أفغانستان.. سلام معقد، أمن مفقود وانتخابات مؤجلة

أفغانستان.. سلام معقد، أمن مفقود وانتخابات مؤجلة
الإثنين ٢٦ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٤٢ بتوقيت غرينتش

أفاد مسؤولون أفغان بأن السلطات تدرس تأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 20 أبريل نيسان بعد انتقادات شديدة لضعف تنظيم الانتخابات البرلمانية التي أجريت الشهر الماضي.

العالم- تقارير

وقالت المتحدثة باسم لجنة الانتخابات المستقلة في أفغانستان إنه يجري بحث فكرة تأجيل الانتخابات الرئاسية والانتخابات البرلمانية في إقليم غزنة في وسط البلاد وانتخابات المجالس المحلية ثلاثة أشهر.

وأضافت ”لكن لا يمكننا القول بأنها ستؤجل لأن (المناقشات) في مراحلها الأولى“.

وتعرضت الانتخابات البرلمانية، التي أجريت الشهر الماضي وشهدت تأخيرات في مراكز الاقتراع في مختلف أرجاء البلاد، لانتقادات شديدة بسبب مشكلات تتراوح بين عدم اكتمال قوائم الناخبين وأعطال في أجهزة التحقق من الناخبين.

وأعلنت لجنة الانتخابات النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية في عشرة من 33 إقليما أفغانيا أجريت فيها الانتخابات. ولم تجر الانتخابات في غزنة بسبب خلافات على التمثيل بين جماعات عرقية مختلفة.

ولم تعلن النتائج في بقية الأقاليم حيث يستمر فرز الأصوات الذي تعطل بسبب أعداد ضخمة من الشكاوى التي تشكك في نزاهة الانتخابات.

لكن أي تأجيل للانتخابات الرئاسية من شأنه أن يقابل بمعارضة قوية من جماعات سياسية يشتبه العديد منها في أن الرئيس أشرف غني يحاول ترتيب إعادة انتخابه.

ومما يعقد الأمور كذلك الجهود الدبلوماسية المبذولة لبدء محادثات سلام مع طالبان التي التقت مع المبعوث الأمريكي الخاص زلماي خليل زاد، رغم أن الجماعة قالت أن اجتماعا استمر ثلاثة أيام مع خليل زاد لتمهيد الطريق أمام إجراء محادثات سلام انتهى دون اتفاق.

السلام الأفغاني.. بين مطرقة أميركا وسندان طالبان

في ظل استمرار الجهود لتحقيق السلام في أفغانستان، وكانت آخرها مؤتمر موسكو الدولي حول أفغانستان، ورغم أن طالبان رحبت بنتائج المؤتمر حول أفغانستان الا أنه يرى المراقبون  ليس هناك مستقبل واضح للسلام في أفغانستان.

وفي وقت تعتقد روسيا، أن الوجود الأمريكي في أفغانستان لا يحل المشكلات بل يزيد منها. يؤكد رئيس المكتب السياسي لطالبان شیر محمد عباس استانكازي أن الشروع في التفاوض المباشر مع الحكومة مشروط بسحب القوات الأجنبية من البلاد. الا أن وبحسب المراقبين، أميركا لن تنسحب من أفغانستان، لأنها تريد التواجد في الحدود الصينية الروسية لدعم مصالحها أمام العدوين الرئيسيين الصيني والروسي.

بناء على ذلك، طالما اشترطت طالبان إطلاق المفاوضات بسحب كافة القوات المسلحة الأجنبية من أراضي البلاد، وهو أمر مرفوض من الحكومة وحليفتها وحاميتها الأساسية واشنطن، لا تقترب  أفغانستان من السلام .

ويرى الخبراء أن تحقيق السلام في أفغانستان غير ممكن إلا عبر حوار بين الحكومة في كابل وطالبان وأن مواقف كابل الرافضة للحوار كان ناتجة عن املها في قرب هزيمة طالبان عسكريا بعد إعلان البيت الأبيض العام الماضي عن خطة لزيادة القوات الأمريكية في البلاد، لكن تبدد هذه الأحلام وسط تصعيد طالبان لهجماتها وتحول الإدارة الأمريكية نفسها إلى سياسة الانفتاح الحذر على الجماعة المسلحة، ربما دفع كابل إلى إعادة حساباتها والتفكير جديا في جدوى الحوار.

من ناحية أخرى، كثّفت جماعة طالبان هجماتها في مناطق مختلفة من أفغانستان، وذلك بالتزامن مع عودة المبعوث الأميركي زلماي خليل زاد إلى كابل في محاولة لإقناع طالبان بوضع حدّ للنزاع المستمر منذ 17 عاماً.

مقتل 22 شرطياً أفغانياً على الأقل في كمين لطالبان

وفي أحدث حلقة من مسلسل العنف، قال مسؤولون أفغان إن ما لا يقل عن 22 شرطياً قتلوا في كمين نصبته طالبان في إقليم فراه بغرب أفغانستان في وقت متأخر من الليلة الماضية، ما يزيد عدد القتلى في صفوف قوات الأمن التي تقاتل تمرداً يزداد جرأة.

ونصب مسلحو طالبان كميناً لقافلة لقوات الأمن في منطقة لاش جوين في فراه، وهو إقليم ناءٍ منخفض الكثافة السكانية على الحدود مع إيران، حيث تسيطر طالبان على أجزاء كبيرة من المناطق الريفية.

وتتزايد الخسائر رغم الجهود الدبلوماسية لبدء محادثات السلام مع طالبان، في بلد ينزف منذ عقود.