخروقاتها على جبهات "منطقة منزوعة السلاح" في أرياف اللاذقية وحماة وإدلب وحلب والتي تتعرض بشكل يومي لمحاولات تسلل التنظيمات التكفيرية، واستهدافاتها النارية، على الرغم من المساعي الدولية لرعاية الاتفاق الذي أصبح اليوم على المحك في ظل غليان الميدان.

من جهته كشف نائب المندوب الروسي لدى ​الأمم المتحدة​ فلاديمير سافرونكوف، ان الجماعات الارهابية في ادلب السورية تعمل على تقويض اتفاق خفض التصعيد، واضاف سافرونكوف، خلال جلسة خاصة لمجلس الامن الدولي حول سوريا، ان موسكو تشعر بالقلق من تجدد نشاط الجماعات الارهابية في ادلب.

وعلى مستوى الميدان فقد واصلت الجماعات المسلحة في سوريا خرقها لـ «اتفاق إدلب»، وذكرت مصادر عسكرية سورية أن مجموعات إرهابية مسلحة ترفع شارات ما يسمى «كتائب العزة» المتحالفة مع تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، تسللت فجر أمس من محور اللطامنة الزكاة مستغلة الضباب الكثيف للاعتداء على نقطة عسكرية على أطراف قرية شليوط شمال مدينة محردة، لكن حاميتها من عناصر الجيش تصدت للمسلحين بالقذائف الصاروخية وأردت العديد منهم، في حين فرَّ الناجون خائبين باتجاه قطاع حماة من «المنزوعة السلاح».

كما رصدت وحدات مشتركة من الجيش والقوات الرديفة، مجموعات إرهابية من «العزة» أيضاً، حاولت التسلل من محاور ريف حماة الشمالي باتجاه النقاط العسكرية المتمركزة على أطراف المنطقة منزوعة السلاح، فردت عليها  برشاشاتها الثقيلة وأردت العديد من أفرادها صرعى وجرحى بينما فرَّ من بقي حيَّاً باتجاه مناطق خفض التصعيد بريف إدلب.

من جهتها ذكرت وكالة «سانا» السورية للانباء أن 5 قذائف صاروخية سقطت بعد منتصف ليلة الأحد الإثنين على أحياء حلب الجديدة وجمعية الزهراء شمال وغرب مدينة حلب مصدرها التنظيمات الإرهابية في منطقة الراشدين على أطراف مدينة حلب، وتسببت بأضرار مادية كبيرة من دون وقوع إصابات في صفوف المدنيين.

وبينت الوكالة أن وحدات الجيش العاملة في حلب ردت على الفور بالأسلحة المناسبة على مصادر إطلاق القذائف وحققت إصابات مباشرة بين صفوف التنظيمات الإرهابية.

من جانبها نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن مصدر عسكري سوري قوله: «إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين عناصر الجيش مع المجموعات الإرهابية على جبهة الراشدين شمال غرب مدينة حلب.

واعتبر المصدر، وفق «سبوتنيك» أن الخروقات الأخيرة والتي طالت مواقع الجيش في ريف حلب الغربي، وريف حماة الشمالي، إضافة لريف اللاذقية الشرقي نسفت ميدانياً كل تعهدات «اتفاق إدلب» الذي فرض المنطقة «المنزوعة السلاح» بمحافظة إدلب، وتعهد بتفكيك الوجود المسلح على طولها ولكن الحقيقة الميدانية تقول: إن الجماعات المسلحة لازالت تمتلك السلاح الثقيل على الجبهات، كما عززت التنظيمات الإرهابية وجودها وقامت بتدعيم مواقعها مقابل التزام ميداني من قبل الجيش الذي تتعرض مواقعه للاعتداء يومياً على مختلف جبهات «المنزوعة السلاح».

وأوضحت الوكالة، أن منطقة مثلث الأرياف الثلاثة حماة، اللاذقية، إدلب، عند سهل الغاب تعرضت لعملية تسلل قادها عشرات الإرهابيين التركستانيين، حيث بدؤوا الهجوم من بلدة السرمانية نحو كمائن ونقاط الجيش القريبة من بلدة الفورة المتاخمة لريف اللاذقية، ما أدى لارتقاء عدد من جنود الجيش شهداء، في حين سقط عشرات الإرهابيين بين قتيل ومصاب خلال اشتباكات الفجر والتي دامت لساعات.

الجماعات المسلحة اكدت من خلال مواقعها إلكترونية اختراقها لاتفاق ادلب وذكرت أن تنظيمات «حراس الدين»، «أنصار التوحيد»، «جبهة أنصار الدين»، «جبهة أنصار الإسلام»، الإرهابية والعاملة في محافظة إدلب وسعت اعتداءاتها إلى ريف حلب الجنوبي، بعد تركز تلك الاعتداءات في ريفي حماة الغربي واللاذقية الشمالي.

وتضمن اتفاق ادلب الذي عرف ايضا باسم اتفاق سوتشي بين الرئيسين الروسي والتركي في 17 سبتمبر أيلول الماضي، حول إقامة منطقة منزوعة السلاح في المحافظة، التزام الطرفين بطرد المسلحين الإرهابيين من المنطقة منزوعة السلاح قبل الخامس عشر من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وسحب السلاح الثقيل من كافة الأطراف في هذه المنطقة قبل العاشر من الشهر نفسه، كما تضمن تعهد الطرفين بتأمين استئناف السير على الطرقات التي تربط حلب باللاذقية وحلب بحماة قبل نهاية العام الجاري، واتخاذ التدابير الفعالة لضمان نظام مستدام لوقف إطلاق النار في منطقة حفض التصعيد في إدلب، وفي هذا الإطار.

من خلال ما سبق، يبدو أن البنود الجوهرية من اتفاق سوتشي لم تحقق تقدما يذكر، وأن "المنطقة منزوعة السلاح" لا تزال تعج بالسلاح الثقيل، ولم يتم إفراغها من المجموعات الإرهابية المسلحة التي زادت في الآونة الأخيرة من اعتداءاتها على الأحياء السكنية وعلى مواقع الجيش السوري على أطراف المحافظة في أرياف حماة وحلب واللاذقية.

ونتيجة لهذه الخروقات المتعمدة من قبل الجماعات الارهابية لاتفاق ادلب عبر محللون عن توقعهم بان معركة ادلب المرتقبة قد اقتربت وهي على الابواب.

*طاهر حائري