اسقاط المضادات السورية صواريخ نتنياهو.. إنه اللعب بالنار !

اسقاط المضادات السورية صواريخ نتنياهو.. إنه اللعب بالنار !
الجمعة ٣٠ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٤:٣٦ بتوقيت غرينتش

عندما ينفذ رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عملية هجومية على الاراضي السورية، ومن ثم ممارسة السياسة الضبابية وسط صمت اعلامي من قبل قادة الاحتلال ما يعني انها فشلت فشلاً ذريعاً ومدوياً.

العالم - تقارير

فسوريا تصدت للعدوان الاسرائيلي من دون استخدام صواريخ من طراز اس 300، ما يؤكد نجاح المضادات الجوية السورية في اعتراض موجات متتالية من الأهداف الجوية المعادية فوق القنيطرة وريفي دمشق الجنوبي الغربي ودرعا الغربي، وأسقطت معظمها بدقة متناهية قبل وصولها الى اهدافها، ما يعني ان نتنياهو لم يأخذ بعين الاعتبار ماذا سيحل به لو علم مسبقا أن السوريين سيكشفون عنها فورا خلال وقوعها.

جدير بالذكر أن الإعلان السوري الفوري عن الهجوم والتصدي واسقاط معظم الصواريخ الاسرائيلية بدقة متناهية له كان ثمرة تنسيق وتعاون بين موسكو ودمشق وسط تضارب الانباء حول اسقاط طائرة اسرائيلية، الأمر الذي حشر كيان الاحتلال في الزاوية، وألزمه على السماح لوسائل الإعلام العبرية باقتباس بيان الناطق العسكري فقط، الذي نفى نفياً قاطعاً إسقاط طائرة حربية الاسرائيلية، ولكن في الوقت عينه اعترف بسقوط بقايا من صواريخ الدفاع الجوي السوري من طراز غراد في مناطق القنيطرة والجولان المحتل، دون أن يفصح عن تفاصيل أخرى، طبقاً للسياسة المتبعة بعدم تحمل مسؤولية العملية ومواصلة سياسة الضبابية.

كان نتنياهو يأمل عبر استخدام سياساته العدوانية تحقيق أهداف تتراوح ما بين الداخلية منها والخارجية، فعدوان الامس يهدف على الصعيد الداخلي الإسرائيلي إلى رغبته بعد توليه حقيبة الحرب والأمن -عقب استقالة افيغدور ليبرمان- بتحسين معنويات جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين تلقوا صفعة مؤلمة في غزة مؤخرا بعد رد المقاومة القوي على عدوانه، وامطاره بمئات الصواريخ المحلية الصنع، ولكسب تأييد الناخب الإسرائيلي قبيل الانتخابات المبكرى القادمة والتي حتى اللحظة تشير التقديرات بأنها تأتي في سياق لاتصب لمصلحة نتنياهو.

كما أن الكيان الإسرائيلي يعتبر من أكبر الخاسرين في أي إنجاز سياسي تسجله دمشق، لذلك سعت تل أبيب من خلال استمرارها بالعمليات العدوانية إلى تعكير مخرجات سوتشي 11 الذي سربت منه بعض الأنباء التي تفيد بالتوصل لاتفاق حول المنطقة العازلة بين الاتراك وروسيا.

في المقلب الآخر فان السرعة في التصدي وعدم السماح ﻷي صاروخ إسرائيلي من تحقيق أهدافه يشير إلى الجهوزية العسكرية للجيش السوري ووجود قرار سياسي بالتصدي في أي لحظة على ﻷي عدوان خارجي،  ومن جانب أخر يزيد هذا التصدي من تأزم وضع نتنياهو داخليا.

فدمشق لاتحبذ إعطاء الإسرائيلي فرصة لتغيير الوضع القائم ولكن في ذات الوقت قد تسعى لتكريس قواعد اشتباك وتوازن رعب يفرض على الإسرائيلي الأمر الواقع.

فهل يا ترى تعلم نتنياهو اللغة الوحيدة التي يفهمها ان ترسانته وحدها لن تنقذه، غير ان الشواهد تؤكد انه قد يعود لتكرار المغامرة ولاسيما في حال شعوره بأنه بات على حافة الهاوية قد تدفعه نحو انتحار سياسي قاتل.

ولكن عندما يتلقى نتنياهو عواقب مغامراته ويدفع الثمن ويدرك ان عدوانه الاخير ما هو الا لعب بالنار، فقط في حينه سيفكر استخدام سلاحه الجوي من الآن مرتين وربما أكثر قبل القصف القادم في سورية.

* العالم