تونس تواجه أكبر أزمة سياسية.. والقطيعة بين الرئيس والنهضة

تونس تواجه أكبر أزمة سياسية.. والقطيعة بين الرئيس والنهضة
الجمعة ٣٠ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٢٢ بتوقيت غرينتش

قالت آمال قرامي، أستاذة علم الاجتماع في جامعة منوبة التونسية، إن تونس قد تشهد أكبر أزمة سياسية، في السنوات الأخيرة، خلال الفترة القليلة المقبلة.

العالمتونس  

وأضافت في تصريحات خاصة  لـ"سبوتنيك": "تونس ستشهد أزمة سياسية خانقة، نتمنى ألا تصل إلى العنف المادي، خاصة أن ملامح الانشقاق في معظم الأحزاب وتبادل التهم على مستوى اللفظ والبيانات، ووقوف حركة "النهضة" في وضع الهجوم، كلها مؤشرات تشير إلى تفاقم الأزمة".

وتابعت آمال، أن حركة النهضة تخوض معركتين، الأولى على مستوى القواعد، والثانية على مستوى الأحزاب القوية في المشهد، فضلا عن الخلافات الشخصية بين قياداتها ورئيس الدولة، وأن قضية الغرفة السرية المرتبطة بـ"حركة النهضة" يقضي على تصور العيش معا، وأن المسار الديمقراطي بات مهددا، إثر محاولات الهيمنة على المواقع في الدولة، بخلق المسار الموازي.

وأشارت إلى أن التصرفات لم تعد تحتكم إلى لغة العقل، وإنما إلى الفعل ورد الفعل، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى تصفية الخلافات في الشارع، وفي هذه الحالة سيدفع المواطن البسيط ثمن الخلافات الموجودة بين السياسيين واللعب بالمسار الديمقراطي، وهو ما سينعكس على عملية الانتخابات المرتقبة، في 2019.

من ناحيته، قال القيادي والنائب عن حركة "النهضة"، عبد اللطيف المكي، إن حركة النهضة لم توجه أي تهديدات إلى الرئيس، وأنه من حقها أن تبدي رأيها في أي أمر يتعلق بمنصب الرئيس، لا بشخصه.

وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، أن الأوضاع ستهدأ خلال الفترة المقبلة، خاصة أن النهضة تحترم الرئيس في شخصه ومنصبه، وأنها ترغب في أن تسير كافة الأمور، وفقا للإطار الديمقراطي والقانوني، وألا تؤثر بعض التجاذبات على عملية الانتخابات المقبلة.

وقال السبسي، أمس الخميس، خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي، إن "بيان النهضة فيه تهديد لي أنا، وأنا لن أسمح بذلك". وذكر السبسي أنه أستقبل وفد هيئة الدفاع، المكونة من 3 محامين، وتسلم منهم ملفا كاملا عن ما يعرف بالجهاز السري الذي يرتبط بحركة "النهضة".

وقال الرئيس التونسي "أنا أقابل كل الناس، وكل من أراد أن يزورني مرحبا به، ولن أتحكم في ما يقوله 3 محامين طلبوا لقائي، وسلموا لي ملفا مجلدا عن القضية، وأنا لن أغمض عيني عنها".

بحسب بعض الآراء، قد يذهب الأمر إلى قطيعة نهائية بين الرئاسة وحركة النهضة، وأن ما حمله خطاب الرئيس التونسي يشير إلى أن المرحلة المقبلة ستفتح فيها العديد من الملفات للتحقيق. 

من ناحيته، قال منذر ثابت، المحلل السياسي التونسي، إن الرئيس أعلن بطريقة، غير مباشرة، عن قطيعة نهائية مع حركة النهضة، وأن إشارته إلى فتح التحقيقات، بشأن ما قدم من هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد براهمي يؤكد ذلك.

 وأضاف في تصريحات إلى" سبوتنيك" أن الرئيس قال إنه وجهت له تهديدات شخصية، وتابع بالقول أن ما قدمته هيئة الدفاع يستوجب التحقيق، وأن ذلك سينعكس على المشهد، بشكل كامل، خلال الفترة المقبلة، كما أن تصاعد التوتر سيتوقف على نتائج التحقيقات التي ستجرى، الفترة المقبلة.