أزمة البحرية الأوكرانية تنذر بتصاعد التوتر بين الغرب وروسيا

أزمة البحرية الأوكرانية تنذر بتصاعد التوتر بين الغرب وروسيا
الخميس ٢٩ نوفمبر ٢٠١٨ - ١١:٣٣ بتوقيت غرينتش

تشهد موسكو وكييف أخطر أزمة عسكرية منذ عام 2014، حيث صوتت شبه جزيرة القرم لصالح الانضمام الى روسيا، تنذر بتصاعد التوتر بين الغرب وروسيا وسط حديث أوروبي عن فرض مزيد من العقوبات على موسكو وتحذير اوكرانيا من اشتعال حرب واسعة مع روسيا.

العالم - تقارير

الازمة بدأت بعد أن احتجزت موسكو ثلاث سفن تابعة للبحرية الأوكرانية على متنها 24 بحاراً اوكرانياً يوم الأحد الماضي في منطقة مضيق كيرتش قبالة ساحل شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها عام 2014، ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن موسكو ستنشر أنظمة صواريخ أرض جو جديدة من طراز "أس400" في شبه جزيرة القرم قريبا.

وقررت محكمة في القرم وضع 12 من البحارة الأوكرانيين قيد التوقيف الاحتياطي لمدة شهرين بتهمة عبور الحدود الروسية بشكل غير شرعي، على أن يمثل سائر البحارة أمام المحكمة في وقت لاحق.

من جانبه أعرب الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو عن قلقه من تضاعف عدد الدبابات الروسية في القواعد الموجودة على طول حدود بلاده مع روسيا ثلاث مرات، واعتبرت أن بلاده "تقع تحت خطر حرب شاملة مع روسيا بعد حادث مضيق كيرتش".

وأيّد مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني اقتراح بوروشينكو فرض نظام الأحكام العرفية في البلاد بعد حادث مضيق كيرتش. الأمر الذي دفع روسيا إلى تحذير أوكرانيا من القيام بأي عمل "متهوّر".

وفي إطار ردود الفعل الغربية على التصعيد بين موسكو وكييف، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش البلدين إلى "أكبر قدر من ضبط النفس" واتخاذ تدابير في أسرع وقت "للحد من التوتر" بما ينسجم مع ميثاق الأمم المتحدة.

من جهته هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإلغاء لقائه المقرر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين.

أما الخارجية الأميركية فأعلنت أن الولايات المتحدة تود أن تفعل الدول الأوروبية المزيد لمساعدة أوكرانيا في نزاعها مع روسيا بشأن القرم، بما في ذلك تنفيذ أكثر صرامة للعقوبات وإعادة النظر في دعم خط "نورد ستريم2" للغاز مع موسكو.

وفي العاصمة البلجيكية بروكسل أعلنت كارين كنايسل وزيرة خارجية النمسا -التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي- أن الاتحاد سينظر الشهر المقبل في فرض مزيد من العقوبات على روسيا.

وبينما أيدت بولندا فرض عقوبات إضافية على روسيا، قال نائب رئيس وزراء إيطاليا ماتيو سالفيني إنه يعارض فرض عقوبات اقتصادية على روسيا، داعيا إلى الحوار. 

وكانت موسكو اكدت في وقت سابق أن فرض الغرب المزيد من العقوبات على روسيا بسبب أحدث نزاع لها مع أوكرانيا لن يحل أي مشكلة، وحذرت من استغلال الأزمة لتصعيد التوتر السياسي.

الأزمة المتفاقمة بين روسيا واوكرانيا يرى بعض المحللين بأنها تسير باتجاه العودة الى الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي. وتجاوزت الازمة كونها محلية، وأصبحت أزمة دولية بامتياز تنذر بتصعيد التوتر السياسي بين الغرب وروسيا في ظل تصاعد نبرة التصريحات بين اطراف الازمة والدعم الغربي المتواصل لأوكرانيا أمام روسيا، والتهديد بفرض مزيد من العقوبات عليها.