هل تطيح قضايا الفساد بمستقبل نتنياهو السياسي؟

هل تطيح قضايا الفساد بمستقبل نتنياهو السياسي؟
الإثنين ٠٣ ديسمبر ٢٠١٨ - ١٠:٣٧ بتوقيت غرينتش

رغم هدوء عاصفة استقالة وزير الحرب الصهيوني أفيغدور ليبرمان التي كادت تطيح بحكومة بنيامين نتنياهو، إلا أن العديد من الملفات الأخرى ما زالت تحاصر مستقبل نتنياهو السياسي ومنها تورطه في قضايا فساد.

العالم - تقارير

وضمن سلسلة قضايا الفساد المتورط فيها نتنياهو، أصدرت شرطة الإحتلال الأحد، توصياتها بمحاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزوجته بتهمة الرشوة والاحتيال.

ويتهم نتنياهو وزوجته "سارا" في القضية المسماة "الملف 4000" بتقديمه تسهيلات ضريبية لشركة الاتصالات الإسرائيلية "بيزك"، بقيمة تقارب 276 مليون دولار مقابل قيام موقع "واللا" العبري الإخباري المملوك للمدير العام السابق للشركة، ومالكها شاؤول إلوفيتش، بتغطية إخبارية إيجابية لنتنياهو وأسرته في الموقع الإخباري.

وقالت الشرطة في بيان أصدرته الأحد حول التحقيق في القضية إن "موقف الشرطة وهيئة الأوراق المالية هو أنه تم تأسيس أدلة كافية لإثبات الشبهات ضد الأشخاص الرئيسيين المتورطين في القضية".

وأضاف البيان أنه "تم إنشاء بنية أساسية كافية لإثبات ارتكاب جرائم الرشوة والاحتيال وانتهاك الثقة والقبول الاحتيالي لظروف مشددة ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو". كما شملت التوصيات محاكمة سارة نتنياهو زوجة رئيس الوزراء، ومالك شركة بيزك إلوفيتش بعد "تأسيس قاعدة أدلة كافية لجرائم تلقّي الرشوة (بشكل جماعي)، وتعطيل إجراءات التحقيق والقضاء".

من جانبه أعرب رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، عن غضبه من توصيات الشرطة الإسرائيلية ضده المتعلقة بتهم الفساد، قائلًا: إن التوقيت ليس بريء.

المُعارضة الإسرائيلية تُهاجم نتنياهو..

هذا وتعالت أصوات المعارضة "الإسرائيلية" المطالبة باستقالة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بعد توصية الشرطة بتوجيه لائحة اتهام بالرشوة له ولزوجته، وتوقيفهما على ذمة قضية الفساد المعروفة إعلاميًا بالملف رقم “4000”.

وقالت زعيمة المعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني، إن "على نتنياهو أن يتنحى عن منصبه قبل أن يدمر سلطات تطبيق القانون لينقذ نفسه، والدعوة لإجراء انتخابات مبكرة".

من جانبه، دعا عضو الكنيست يوئيل حسون، نتنياهو إلى الاستقالة، وإجراء انتخابات مبكرة.

أما رئيسة حزب "ميرتس" المُعارض، تمار زاندبرغ، فقالت إن "رئيس حكومة التصقت به أخطر جريمة في كتاب القوانين الإسرائيلي، لا يمكنه الاستمرار في تولي منصبه، ولو لدقيقة".

وقال رئيس حزب "العمل" المعارض آفي غباي، إن "نتنياهو أصبح عبئًا على إسرائيل، وعليه أن يستقيل، لأنه لا يمكنه الاستمرار في منصبه، لكثرة قضايا الفساد المتعلقة به".

وفي حين أوصت شرطة الكيان بتوجيه اتهام لنتنياهو وزوجته ساره في هذه القضية فيبقى لمدعي عام الكيان أن يقرر ما اذا كان سيتم ادانتهما بتقاضي رشاوى والاحتيال واستغلال الثقة الامور التي عادت عليهما بمئات ملايين الدولارات فضلا عن عرقلة التحقيق في هذه القضية.

ما هي قضايا الفساد التي يواجهها نتنياهو؟

* القضية 4000: تقول الشرطة إنها توصلت إلى ما يكفي من الأدلة لتوجيه اتهامات بالرشوة والاحتيال لنتنياهو وزوجته سارة.

وتقول إن نتنياهو منح شركة الاتصالات الإسرائيلية بيزك معاملة تفضيلية مقابل تغطية صحفية أكثر إيجابية له ولزوجته على موقع والا الإخباري الذي تملكه الشركة.

* القضية 1000: قالت الشرطة في فبراير شباط إن لديها ما يكفي من الأدلة لاتهام نتنياهو ”بارتكاب جرائم الرشوة والاحتيال وخيانة الثقة.

وتقول إن آرون ميلشان وهو منتج سينمائي إسرائيلي في هوليوود ورجل الأعمال الأسترالي جيمس باكر قدما هدايا لنتنياهو وأسرته بين عامي 2007 و2016 ومن بينها شمبانيا وسيجار ومجوهرات.

* القضية 2000: يشتبه بأن نتنياهو تفاوض على اتفاق مع مالك يديعوت أحرونوت الصحيفة الأكثر مبيعا في إسرائيل للحصول على تغطية صحفية أفضل. وتتهم الشرطة نتنياهو وآرنون موزيس ناشر الصحيفة ”بالرشوة والاحتيال وخيانة الثقة.

وقالت الشرطة إن الرجلين بحثا سبل الحد من شعبية صحيفة يومية منافسة هي صحيفة إسرائيل اليوم ”عبر تشريعات وسبل أخرى“. وينفي موزيس ارتكاب أي مخالفات.

نتنياهو باق في منصبه بالقانون رغم تهم الفساد!

أكد تقرير عبري أنه بعد توصيات الشرطة الإسرائيلية التي تدين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، فإن الأخير قادر على البقاء في منصبه، لكن المحكمة العليا الإسرائيلية قد تقرر مستقبله.

وأشار تقرير صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، "إلى أن القانون الأساسي في إسرائيل يسمح للحكومة بمواصلة عملها، ما لم تكن مدانة بارتكاب أفعال إجرامية".

وأضاف أنه إذا قُدمت لائحة اتهام ضد رئيس الوزراء في القضية المرفوعة ضده، فمن المتوقع أن تقدم المعارضة التماسات إلى محكمة العدل العليا وهي التي ستحدد مصيره.

ما هي الاحتمالات السياسية أمام نتنياهو؟

من المقرر إجراء الانتخابات المقبلة في نوفمبر تشرين الثاني 2019 لكن من الممكن الدعوة لانتخابات مبكرة.

وقال محللون إن نتنياهو ربما يرغب في التأثير على أي إجراءات قضائية محتملة ضده بإجراء انتخابات مبكرة للفوز بتفويض شعبي جديد. ويتصدر حزب ليكود اليميني استطلاعات الرأي حتى الآن.

وتصاعدت احتمالية إجراء انتخابات مبكرة في نوفمبر تشرين الثاني عندما استقال أفيغدور ليبرمان من منصبه مما جعل الائتلاف الحاكم يتمتع بأغلبية بسيطة بفارق مقعد واحد في البرلمان.

وقال سياسيون مقربون من نتنياهو إن أي انتخابات مبكرة ستجرى في مايو أيار على الأرجحلكن إذا فاز نتنياهو بالانتخابات فإن تدقيق الادعاء في محاسبته سيؤثر على الأرجح في حسابات أنصاره ومنافسيه ومعارضيه من مختلف ألوان الطيف السياسي. وقد يؤثر هذا في طريقه تشكيله الائتلاف الجديد إذا فاز. على حد تعبيرهم.