التوقيع على العريضة الشعبيّة البحرينية مستمر في ظل الاقبال الهزيل على الانتخابات

الأحد ٠٢ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٢٠ بتوقيت غرينتش

يستمر شعب البحرين بالتوافد على مراكز التوقيع على العريضة الشعبية المنادية بانتخاب مجلس تأسيسي يتولى صياغة دستور جديد للبلاد، فيما شهدت مراكز الانتخابات الخليفيّة الصوريّة إقبالًا هزيلًا جدًّا من المجنسين، حيث غلبت أجواء المقاطعة على معظمها في الجولة الثانية يوم السبت 1 ديسمبر/ كانون الأول 2018.

العالم - البحرين

وكان الشعب البحراني بغالبيته قد أعلن مقاطعته هذه الانتخابات الصورية مع تأييد واسع للعريضة الشعبية المنادية بمجلس تأسيسي يصوغ دستورًا جديدًا للبلاد.

وحملة التواقيع مستمرة عبر الموقع الإلكتروني للهيئة الوطنية وعبر المراكز الميدانية التي ما زالت تستقبل المواطنين، حيث أكدت الهيئة الوطنية أنه لا ربط بين استمرار العملية وانتهاء الانتخابات الخليفية الصورية.

وأهم بنود العريضة الشعبية المطالبة بتشكيل مجلس تأسيسي يكتب دستور جديد للبحرين، بعد فرض ملك البلاد دستور عام ٢٠٠٢ دون تفويض من عموم الشعب البحريني، ما سبب أزمات سياسية متلاحقة أفرزت ثورة شعبية عارمة في ١٤ فبراير/ شباط ٢٠١١، واجهتها السلطات بالقوة المفرطة بالاستعانة بالقوات العسكرية السعودية.

والسلطة أغلقت آفاق الحلول السياسية بعد القضاء على العملية السياسية بحلها جماعات وأحزاب المعارضة في البحرين، وسجنها القيادات السياسية والوطنية مع أكثر من ٤٥٠٠ معتقل سياسي يرزحون تحت وطأة التعذيب وسوء المعاملة.

وجرى الانتخابات في ظل أجواء محتقنة، ووسط ديمقراطية صورية مشوهة سياسيا ودستوريا، فضلا عن عزل آلاف المواطنين سياسيا بحرمانهم من حقهم في الترشح او الانتخاب، وترهيب المواطنين المقاطعين بالملاحقة الأمنية.

ويأتي طرح مشروع المجلس التأسيسي في هذه المرحلة كخطوة أولى من خطوات الحل السياسي للأزمة في البحرين، والتي أدت لتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، وإصرار السلطات على تفعيل الخيارات الأمنية بعيدا عن الحلول السياسية.

وبحسب تقرير الهيئة الوطنية للعريضة الشعبية أن نحو 120 كادرًا متطوعًا من شباب البحرين وشاباتها أسهموا في عملية جمع التواقيع، من خلال فتح المراكز العامة أو عبر زيارة منازل المواطنين منذُ التدشين الرسمي للعريضة الشعبية في البحرين يوم الخميس 22 نوفمبر 2018، على الرغم من كل الصعوبات والمعوقات، ولا سيما مع صدور تهديدات ضمنية بالملاحقة الأمنية لمن يوقع على هذه العريضة، وحجب الكيان الخليفي للموقع الإلكتروني الخاص بها، بهدف منع المواطنين من التوقيع عليها.

وهذا البيان الصادر يوم الأحد 2 ديسمبر/ كانون الأول 2018 كشف أن عدد التواقيع تخطى 45 ألف توقيع (ميدانيًا وإلكترونيًا)، مؤكدًا أن حملة جمع التواقيع مستمرة داخل البحرين وخارجها، حيث يُتوقع أن تتصاعد أعداد الموقعين على هذه العريضة التي تسعى لإيجاد مخرجٍ للبحرين وشعبها من الأوضاع المتأزمة التي لا يرغب المخلصون باستمرارها.

وحيت الهيئة الوطنية للعريضة الشعبية المواطنين الذين كسروا حاجز الخوف ووقعوا على العريضة الشعبية من أجل مستقبل أفضل للبحرين مع كل التهديدات، لافتة إلى أن هذا التوقيع هو موقف وطني مهم ومشرف.

وجددت الدعوة لجميع المواطنين الأصلاء إلى ممارسة واجبهم الوطني عبر التوقيع على هذه العريضة الشعبية التي تُعبر عن الموقف الوطني المطالب بحق الشعب في تقرير مصيره وبناء نظامه السياسي الجديد.

تهميش القوى السياسية جاء بأوامر سعودية

وعبرت حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير في بيان لها عن قلقها العميق لإستمرار حكم البلاد في ظل ملكية شمولية إستبدادية مطلقة يتربع على رأس الحكم الطاغية حمد بن عيسى آل خليفة، الذي ومنذ مجيئه على سدة الحكم يستمر في حكم البلاد بالحديد والنار وتغييب الإرادة الشعبية، وإعتقال الآلاف في سجونه الرهيبة، وممارسة أبشع أنواع التعذيب بحق سجناء الرأس والسجناء السياسيين والحقوقيين والحرائر الزينبيات وقادة المعارضة والثورة الشعبية، كما تم إعدام ثلة من الشباب الثوري من قادة ثورة 14 فبراير المجيدة.

واضافت في البيان: إن إستبداد الطاغية حمد وأزلام حكمه وتهميش الشعب والقوى السياسية من المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية، وقمع أي إرادة للنقد والمحاسبة للبلاط الملكي والوزراء، ونهب الثروات وخيرات البحرين، جاء بأوامر مباشرة من البلاد الملكي السعودي وبمباركة من واشنطن ولندن، فأسياد آل خليفة أصبحوا يروا بأنه لم يحن وقت الديمقراطية في البحرين، ولابد من إستمرار الحكم البدوقراطي في هذا البلد، وحكم البلاد حكما شمولياً بما يحقق مصالح أمريكا وبريطانيا والرياض، وليمهد للعلاقات مع الكيان الصهيوني والتمهيد سريعاً لتمرير صفقة القرن.

ولذلك من هنا جاءت الإنتخابات البرلمانية الصورية في البحرين، وإستبعاد القوى السياسية منها، لكي يكون هذا البرلمان مفصلاً على مقاس الطاغية حمد وديكتاتوريته وكيانه الخليفي الغازي والمحتل، لأجل تمرير القرارات الجائرة على أبناء شعب البحرين وإستصدار أحكام الإعدام ضد الناشطين السياسيين.

وجاءت مقاطعة الإنتخابات الصورية والتوقيع على العريضة الشعبية بنسبة كبيرة فاقت التصورات، لتثير حفيظة فرعون البحرين وأزلامه، وتأتي صدور هذه الأحكام الجائرة بالإعدام سياسية بإمتياز من أجل النيل من إرادة الشعب التي قاطعت هذه الإنتخابات وصفرت مراكز الإقتراع ، بحيث جاءت نسبة المشاركة بين 28 الى 30%.

واكدت الحركة من جديد على مواقفها السياسية والتي في صدارتها حق شعب البحرين في تقرير مصيره وإقامة نظامه السياسي الجديد، وخروج كافة الجيوش الغازية والمحتلة، وخروج كافة المستشارين الأمنيين والعسكريين الأجانب بما فيهم الأمريكان والبريطانيين، وتفكيك القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية.

مراكز الانتخابات الصورية شبه خالية في جولتها الثانية

وقد شهدت مراكز الانتخابات الخليفية الصورية إقبالًا هزيلًا جدًا من المجنسين، حيث غلبت أجواء المقاطعة على معظمها في الجولة الثانية يوم السبت 1 ديسمبر/ كانون الأول 2018.

فقد فضحت الصور التي نشرتها وسائل الإعلام الخليفية الرسمية حجم الإقبال الهزيل على أحد مراكز الانتخابات الصورية في جولتها الثانية، حيث ظهرت القاعات وهي شبه خالية إلا من أفراد معدودين وموظفي الحكومة، وهو ما يؤكد المقاطعة الشعبية الشديدة والواسعة لهذه الانتخابات الفاشلة.

وشاهد العالم حتى من فضائيات الكيان الخليفي حجم المقاطعة الشعبية التي خيمت على معظم مراكز هذه الانتخابات الصورية الفاشلة.

 الشيخ عبد الله الصالح يوقع على العريضة الشعبية

وقع الشيخ عبد الله الصالح على العريضة الشعبية المنادية بانتخاب مجلس تأسيسي يتولى صياغة دستور جديد للبلاد.

تجدر الإشارة إلى أن سماحته كان قد دعا المواطنين إلى التوقيع على العريضة من منطلق الواجب الوطني.

من جانبه قال الناشط السياسي البحريني ابراهيم العرادي ان البحرين منذ 8 سنوات الى الان تعيش شلل سياسي واضح، مؤكدا ان هدف النظام من اجراء الانتخابات البحرينية هو انه يريد ان يسجل صورة لمشهد فحمد بن عيسى بن خليفة فقط يبحث عن صورة ومشهد يمثل الشرعية له امام اسياده، فحين ان حتى الشعوب الغربية والاوروبية لا تصدقهم.

واضاف ان ما يسمى بانتخابات البحرين يمكن وصفها بانها الافشل والفضيحة الكبرى في تاريخ البحرين حيث الانتخاب تحت نار والتهديد.

وتابع ان المواطن البحريني الان بين فكي الكماشة فلديه ازمات ومشاكل كثيرة فهو محبط من العملية السياسية فمن جهة هناك الرصاص والتهديد واسقاط الجنسية ومن جهة اخرى هو وجماعته مع الرفض الشعبي. 

ناشطة فلسطينية: ندعم بقوة مشروع العريضة الشعبية

وأعلنت الناشطة السياسية الفلسطينية «آمال وهدان» تأييد شعب البحرين ومعارضته الوطنية في مقاومته السلمية لإرهاب العائلة المالكة وأجهزتها القمعية والاحتلال السعودي الإرهابي الذي واجه نضال الشعب السلمي بالقتل والاعتقال والتهجير وسحب الجنسية.

وفي كلمة مصورة شددت وهدان على دعمها بقوة خطوة المعارضة البحرانية بطرح «العريضة الشعبية» وجمع التواقيع عليها من أجل انتخاب مجلس تأسيسي، وتشكيل لجنة لصياغة دستور جديد للبلاد يضمن بناء نظام سياسي جديد، بحيث يلبي المطالب العادلة والمشروعة للشعب وفق إرادته الحرة وينهي عقودًا من استبداد العائلة الحاكمة والمغتصبة للسلطة ومقدرات البلاد.

وأشادت بوقوف الشعب البحراني دومًا إلى جانب نضال الشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني المغتصب لفلسطين، موجهة التحية إلى نضاله السلمي من أجل استرداد السلطة.

ودعت أطياف الشعب البحراني إلى التوحد من أجل إفشال زيارة الإرهابي نتنياهو للبحرين ومنعها، وهو النصير والحليف والداعم للعائلة الحاكمة، مضيفة: «معكم حتى تحقيق مطالبكم العادلة والمحقة في تأسيس نظام عادل جديد، عاشت ثورة 14 فبراير المجيدة ومعًا في مقاومة الاستعمار الصهيوني الإمبريالي الغاصب».

ناشط يمني: ندعم العريضة الشعبية 

كما أعلن الناشط السياسي اليمني «سيف الوشلي» دعمه العريضة الشعبية داعيا في رسالة صوتية أبناء الشعب البحراني كافة إلى مقاطعة الانتخابات التي وصفها بـ«المزيفة التي ستكرس مزيدًا من الديكتاتورية التي يريدها نظام آل خليفة». 

وأعلن الوشلي دعمه العريضة الشعبية المنادية بمجلس تأسيسي يعمل على صياغة دستور جديد للبلاد داعيًا الشعب البحريني إلى أن يكون موقفه واحدًا وموحدًا في وجه العملية الهزيلة التي يريد من خلالها نظام آل خليفة أن يستمر في جثومه على صدره.

نجاحات مشروع العريضة الشعبية في البحرين فاقت التوقعات

وحقق مشروع العريضة الشعبية المنادية بانتخاب مجلس تأسيسي يتولى صياغة دستور جديد للبلاد، والذي أطلقته الهيئة الوطنية برئاسة الأستاذة مروة حميد في ظل القمع الممنهج للحراك المعارض، نجاحات متعددة فاقت توقعات كل المراقبين.

وفشل النظام في تعاطيه الأمني مع مشروع العريضة الشعبية، وتعثر كافة إجراءاته القمعية وحملاته الإعلامية المضادة للعريضة، وخصوصًا عبر صحفته الرسمية التي لم تعد تترك تأثيرًا يذكر في أبناء الشعب البحريني.

ويعد ما قامت به الهيئة الوطنية، وما زالت تقوم به، من فتح لمراكز ميدانية متعددة والإقبال الشعبي الواسع على التوقيع على العريضة الشعبية، على الرغم من كل الظروف الأمنية القاسية، انتصارًا لإرادة الشعب البحريني وتأكيدًا لثباته وصموده في وجه كل التحديات منذ انطلاق ثورة 14 فبراير في العام 2011 حتى اليوم.

البحرين مقبلة على مرحلة جديدة من العمل الوطني المشترك لقوى المعارضة لاستكمال الثورة والحفاظ على مكتسباتها حتى تحقيق كامل أهدافها المشروعة، وفي مقدمتها حق الشعب في تقرير مصيره، والانتقال إلى نظام سياسي جديد يلبي طموحاته وتطلعاته.