مسؤول رفيع في البيت الأبيض: لحفتر دوره في مستقبل ليبيا أيا كان

مسؤول رفيع في البيت الأبيض: لحفتر دوره في مستقبل ليبيا أيا كان
الإثنين ٠٣ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٤:٢٩ بتوقيت غرينتش

أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" ارتفاع مستوى الدعم الغربي والإقليمي لقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر كشخصية مركزية في الجهود الدولية الرامية إلى استعادة الاستقرار في ليبيا.

العالم - أفريقيا

وأشارت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم، إلى أن حفتر، مع توسيع نفوذه في البلاد، يحظى بدعم متزايد من قبل الدول الأوروبية، فيما تبقى حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في الظل.

وذكرت الصحيفة أن بعض الزعماء الغربيين يعتبرون اليوم حفتر طرفا ضروريا في أي اتفاق سلام مستقبلي، بغض النظر عن رفضه الاتفاق السابق المبرم في عام 2015 وإصداره أمرا بعدم احتجاز الأسرى من المسلحين المجابهين لجيشه.

وأكد التقرير أن حفتر عقد في الأشهر القليلة الماضية اجتماعات مع مسؤولين روس وبريطانيين وإيطاليين وغيرهم، حيث بحثوا مساعي إنهاء القتال وتقديم التسوية السلمية للخلافات الداخلية الليبية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع في البيت الأبيض قوله: "بطبيعة الحال، سنرى دورا لحفتر في أي مستقبل لليبيا "، ثم تابع، ردا على سؤال حول إمكانية بسط قائد الجيش الوطني حكمه على كامل البلاد، إن ذلك يتوقف على إرادة الشعب الليبي.

وأوضحت الصحيفة أن الشركات النفطية الأوروبية التي لديها مصالح في ليبيا أطلقت مشاريع مشتركة مع حكومة الوفاق، لكن معظم البنى التحتية النفطية تقع بالفعل تحت سيطرة قوات حفتر.

ولفتت الصحيفة إلى أن إيطاليا، بعد وصول حكومة رئيس الوزراء جوزيبي كونتي إلى الحكم، بدأت تسعى إلى التقارب مع حفتر، على حساب تعاونها مع الحكومة المعترف بها دوليا.

وسبق أن أعربت موسكو عن دعمها لقائد الجيش الوطني، الذي التقى غير مرة منذ عام 2016 وزيري الخارجية والدفاع الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو.

وأما بخصوص فرنسا، فقد أرسلت قواتها لمساعدة حفتر في معركة بنغازي، حيث قتل ثلاثة من جنودها عام 2016.

وعلى الصعيد الإقليمي، حصل حفتر على دعم  مصر وعربات عسكرية من الإمارات، حسب المؤسسة الأممية الخاصة بمراقبة تطبيق حظر تصدير الأسلحة إلى ليبيا، وأشارت الصحيفة إلى أن القاهرة وأبوظبي تريان فيه حليفا ضد الجماعات الإسلامية المدعومة من قطر وتركيا.

ولم يجد حفتر بعد سبيلا لتصدير النفط من الحقول الخاضعة لسيطرته خارج إطار المؤسسة الوطنية للنفط بسبب العقوبات الدولية، لكن انتصاره العسكري على الجماعات الإسلامية في درنة في وقت سابق من العام الجاري ومحاولاته بيع النفط خارج إشراف المؤسسة الوطنية تظهر رغبة المشير في التخلص من الاعتماد على حكومة الوفاق والأمم المتحدة.

وذكرت الصحيفة أن حفتر لم يهتم على ما يبدو بالاتهامات الموجهة إلى قواته لتورطها في مخالفات حقوق الإنسان المزعومة شرق ليبيا، ونفى المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الوطني، أحمد المسماري، ضلوع أي من ضباطه في حالات التعذيب والتجريد القسري.

وقال المسماري: "تدرك أوروبا أن الجيش الوطني الليبي يمثل قوة حقيقية قادرة على تأمين الحدود الليبية وفرض الأمن على كافة أراضي البلاد".

ونوهت الصحيفة بتهديد حفتر بالتقدم نحو طرابلس وفرض السيطرة على باقي أراضي البلاد بقوة، حيث يعتقد بعض المحللين أن ذلك لم يكن مجرد كلام فارغ، لكن هذه التصريحات لم تجعل الزعماء الغربيين يتنحون عن المشير.

واختتم التقرير بالنقل عن المحلل الليبي المقيم في القاهرة فوزي الحداد قوله إن الوقت حاليا حليف لحفتر البالغ من العمر 75 عاما، وليس لأي طرف آخر.