في ظل العدوان السعودي.. هل تنجح مهمة غريفيث في اليمن؟

في ظل العدوان السعودي.. هل تنجح مهمة غريفيث في اليمن؟
السبت ٢٤ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٠٨ بتوقيت غرينتش

في زيارة هي الأولى له منذ تعيينه مبعوثا للأمم المتحدة الى اليمن في فبراير الماضي, يتوجه مارتن غريفيث الى الرياض للقاء مسؤولين في الحكومة اليمنية المستقيلة بعد مشاوراته في صنعاء مع قيادة حركة أنصارالله, فيما يواصل تحالف العدوان السعودي هجماته على مختلف مناطق اليمن حيث تهدد المجاعة أكثر من نصف سكانه.

العالمتقارير

أعلن مصدر في الأمم المتحدة أن المبعوث الأممي الى اليمن غادر اليوم صنعاء بعد اجتماعه مع قيادة أنصار الله وسيلتقي غريفيث الاثنين المقبل مسؤولين في الحكومة اليمنية المستقيلة في الرياض حیث يقيم عدد من وزراء الهارب هادي.

ومن المقرر أن ينتقل المبعوث الأممي من الرياض إلى العاصمة العمانية مسقط لاستكمال التوافقات حول إجراءات بناء الثقة، وترتيبات نقل المفاوضين والجرحى في إطار مساعيه لدفع الأطراف اليمنية للالتحاق بالمشاورات المرتقبة، بعدما تعثرت جولة أخيرة كانت مقررة في جنيف مطلع سبتمبر/أيلول الماضي.

وصل المبعوث الاممي إلى اليمن مارتن غريفيث صباح أمس الجمعة قادماً من صنعاء، الى مدينة الحديدة الساحلية غربي اليمن في إطار جهوده لعقد مفاٍوضات سلام الشهر المقبل في السويد، بحسب ما أعلن مصدر في الأمم المتحدة.

وأكدت مصادر سياسية أن عددا من المسؤولين الأمميين في اليمن رافقوا غريفيث في زيارته إلى الحديدة، أبرزهم ستيفن أندرسون مدير برنامج الغذاء العالمي، مشيرة إلى أن الزيارة شملت ميناء الحديدة الاستراتيجي، ومستشفى الثورة العام أكبر مستشفيات المدينة، ومقرات تابعة للمنظمات الأممية العاملة في المدينة.

وجاء في بيان المبعوث الاممي مارتن غريفيث أثناء زيارته للحديدةأنظار العالم تتجه صوب الحديدة". إن القادة والرؤساء من كل البلدان دعونا جميعا للحفاظ على السلام في الحديدة.

وشملت لقاءات غريفيث في صنعاء، قائد حركة انصار الله اليمنية السيد عبدالملك الحوثي، ورئيس المجلس السياسي الأعلى اليمني مهدي المشاط، بالإضافة إلى رئيس "اللجنة الثورية العليا" محمد علي الحوثي، وأعضاء الوفد المفاوض عن حركة أنصارالله .وحزب "المؤتمر الشعبي العام"، بجناحه الذي يمثل القيادات الموجودة في صنعاء. وقال محمد علي الحوثي بعد لقائه غريفيث للصحافيين "نحن نتطلع إلى أن يكون هناك سلام عادل" مضيفا "نتمنى أن تنتهي جولته في الرياض بنتائج إيجابية ونحن وهو على تواصل مستمر".

وجرى خلال اللقاء مناقشة الأوضاع الإنسانية في اليمن جراء تصعيد العدوان السعودي الاماراتي وما خلفه من آثار كارثية طالت مختلف القطاعات وفاقمت من الأوضاع الإنسانية كما تمت مناقشة الجوانب المتصلة بالمشاورات القادمة لاستئناف العملية السياسية وإحلال السلام في اليمن.

وتطرق غریفیث في مباحثاته معهم الى كيفية اسهام الأمم المتحدة في الحفاظ على السلام في الحديدة مؤكدا ان الأمم المتحدة يجب أن تنخرط الآن وبشكل عاجل في مفاوضات تفصيلية مع الأطراف للقيام بدور رئيسي في ميناء الحديدة، وأيضا على نطاق أوسع.

ويعمل مبعوث الأمم المتحدة على تهيئة الأرضية لمفاوضات سلام أعلنت واشنطن مساء الأربعاء أنها ستعقد مطلع ديسمبر في السويد.

وأعلنت حكومة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي مشاركتها في المفاوضات التي لم يتم تحديد تاريخها حتى الان.

المجاعة تهدد نصف سكان اليمن

وتصاعدت في الفترة الأخيرة انتقادات وتحذيرات دولية من مجاعة تهدد الملايين في اليمن.

وكان مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة «مارك لوكوك أكد أن نصف سكان اليمن يواجهون خطر المجاعة الذي أصبح وشيكًا جدًّا.

وقال «مارك لوكوك» في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك: إن «المهمة الملقاة على عاتق وكالات المعونة ضخمة، وأكبر من أي شيء آخر واجهوه من قبل»، مؤكدًا أن الرقم الحقيقي لمن يواجهون خطر المجاعة يصل إلى 14 مليون شخص، وليس 11 مليونًا بحسب التقديرات السابقة، جاء ذلك أثناء جلسة إحاطة عقدها مجلس الأمن بشأن الأزمة الإنسانية في اليمن، الثلاثاء الماضي؛ لمراجعة الوضع الإنساني المتردي، وبحث الصلة بين الحرب وانعدام الأمن الغذائي وخطر المجاعة.

يدفع أطفال اليمن ثمن الحرب المندلعة في البلاد التي شنها تحالف العدوان السعودي بمشاركة سبع دول منذ 3 سنوات وخلفت نحو10 آلاف قتيل و55 ألف جريحا، بحسب الأمم المتحدة.

وبحسب منظمة "انقذوا الأطفال" الخيرية فإن هناك جيلا كاملا من الأطفال في اليمن يواجه خطر القتل، وأن مليون طفل إضافي باتوا عرضة لخطر المجاعة في اليمن.

وتقول المنظمة الخيرية إن ما مجموعه 5.2 مليون طفل في اليمن يواجهون خطر المجاعة، لاسيما مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانخفاض قيمة العملة اليمنية جراء النزاع الدائر في اليمن، ما جعل الكثير من العوائل اليمنية تحت خطر عدم القدرة على تأمين احتياجاتها الغذائية.

في السياق نفسه, كشفت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 11 مليون طفل يمني يشكلون 80% من أطفال البلاد التي يبلغ عدد سكانا نحو 27.5 مليون نسمة بحاجة إلى مساعدى إنسانية، جراء الحرب الدائرة في البلاد، وقالت المنظمة في تغريدة عبر صفحة مكتبها باليمن على تويتر، بمناسبة اليوم العالمي للطفل، إن أطفال اليمن يتحملون العبء الأكبر لأكثر من ثلاث سنوات ونصف من الصراع المدمر.

ميناء الحديدة 

ويعد ميناء الحديدة بوابة دخول المساعدات الإنسانية الى اليمنيين في مختلف مناطق البلاد.

وتمر عبر ميناء الحديدة غالبية السلع التجارية والمساعدات الموجّهة إلى ملايين اليمنيين وتهدّد الغارات السعودية والمعارك التي تدورها قوى العدوان في الحديدة إمدادات الغذاء التي تأتي عبر ميناء المدينة ويعتمد عليها ملايين السكان للبقاء على قيد الحياة في بلد فقير تهدّد المجاعة نحو 14 مليونا من سكانه، نصفهم من الأطفال، بحسب الأمم المتحدة.

وتصاعدت الاوضاع في اليمن بعد تدخّل السعودية على رأس تحالف العدوان في مارس 2015.

وأدت غارات تحالف العدوان المستمرة إلى إغلاق ميناء الحديدة الذي يعد بوابة دخول المساعدات الإنسانية.

وتشكّل الحديدة التي تمر منها 75%من المساعدات الإنسانية، أهمية إستراتيجية لكافة أطراف الصراع باليمن، ومع تفاقم الأزمة الإنسانية بالبلاد، قالت الأمم المتحدة إنها تسعى لحماية ميناء المدنية من أي "دمار محتمل".

وصرح غريفيث للصحفيين في ميناء الحديدة بأنه اتفق مع قيادة أنصارالله على ضرورة انخراط الأمم المتحدة في مفاوضات تفصيلية مع الأطراف اليمنية تقوم بموجبها المنظمة الدولية بدور رئيسي في ميناء الحديدة.

ورحب غريفيث بالنداءات الأخيرة التي تدعو إلى وقف القتال، مشيرا إلى أنها خطوة أساسية لحماية المدنيين وبناء الثقة بين أطراف النزاع.

ونتيجة لفشل جولات سابقة من المحادثات اليمنية فقد اليمنيون الامل بنجاح المحادثات القادمة.

وفي مداخلة مع قناة العالم قال عضو المكتب السياسي لحركة انصار الله اليمنية محمد البخيتي: ان قوى العدوان لا تزال تحشد في الساحل الغربي وان الامارات جلبت الفي سوداني لاعدام المرتزقة المتخلفين عن الحرب.

وأضاف البخيتي، انه من خلال التجارب مع الدعوات الاميركية لوقف العدوان على اليمن، فانه سيعقبها تصعيد كبير للحرب مشددا أن حركة انصار الله سوف توقف القتال في الحديدة أو في باقي الجبهات إذا تعهد العدوان بوقف اطلاق نار شامل.

تاتي زيارة مارتين غريفيث الى الحديدة متزامنة مع دعوات دولية لوقف الحرب، دعوات كانت اطراف صنعاء قد رحبت بها ودعت المبعوث الاممي لمطالبة اطراف الرياض بالبدء باجراءات بناء الثقة قبل عقد اي حوار جديد.

وتبرز تطورات الأوضاع الميدانية في اليمن أن قوى العدوان ومرتزقتهم ليس لديهم أي رغبة في إيقاف العدوان وتحقيق السلام العادل والمشرف لليمنيين.

وقال مصدر عسكري في قيادة وزارة الدفاع اليمنية اليوم إن طيران العدوان مستمر في شن غاراته رغم استجابتنا للمبادرات الوطنية والدعوات الحريصة على الحل حيث كثف العدوان غاراته الجوية وتصعيده العسكري غير المسبوق في جبهات الحدود وجبهات الداخل في الوقت الذي يزور فيه المبعوث الأممي بلادنا ما يؤكد عدم جدية قوى العدوان في تحقيق أي سلام على العكس مما يروج له في وسائل إعلامه”.

وأضاف المصدر أن طيران العدوان شن أمس47 غارة منها 25 غارة على محافظة صعدة كما شن 14 غارة على محافظة حجة 10 غارات على جبل قيس قبالة جيزان وثلاث غارات على ميدي وحرض وغارة على شرق حيران، وشن سبع غارات على الحديدة منها خمس على الفازة وغارة شمال مطار الحديدة وغارة على الجبلية كما شن طيران العدوان غارة على محافظة صنعاء مضيفا ان غارات طيران العدوان أدت إلى استشهاد وجرح عدد من المواطنين وألحقت أضرار بالممتلكات العامة والخاصة.

وفيما لم تتوقف المعارك في الحديدة وان خفت حدتها عن الاسابيع الماضية ولكن مازالت قوى العدوان تحتل بعض المناطق القريبة من الحديدة وتواصل هجماتها مع استمرار العدوان هجماته على مختلف المناطق و منها مدينة الحديدة, والسؤال يبقى مطروحا: هل ينجح المبعوث الأممي في اليمن في جهوده لتحقيق السلام في اليمن أو أن استمرار العدوان السعودي في قتل أبناء الشعب اليمني يعيق أي جهود دولية لوقف العدوان وتحقيق السلام في البلاد؟!