قمة العشرين .. بين التوترات والانقسامات

قمة العشرين .. بين التوترات والانقسامات
السبت ٠١ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٥٤ بتوقيت غرينتش

اختتمت قمة مجموعة العشرين في بوينس أيرس عاصمة الأرجنتين أعمالها، وسط تباين في المواقف وانقسامات عميقة بين الكثير من الأعضاء منها روسيا و أوكرانيا بسبب احتجاز القوات الروسية ثلاث سفن أوكرانية في بحر آزوف وكذلك بين الولايات المتحدة والصين بسبب الحرب التجارية بين البلدين.

العالم - تقارير

فيما ظهر التباعد جليا بين الولايات المتحدة وشركائها بسبب رفضها دعم التحرك لحماية المناخ، وكذلك بعدما تم تجنب ذكر التعهدات السابقة بمحاربة الحمائية التجارية في البيان الختامي للقمة.

 البيان الختامي للقمة اشار الى أن كل الدول الاعضاء في مجموعة العشرين باستثناء الولايات المتحدة تدعم تطبيق أهداف اتفاق باريس حول التغير المناخي والتي "لا عودة عنها".

وتجنب البيان الختامي للقمة ذكر مكافحة الحمائية والالتزام بالتجارة المتعددة الاطراف.

وبدلا من ذلك، لفتت الدول الاعضاء فقط الى "المشاكل التجارية الحالية"، وأكدت أيضا أن النظام التجاري المتعدد الأطراف "لا يحقق أهدافه" على صعيد النمو وخلق وظائف.

اجتماع قريب بين ترامب والرئيس الصيني

اختتمت قمة العشرين لكن الانظار لا تزال شاخصة الى الاجتماع المرتقب للرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع نظيره الصيني شي جين بينج، والذي من المتوقع أن يحظى بمتابعة عن كثب.

ويخوض أكبر اقتصادين في العالم حرباً تجارية، لكن ترامب ألمح إلى أنه قد تكون هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق لوقف أي تعريفات جمركية جديدة على الأقل.

كما من المقرر ان يلتقي ترامب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي وصلت متأخرة إلى القمة بعد أن تعرضت طائرتها لمشاكل فنية.

ويظهر التركيز على الاجتماعات الفردية كيفية تحول منتدى مجموعة العشرين إلى مكان يتيح لقادة العالم فرصة للقاء مع تراجع التعددية.

وتم عقد الكثير من اللقاءات على هامش قمة مجموعة العشرين في بوينس أيرس منها اللقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الكوري الجنوبي مون جاي واتفقا خلال الاجتماع على استمرار فرض العقوبات علي بيونج يانج حتى يتم تحقيق نزع السلاح النووي بشكل كامل.

كما اجتمع الرئيس الصيني، شي جين بينغ مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان الذي واجه عزلة دولية بعد الكشف عن تورطه في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية الرياض في اسطنبول في تشرين أول/أكتوبر الماضي.

وعقد محمد بن سلمان سلسلة لقاءات على هامش قمة العشرين، بما في ذلك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اليوم الأول. و

كان قد التقى مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الليلة السابقة وكل هذه اللقاءات بهدف إظهار أنه لايواجه عزلة دولية بسبب مقتل الصحافي جمال خاشقجي وتورطه في ارتكاب المجازر الوحشية في اليمن.

كذلك   تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لفترة قصيرة مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على هامش قمة العشرين (G20) في الأرجنتين.

وجرت المحادثة بين زعيمي البلدين في مراسم التصوير عند عتبة مسرح "كولون" قبل بداية عرض المسرحية الخاصة لزعماء مجموعة العشرين.

وقد التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بوينس آيرس نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون وأجرى لقاءا ثلاثيا مع الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي. كما ألقى كلمة في لقاء زعماء دول مجموعة بريكس (روسيا، الصين، الهند، البرازيل، جنوب إفريقيا) وتحدث مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي.

 

تواصل الاحتجاجات فى الأرجنتين 

وفي الوقت الذي كان فيه قادة بعض العالم يجرون الاجتماعات على هامش قمة العشرين، احتشد آلاف المتظاهرين فى بوينس أيرس عاصمة الأرجنتين احتجاجا على السياسات الاقتصادية لمجموعة العشرين.

وطوقت الشرطة الأرجنتينية وخفر السواحل وحرس الحدود منطقة تبلغ مساحتها 12 كيلومترا حول موقع الاجتماعات وأوقفت السلطات حركة المرور فى بعض المناطق فى إطار إجراءات تأمين القمة.

ونظم الاحتجاجات تحالف من نقابات العمال والجماعات المعنية بحقوق الإنسان على بعد نحو خمسة كيلومترات من موقع انعقاد القمة، وأسفرت تلك الإجراءات عن إغلاق بوينس أيرس إلى حد كبير.

وتوقفت حركة النقل العام وأغلقت المئات من التقاطعات للسيطرة على المرور والحشود. كما أعلنت السلطات يوم الجمعة عطلة للبنوك على مستوى البلاد واقترحت الحكومة المنتمية ليمين الوسط أن يغادر السكان المدينة وقت القمة، وزادت تلك الإجراءات من صعوبة وصول النشطاء لموقع الاحتجاج.

وقالت وزيرة الأمن باتريسيا بولريتس للصحفيين إن البلاد لم تشهد دخول جماعات عنيفة للمشاركة في الاحتجاجات وإن 2500 شرطى كلفوا بتأمين المسيرة.

الأزمة الروسية الأوكرانية 

تأتي قمة العشرين في الوقت الذي احتدم النزاع بين روسيا وأوكرانيا إثر قيام البحرية الروسية باعتراض ثلاث سفن حربية أوكرانية قبالة القرم، ما دفع الرئيس الأوكرانى الى التحذير من "خطر حرب شاملة" مع روسيا , الأمر الذي أدى الى تصاعد حدة التوتر بين البلدين.

وتنتظر الولايات المتحدة وأوكرانيا من ميركل تعزيز دور ألمانيا للوساطة في تسوية النزاع.

كما أعرب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن أمله في تسوية الأزمة الناتجة عن احتجاز روسيا لثلاث سفن حربية أوكرانية، مؤكدا رغبته في لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وقال ترامب للصحفيين، قبل لقاء جمعه مع رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، في العاصمة الأرجنتينية، بوينس آيرس: "لا يعجبنا ما حدث، ولسنا راضين عنه، ولا أحد راض عنه. وأملنا أن يستطيعوا تسوية ذلك قريبا، لأننا نود أن نلتقي الرئيس بوتين".

وتكتسب قمة الأرجنتين أهمية كبرى حيث انعقدت بمشاركة رؤساء وزعماء العالم الذين يمثلون من الناحية الديموغرافية ثلثي سكان العالم، وبالأرقام الاقتصادية يشغلون نحو 85 في المائة من إجمالي الناتج العالمي، ويتبادلون 75 في المائة من تجارة الكون، ويمثلون نسبة 80 في المائة من الاستثمارات القائمة وغالباً القادمة على وجه البسيطة.