من هو جورج بوش الأب؟

من هو جورج بوش الأب؟
السبت ٠١ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٣٥ بتوقيت غرينتش

تولى "جورج هربرت ووكر بوش" الذي توفي اليوم السبت عن عمر يناهز 94 عامًا، رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في كانون الثاني/ يناير 1989.

العالم - الأميريكيتان

كان جورج بوش الأب الرئيس الأمريكي الـ 41 وتولى لمدة 8 سنوات منصب نائب الرئيس حينئذ رونالد ريغان، وأصبح أول نائب رئيس ما زال في المنصب يُنتخب رئيساً منذ أكثر من 150 عامًا.

شهدت فترة رئاسة جورج بوش الأب إنهيار الأنظمة الشيوعية في أوروبا الشرقية وتفكك الإتحاد السوفيتي.

ومن الإتهامات التي تُوجه إلى جورج بوش الأب إهماله  للشأن الأمريكي الداخلي، وعاقبه الناخبون لتراجعه عن وعد قطعه على نفسه بعدم رفع الضرائب بالتصويت لبيل كلينتون في إنتخابات عام 1992.

حياته السياسية:

- فاز عام 1966  بمقعد في مجلس النواب

- عيّنه الرئيس ريتشارد نيكسون عام 1971 مندوبًا لدى الأمم المتحدة

- رأس عام 1974  البعثة الأمريكية الجديدة في بكين

- عيّنه الرئيس جيرالد فورد عام1976  مديرًا لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية

- تولى بين عامي1981 و 1989 منصب نائب الرئيس في إدارة الرئيس رونالد ريغان

- أنتخب عام 1989 رئيسًا لأمريكا حتى عام 1993 وشهدت فترته حرب الكويت وإنهيار الشيوعية في الكتلة الشرقية

ولد جورج بوش الأب يوم 12 من تموز/ يوليو 1912 في بلدة ميلتون بولاية ماساشوسيتس في شمال شرق أمريكا وكان والده مصرفيًا أصبح فيما بعد عضوًا في مجلس الشيوخ.

وبعد قبوله في جامعة "ييل" تطوّع في سلاح البحرية وتدرب كطيار بحري قبل أن يتمّ إرساله للمشاركة في الحرب ضد اليابان في المحيط الهادئ إبان الحرب العالمية الثانية.

أسقطت طائرته في أيلول/ سبتمبر 1944 عندما كانت تشارك في غارة جوية وكان جورج بوش الأب الناجي الوحيد من طاقمها إذ إستقلّ قارب نجاة حتى عثرت عليه غواصة أمريكية.

وبعد تسريحه من سلاح البحرية عام 1945 تزوج بـ"باربارا بيرس" وولد إبنهما البكر "جورج ووكر بوش" في تموز/ يوليو 1946.

وعاد بوش إلى صفوف الدراسة في عام 1945 وحصل على شهادة بكالوريوس آداب من جامعة ييل.

بعد ذلك، إنتقل بوش الأب مع أسرته إلى ولاية تكساس حيث حصل بفضل علاقات والده التجارية على وظيفة في القطاع النفطي. وفي السنوات العشر التالية تمكّن من تأسيس شركته الخاصة وأصبح من المليونيرات بحلول أوائل ستينيات القرن الماضي.

ثم خاض غمار السياسة وبعد أن تولى منصب أمين عام الفرع المحلي للحزب الجمهوري ترشح لمقعد ولاية تكساس في مجلس الشيوخ.

وفي إنتخابات مجلس الشيوخ فاز بـ 43 بالمئة من الأصوات وسعى في عام 1966 للترشح لعضوية مجلس النواب وفاز بها مرتين.

شارك بوش الأب في إنتخابات مجلس الشيوخ مجددًا عام 1970 ولكنه خسر السباق فقام الرئيس نيكسون بتعيينه مندوبًا لدى الأمم المتحدة عام 1971 وبعد ذلك عيّنه أمينًا عامًا للحزب الجمهوري.

وعندما أجبر نيكسون على الإستقالة في عام 1974 بسبب فضيحة ووترغيت، عُيّن بوش الأب بحلول نهاية تلك السنة رئيسًا للبعثة الأمريكية في العاصمة الصينية بكين والتي كانت أفتتحت للتو.

وبعد أن قضى بوش الأب في ذلك المنصب فترة تجاوزت السنة بقليل، إستدعاه الرئيس جيرالد فورد ليعيّنه مديرًا لوكالة المخابرات المركزية التي كانت تعرضت لسلسلة من الفضائح المتعلقة بالعمليات السرية التي كانت تقوم بها في الخارح وتجسسها غير المخول على مواطنين أمريكيين.

غادر بوش الأب منصبه في وكالة المخابرات المركزية بعد إنتهاء فترة ولاية الرئيس فورد، وفي عام 1978 أطلق حملته للترشح عن الحزب الجمهوري في إنتخابات 1980 الرئاسية.

جاب بوش الأب أنحاء البلاد لترويج سياساته وأصبح في أوائل عام 1980 المنافس الرئيسي لرونالد ريغان. ورغم خسارته أمام ريغان في الإنتخابات الرئاسية، حصل على منصب نائب الرئيس.

إرتكب بوش الأب خطأين أساسيين في حملة 1988 الإنتخابية التي أدت به إلى البيت الأبيض.

الخطأ الأول يتمثل في الشخصية التي إختارها نائبًا له إذ نال "دان كويل" عضو مجلس الشيوخ عن ولاية انديانا، شهرة عالمية للأخطاء والهفوات التي إرتكبها.

أما الخطأ الثاني فكان الوعد الذي قطعه على نفسه في كلمة ألقاها في مؤتمر الحزب الجمهوري عام 1988. ففي معرض هجومه على السياسات النقدية التي كان يدعو لها خصمه الديمقراطي "مايكل دوكاكيس" قطع بوش على نفسه وعدًا خيمت آثاره على رئاسته وأدى في نهاية المطاف إلى إنهياره سياسيًا حيث قال: "إقرؤوا شفتيّ"، "لا ضرائب جديدة."

وبعد حملة إنتخابية إتسمت بالعدائية المفرطة، أصبح بوش الأب أول نائب رئيس ما زال في منصبه يفوز بالرئاسة منذ عام 1836.

وقد شهدت فترة بوش الأب إنهيار الجدار الذي يفصل بين أوروبا الشرقية الإشتراكية وأوروبا الغربية الرأسمالية وتفكك الإتحاد السوفيتي وكان بوش الأب يسعى إلى اللحاق بهذه الأحداث عبر عقد القمم مع نظيره السوفيتي ميخائيل غورباتشوف.

وشهدت فترته أيضًا غزو العراق للكويت في أغسطس/ آب 1990. وشكّل بوش الأب تحالفًا دوليًا لإنهاء قضية غزو جيش نظام المقبور صدام حسين للكويت وأسس لوجود عسكري أمريكي في السعودية للحصول على منافع إستراتيجية لبلاده.

وبعد دحر جيش المقبور صدام من الكويت، قرر بوش الأب بعدم التوجه إلى بغداد مما سمح لصدام بالبقاء في الحكم.

وتركيز بوش الأب على العلاقات الخارجية على حساب الشأن الداخلي تسبّب بتعرضه لإنتقادات بأنه يهمل الوضع الإقتصادي المتردي وعلى وجه التحديد أسوأ ركود واجهه الإقتصاد الأمريكي منذ الحرب العالمية الثانية.

ووعد بوش الأب الناخبين بأن الأزمة الإقتصادية آيلة للتحسن ولكن الناخبين لم يصدقوه، وما زاد الطين بلة أنه إتخذ الخطوة التي كان قد قال سابقًا إنه لن يتخذها مطلقًا : قام برفع الضرائب المفروضة على كاهل الأمريكيين.

كانت حملة الإنتخابات الرئاسية لعام 1992 كارثية بالنسبة لبوش الأب بحيث لم يتمكن من مجاراة منافسه المرشح الديمقراطي بيل كلينتون حاكم ولاية أركنساو ومُني بوش الأب بخسارة كبيرة في الإنتخابات أمام كلينتون الذي فاز بفترتين رئاسيتين.

وفي الفترة الأخيرة، لم يظهر بوش الأب في المناسبات العامة إلا نادرًا وأجبر على إستخدام الكرسي النقال بعد إصابته بمرض الرعاش الذي أقعده تمامًا.

ولم يتمكن بوش الأب من حضور حفل تنصيب الرئيس الحالي دونالد ترامب إذ أدخل المستشفى لإصابته بإلتهاب صدري.