نتنياهو يخوض معركة أنفاق «هوليودية» للتهرّب من فضائح الفساد

نتنياهو يخوض معركة أنفاق «هوليودية» للتهرّب من فضائح الفساد
الأربعاء ٠٥ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٧:١٧ بتوقيت غرينتش

في وقت تخوض فيه نتنياهو، معركة أنفاق «هوليودية» ضد حزب الله، تحت مسمى «درع الشمال»، يرى المحللون بان سببها، قد يكون محاولة رئيس وزراء جكومة الإحتلال التهرّب من فضائح الفساد ومن أزمات حكومته المستفحلة بعد هزيمة العدوان على غزّة.

العالم- تقارير

وفي ظل صمت حزب الله، طلبت تل أبيب من مجلس الأمن عقد جلسة لمناقشة ما يسمى "أنفاق حزب الله" على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.

ووعد المندوب الإسرائيلي لدى الامم المتحدة بتقديم صور للأنفاق وأكد في نفس الوقت أن "إسرائيل" لا ترغب في التصعيد العسكري وستكتفي بحماية الحدود.

هذا وتراجع العدو الصهيوني، عن تسمية عملية "درع الشمال" التي أعلنتها صباح الثلاثاء لتدمير ما قالت إنها أنفاق حفرها حزب الله من الأراضي اللبنانية باتجاه شمال فلسطين المحتلة، إلى "نشاطات دفاعية" على الحدود الشمالية مع لبنان!

وفي أول رد فعل صريح رسمي لبناني، في خصوص تحركات الكيان الصهيوني العسكرية، قال رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري أن المزاعم الإسرائيلية غير صحيحة ونتنياهو يحاول تغطية حصاره الداخلي.

وأضاف بري :”ان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو المحاصر داخليا، يحاول القيام بمثل هذه الأمور للتغطية على الوضع الداخلي الإسرائيلي”.

وحذر رئيس مجلس النواب اللبناني، تل أبيب من التمدد بالحفر داخل الأرض اللبنانية، وقال "في أي حال، إذا أراد الإسرائيلي أن يحفر داخل الأراضي التي يحتلها، فليفعل هناك ما يريد وليحفر قدر ما يشاء، أما إذا أراد التمدد بالحفر نحو الأرض اللبنانية فهناك كلام آخر".

وتابع أن "إسرائيل" عجزت عن تقديم دليل واحد على قيام حزب الله بحفر أنفاق عند الحدود معها خلال الاجتماع الثلاثي في الناقورة.

رسوم ساخرة..

في سياق متصل، نشرت الصحف الإسرائيلية رسوماً كاريكاتورية ساخرة من عملية "درع الشمال"  للكشف عن "أنفاق حزب الله".

ونشرت صحيفة هآرتس رسماً كاريكاتورياً لنتنياهو يقود فيه جرافة ويسخر من ليبرمان قائلاً له: "راحت عليك أجمل جولة على الجرافة".

بدورها، نشرت صحيفة يديعوت أحرنوت صورة لجندي يقول إنه عثر في النفق على هاتف إيلان يشوعه المدير العام لموقع "والاه" الإسرائيلي الذي فقد بالفعل هاتفه خلال تحقيق الشرطة الإسرائيلية معه بشأن تورط نتنياهو في القضية رقم 4000 التي صدرت توصيات بشأنها مؤخراً ضد نتنياهو.

وأعاد ناشطون لبنانيون نشر صورة كاريكاتورية ساخرة حول ما اسماه جيش الاحتلال الاسرائيلي عملية "درع الشمال". حيث اعادوا نشر هذه الصورة الكاريكاتورية التي تدل على عبثية ما يقوم به جيش الاحتلال على الحدود بين جنوب لبنان وفلسطين المحتلة في الوقت الراهن من جهة وسقوط جنود الاحتلال في فخ المقاومة من جهة اخرى.

حزب الله يكشف بالصور والفيديو مراقبته الدقيقة..

وبالمقابل نشر رجال المقاومة في لبنان، مقاطع فيديو وصورا واضحة لجنود الجيش الإسرائيلي خلال عملية "درع الشمال"، تؤكد مراقبة عناصر حزب الله الدقيقة لكل ما يقوم به العدو الصهيوني على الحدود مع لبنان.

وكشف الحزب بالوثائق والصور والفيديو مراقبته الصارمة للعملية ونشر موقع الإعلام الحربي المركزي ما رصدته كاميرات حزب الله لعدد كبير من الآليات والجرافات والدبابات العسكرية الإسرائيلية أثناء قيامها بعملية "درع الشمال".

خلفيات معركة أنفاق «هوليودية»!

لكن لعلّ السؤال الأبرز الذي يُطرح على وقع التنقيب الاسرائيلي عن الأنفاق ومطاردة «أشباحها» هو: لماذا استفاق بنيامين نتيناهو الآن على ضرورة «مصادرتها»، لا قبل ولا بعد، مع أنّ المخاوف من وجودها ليست جديدة؟

تشير اوساط على صلة بملف الصراع بين «حزب الله» و "إسرائيل" الى انه يمكن إدراج مبادرة "اسرائيل" الى إطلاق عروض فيلم «درع الشمال»، المصنّف ضمن فئة «الأكشن»، في سياق التفسيرات الآتية:

- محاولة نتنياهو الهروب عبر «الأنفاق» من فضائح ​الفساد​ التي تلاحقه وتهدّد مصيره السياسي والشخصي، مفترِضاً أنّ افتعال مثل هذه الهمروجة على الحدود مع لبنان قد يسمح له بصرف الانتباه عمّا يتعرض له في الداخل وشدّ عصب الاسرائيليين حوله مجدداً، ربطاً بهواجسهم المتفاقمة حيال ما يحضره الحزب من «مفاجآت» في أيّ مواجهة محتملة.

- سعي نتنياهو الى التعويض عن إخفاقه الكبير في منع حصول «حزب الله» على ​الصواريخ​ الدقيقة التي تقلق تل أبيب نتيجة بُعدها الاستراتيجي النوعي، وذلك عن طريق اختراع إنجاز وهمي يغطي على العجز في مكان آخر.

- ممارسة الضغط على ​الدولة اللبنانية​ وإحراج «الحزب» امامها، بذريعة عدم احترامه مندرجات القرار 1701، وتهديده امن الكيان الاسرائيلي.

- السعي الى إعادة ترميم صورة الردع الاسرائيلي بعد اهتزازها بقوة تحت وطأة المواجهة الاخيرة في ​قطاع غزة​ والتي تركت تداعيات حادة على حكومة تل أبيب وهيبتها.

عملية "درع نتنياهو"!

في السياق نفسه، أكد المحلل السياسي، زهير أندراوس – في صحيفة رأي اليوم، أن نتانياهو يريد استغلال الجيش لصرف الأنظار عن تورطه في قضايا فساد ورشا واحتيال هو وزوجته، والتي إن أدين بها، سيزج به في السجن لسنوات طويلة.

وأضاف، أن العملية الإسرائيلية كشفت عورات جيش الاحتلال، فقد نقلت صحيفة (يديعوت أحرونوت) عن مصادر أمنية واسعة الاطلاع قولها في تل أبيب إن الردع الإسرائيلي في مواجهة حزب الله بات معدوما بالمرة، وأن الجيش الذي انتصر في حرب الأيام الستة 1967 يقوم بعملية هندسية داخل الأراضي الإسرائيلية ويطلق عليها اسم عملية!

والسوال هنا ، كيف سيكون رد فعل حزب الله؟ هل سيكون التجاهل لأن عمليات التدمير تتم على الجانِب الآخر من الحُدود، أم سيكون عسكريًّا رادعا ليس بحفر الأنفاق تحت الأرض، وإنّما من خلال تَرسانة الصواريخ؟

نتنياهو الذي يبحث عن أنفاق للهروب من فضائحه يجب أن لا ينسى كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عندما قال في رسالته الأخيرة "إذا تجرّأتم ستندمون"!

 

(العالم+وكالات)