مشروع القرار الاميركي ضد المقاومة وفضح المطبعين

مشروع القرار الاميركي ضد المقاومة وفضح المطبعين
الأربعاء ٠٥ ديسمبر ٢٠١٨ - ١١:٣٦ بتوقيت غرينتش

تستعد الولايات المتحدة الأمريكية لعرض مشروع قرار على الجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو الى إدانة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بزعم "تشجيع العنف" اثر تنفيذها عمليات صاروخية ضد كيان الاحتلال الاسرائيلي.

العالم - فلسطين المحتلة

يدعو مشروع القرار الاميركي الذي يعرض على الجمعية العامة  للامم المتحدة يوم غد الخميس، إلى وضع حد لما وصفه بـ"أحداث العنف وجميع الأعمال الإستفزازية لحركة حماس والفصائل المسلحة الأخرى"، في حين تأتي عملية المقاومة الفلسطينية ردا على الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة باعتباره دفاعا مشروعا امام قوات الاحتلال.

وقالت البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة في بيان إنّها كانت تأمل أن يتم التصويت على مشروع القرار الإثنين لكنّ الضغوط التي مارسها الفلسطينيون نجحت في إرجاء التصويت إلى الخميس.

وأضافت أن "القضية المعروضة على الأمم المتحدة الخميس لا تتعلق بدعم خطة سلام في الشرق الأوسط".

وأوضحت البعثة الأميركية إنّه "سيتعيّن على كل دولة أن تقرّر ما إذا كانت ستصوّت مع أو ضدّ أنشطة حماس، إلى جانب مجموعات أخرى من المقاتلين مثل (حركة) الجهاد الإسلامي الفلسطينية".

واضافت "اذا لم تستطع الأمم المتحدة التوافق على تبنّي هذا القرار فلن يكون هناك شيء يمكنها فعله ليتم إِشراكها في محادثات سلام".

ومارست الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة ضغوطا على الأوروبيين للحصول على دعمهم لهذا النص.

وخلافاً لقرارات مجلس الأمن الدولي فإن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ليست ملزمة ولكنّها تعكس صورة الرأي العام العالمي من قضية ما.

وفي المقابل اعلنت حركة حماس، إن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية شرع بحملة اتصالات مع عدد من قادة ووزراء خارجية دول المنطقة والعالم لإجهاض المساعي الأمريكية لتمرير مشروع قرار يدين المقاومة الفلسطينية وحركة حماس عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأفاد مكتب هنية في بيان، بأن رئيس المكتب السياسي هاتف الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط واستمع منه إلى الجهود التي يبذلها مع المجموعة العربية والإسلامية لمواجهة القرار، مشيدًا بالجهود وحاثًا على مزيد من التحرك على المستويات الدولية.

وبعث رئيس حماس –وفق مكتبه- برسائل خطية إلى عدد من قادة العالم والمنطقة وإلى الأمين العام للأمم المتحدة أكد فيها ضرورة العمل الجاد من اجل إفشال المساعي الأمريكية.

وعبّر خلال رسائله عن الغضب الفلسطيني والاستنكار الشديدين للجهود الأمريكية البائسة في تبني الرواية "الإسرائيلية" للصراع وتقديم الدعم المادي والمعنوي للاحتلال ليستمر في عدوانه على الشعب الفلسطيني وانتهاكاته المستمرة ضده.

وطالب بإدانة السلوك "الإسرائيلي" الذي يتصرف ككيان فوق القانون من خلال رفضه عشرات القرارات الدولية التي تدين الاحتلال والاستيطان واستهداف المدنيين، إضافةً إلى مساعيه في إجهاض هذه القرارات ومنع تنفيذها بكل الطرق.

وأكّد هنية على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه ومقاومة الاحتلال بكافة السبل المتاحة بما فيها المقاومة المسلحة المكفول وفق القانون الدولي.

ودعا إلى ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي بكل الوسائل المتاحة والمشروعة لإنهاء الاحتلال البغيض، ومساعدة الشعب الفلسطيني على تحقيق أهدافه بالحرية والاستقلال ليمارس دوره المنشود في الإسهام الفاعل في استقرار ونهضة المنطقة والعالم أجمع.

هذا واكد وزيرالخارجية الايراني محمد جواد ظريف على استمرار دعم الجمهورية الاسلامية لمطالبة الشعب الفلسطيني بحقوقه التي تضمنتها الشرعة الدولية.

وجاء ذاك خلال الاتصال الذي اجراه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بوزير الخارجية الايرانية، وطلب هنية من الدكتور ظريف ان تعارض ايران مشروع مسودة قرار ستقدمه امريكا في الجمعية العامة للأمم المتحدة ليدين المقاومة الفلسطينية.

وكان السيد اسماعيل هنية قد طلب من ظريف ان تعارض ايران مساعي امريكا للمصادقة على مسودة القرار الذي يدين المقاومة الفلسطينية وأن تواصل دعمها للمقاومة الفلسطينية كما كانت عليه في السابق.

وقد اكد وزير الخارجية الايراني استمرار دعم بلاده لمطالبة الشعب الفلسطيني بحقوقه التي تضمنها الشرعة الدولية، مشيرا الى أن السياسات الخاطئة لبعض دول المنطقة التي حملت امريكا على التجرؤ على نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وتقديم مثل هذه المسودة المخالفة للحقوق الدولية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأضاف ظريف ان ايران ستكرس كل جهودها وتدفع الدول المتطورة الى التصدي لمثل هذه المسودة وعدم المصادقة عليها في الجمعية العامة للامم المتحدة.

وفي نفس السياق، قال الناطق باسم حركه حماس حازم قاسم إن ‏مشروع القرار الأميركي لإدانة حماس في الجمعية العامة يهدف للضغط على كل قوى المقاومة.

وأضاف قاسم "لإدراك الإدارة الأميركية أن هذه المقاومة تشكل حائط صدّ أمام المشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية التي تحاول واشنطن تمريرها".

وفي ظل هرولة بعض الانظمة العربية نحو التطبيع العلني مع كيان الاحتلال ومشروع ما يسمى "صفقة القرن" الذي يسوقه الرئيس الاميركي دونالد ترامب بدعم من هذه الانظمة ومحاولتها لارضاء هذا الكيان كشفت صحيفة هآرتس الاسرائيلية أن إدارة الرئيس الأمريكي تضغط على دول عربية لتأييد قرار إدانة حركة حماس.

وقالت الصحيفة إن مبعوث الولايات المتحدة للسلام في الشرق الأوسط، جايسون غرينبلات، يبعث برسالة إلى الدبلوماسيين من المغرب وسلطنة عمان والبحرين والأردن والسعودية والكويت والإمارات ومصر وقطر، بعد تحرك السلطة الفلسطينية لمعارضة القرار.

وفي ظل تاكيد محور المقاومة وجماهيرها على حشد كافة طاقاتها لمواجهة هذا المشروع وافشالها دعت القوى الوطنية والإسلامية الجماهير الفلسطينية للمشاركة في المسيرات الحاشدة المقرر تنظيمها عصر غدٍ الخميس، رفضاً للمشروع.

وقالت القوى خلال بيان مقتضب لها ان المسيرة ستطالب العالم الحر بعدم تجاهل حقيقة المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بسبب الاحتلال وحق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم في وجه الاٍرهاب الاسرائيلي .

وستنطلق المسيرات يوم الخميس بعد صلاة العصر في كافة محافظات قطاع غزة، فيما اعلنت حركة حماس أنها تواصلت مع 110 دولة لدحض المشروع الأمريكي.