خيوط اللعبة السياسية وتصادم الارادات في ادلب

خيوط اللعبة السياسية وتصادم الارادات في ادلب
السبت ٢٤ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٣٥ بتوقيت غرينتش

تتصاعد اهمية الوقائع في منطقة ادلب ومن هذا المنطلق تستمر المساعي الاممية في سبيل ضبط الاوضاع هناك واجراء اعلى مستوى من التنسيق بين روسيا وتركيا لكي لا تنجرف المنطقة نحو الهاوية.

العالم -تقارير

حساسية الاوضاع في ادلب دفعت وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لكي يبادر بمهاتفة نظيره التركي خلوصي أكار ويحادثه بشكل خاص عن اخر المستجدات في ادلب وتل رفعت في سوريا في اطار الاتفاقية التي وقعت في سوتشي حول أمن المنطقة.

وتم خلال المحادثة الهاتفية تحديد الإجراءات الفنية والتكتيكية اللازم اتخاذها في ادلب كما تم التأكيد على التوافق في الآراء بشأن استمرار العمل المشترك لحماية السلام والأمن في إدلب وتل رفعت.

وكان الوزير آكار ورئيس منظمة الاستخبارات الوطنية هاكان فيدان قد التقيا يوم الثلاثاء الماضي بوزير الدفاع الروسي شويغو وعدد من المسؤولين الأخرين في روسيا وبحثا موضوع ادلب بالتفصيل.

وكانت تركيا وروسيا قد وقعتا على مذكرة تفاهم في السابع عشر من أيلول / سبتمبر من العام الماضي في سوتشي من أجل تشكيل منطقة خفض التصعيد وعلى اثر تلك الاتفاقية سحب المعارضون أسلحتهم الثقيلة من منطقة النزاع، ومع ذلك غالباً ما تتعرض المنطقة لهجمات الجماعات المسلحة.

وذكر الوزير الروسي نظيره التركي بالاتفاق على تسليم تل رفعت في حلب الى سيطرة الحكومة السورية لكن هذا الامر لم يتحقق ولازالت تلك المنطقة تقع تحت سيطرة الجماعات المسلحة الكردية.

ويبدو ان هناك المزيد من الانسجام بين الموقفين الروسي والتركي خاصة وان الطرفين اتفقا على مواصلة العمل المشترك لتحقيق السلام والاستقرار في سوريا عامة والمحافظة على هدوء المنطقة المنزوعة السلاح في ادلب خاصة.

ومقابل عملية التنسيق التي تتسع جوانبها بين موسكو وانقرة يبدو ان الخلاف بين تركيا والولايات المتحدة يزداد اتساعا. فإضافة الى الشكوك التي تراود انقرة ازاء علاقتها المشبوهة مع الجماعات الكردية، فإن تركيا تنتقد بعض التصرفات الاميركية في سوريا.

فقد اعلن وزير الدفاع التركي ان قرار واشنطن وضع نقاط مراقبة شمال سوريا سيزيد الوضع تعقيدا واشار خلوصي آكار إلى أن قوات بلاده ستتخذ التدابير اللازمة ضد أي تهديدات قد تأتي من خارج الحدود.

ولفت إلى أن تركيا أبلغت واشنطن مرارا بانزعاجها من مسألة نقاط المراقبة، وأضاف: "أبلغنا نظراءنا العسكريين والمدنيين الأمريكيين مرارا عن انزعاجنا من مسألة نقاط المراقبة شمالي سوريا".

وأكد أكار على جوهزية القوات التركية العالية، مشيرا إلى أنها ستتخذ التدابير اللازمة ضد أي مخاطر أو تهديدات قد تأتي من خارج حدود بلادها.

الشبهات تحوم حول الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في سوريا ولاسيما بالنسبة الى تعاملها مع الجماعات الارهابية فقد عبر وزير الخارجية الروسي أن الولايات المتحدة تنظر إلى تنظيم "داعش" على أنه حليف لها في العمل على تغيير النظام في دمشق.

وأشار لافروف خلال مؤتمر صحفي اليوم السبت في لشبونة، إلى أن طرح واشنطن شروطا لمحاربة "داعش" تدل على امتلاكها أجندة خفية في سوريا.

وقال لافروف: "الخارجية الأمريكية صرحت قبل أيام بأن "داعش" لم يهزم بعد، وأن دحره يتطلب تغيير النظام في سوريا كشرط مسبق أساسي "هذا يؤكد تخميني بأن الأمريكيين ينظرون إلى داعش كمبرر لوجودهم العسكري في سوريا وما قد يرقى إلى حليف في الصراع مع النظام السوري".

ولقد حدد الوزير الروسي ان هدف الوجود الاميركي في سوريا ليس  الانتصار على داعش الارهابي بل الهدف كما قال لافروف هو تغيير النظام السوري.

وتشتكي الحكومة السورية ان الجماعات المسلحة لاتلتزم باتفاق الهدنة في المنطقة منزوعة السلاح وتقوم تلك الجماعات بمهاجمة القوات السورية وتقوم ايضا بقصف المناطق السكنية من المناطق التي تسيطر عليها هناك.

وقد نشرت وكالة سانا للانباء صباح اليوم تقريرا عن هجوم نفذته الجماعات المسلحة وقالت ان قواتها أحبطت محاولة مجموعات إرهابية من التسلل والاعتداء على النقاط العسكرية العاملة في ريف حماة الشمالي.

وذكرت أن وحدة من الجيش السوري رصدت تحركات لإرهابيين من تنظيم "جبهة النصرة" والمجموعات المرتبطة به على أطراف بلدة اللطامنة لشن اعتداء على نقاط عسكرية متمركزة في محيط بلدة حلفايا بالريف الشمالي.

وأشارت الى أنه تم التعامل مع محاولة الاعتداء بالوسائط النارية المناسبة وإيقاع خسائر في صفوف المجموعات الإرهابية بالأفراد والعتاد، واضافت الوكالة ايضا ان وحدة من الجيش ردت يوم أمس على اعتداء مجموعات إرهابية بالقذائف الصاروخية على مدينة صوران شمال مدينة حماة بنحو 18كم.

وتعمد التنظيمات الإرهابية المنتشرة في إدلب وريف حماة الشمالي إلى الاعتداء وشن الهجمات على مواقع الجيش ونقاطه والقرى الآمنة في المنطقة منزوعة السلاح ومحيطها بغية إفشال اتفاق منطقة تخفيف التوتر في إدلب.

*محمد طاهر