مفاوضات السويد.. تشكيل حكومة انتقالية في اليمن من جميع الاحزاب

مفاوضات السويد.. تشكيل حكومة انتقالية في اليمن من جميع الاحزاب
السبت ٠٨ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٤٨ بتوقيت غرينتش

تتواصل في السويد لليوم الثالث على التوالي المشاورات بين وفدي الحكومة اليمنية في صنعاء وحكومة المستقيل عبد ربه منصور هادي.

العالم - تقارير

وأكد رئيس الوفد الوطني اليمني المفاوض محمد عبدالسلام ان الحل السياسي ينبغي ان يشمل فترة انتقالية لها اطار زمني محدد وحكومة انتقالية. وقال ان هذه المرحلة يجب أن تشمل كل الاحزاب السياسية اليمنية.

كما اقترح اعلان مدينة الحديدة الساحلية غرب اليمن منطقة محايدة على ان تنسحب منها قوات العدوان، مؤكدا القبول بدور الامم المتحدة في مطار العاصمة صنعاء ضمن مساعي اعادة فتحه امام حركة الملاحة الجوية.

الى ذلك قال عضو وفد صنعاء الى محادثات السلام اليمنية في السويد سليم المغلس عن اجتماع لجنة التهدئة، ان الوفد قدم مبادرة لايقاف القتال في كامل جبهات تعز وانهاء معاناة ابناء المحافظة الذين يعانون منذ اربع سنوات، لكن وفد الرياض يرفض ويصر على سياسة ابقاء تعز كميدان صراع حسب توجه السعوديين والاماراتيين.

وأكد المغلس أن ايقاف القتال او التهدئة سواء في تعز او الحديدة او غيرها يحتاج الى تمثيل السعودية والامارات في الطاولة.

وأضاف أن وفد صنعاء سيلجأ الى الحديث مع المجتمع الدولي للضغط على السعودية والامارات في هذا الشأن، مشددا على أن ما لحق بتعز من دمار كاف ويجب ان ينعم ابناءها بالسلام والامن والاستقرار.

وختم المغلس بأن وفد الرياض ليس ناقل امين موثوق لدى السعوديين والاماراتيين من اجل ان يثقوا بنقله لما يجري ويتفاعلوا معه، كما انه لا يمتلك قراره وهذه مشكلة كبيرة ومعيقة جدا للتقدم في المشاورات.

في غضون ذلك قال القيادي في الحزب المؤتمر الشعبي احمد الحبيشي، ان مشاورات السويد حول اليمن، هي في الاصل مشاورات تتم مباشرة او بصورة غير مباشرة مع السعودية من قبل ادواتها.

وقال الحبيشي: ان وفد الرياض اكد ان الحل العسكري هو الحل الوحيد للقضية اليمنية كما اسماها، مشيراً الى ان رئيس الوفد خالد اليماني الممثل لوفد الرياض، قال: واهم من يعتقد "اننا سنتخلى عن ميناء الحديدة"، وطالب بتسليم الحديدة ومينائها الى حكومة هادي المستقيلة.

واوضح، ان هذه التصريحات هي تصريحات سعودية، وان وفد هادي لا يملك من امره شيئاً حتى المشاورات التي جرت في السويد كانت تتم بين السلطة الوطنية في صنعاء وما بين السعودية مباشرة، حتى اتفاق تبادل الاسرى تم التوقيع عليه مع ما يسمى بالتحالف العربي ولم يتم التوقيع عليه مع ما يسمى حكومة هادي.

وفي السياق اكد عضو الوفد اليمني الاعلامي المفاوض محمد الزبيدي، انه ليس هناك رؤية واضحة الى الان في مشاورات السويد حول اليمن، مشيراً الى ان الذي حصل هو اجتماع المبعوث الاممي الى اليمن مارتن غريفيث مع طرفي الوفد الوطني ووفد منصور هادي بعيد انطلاق مشاورات السويد.

وقال الزبيدي: ان ما هو ملفت في مشاورات السويد هو اعلان غريفيث عن التوصل الى توقيع على اتفاق فيما يتعلق بالاسرى والمعتقلين والمفقودين، اضافة تشكيل لجان تتمثل في لجنة الاطار العام واللجنة الاقتصادية ولجنة الاسرى ولجنة التهدئة.

واوضح، ان وفد منصور هادي تحدث ان يكون فتح مطار صنعاء فقط على مستوى الطيران الداخلي، مؤكداً ان هذا الامر رفض من قبل الوفد الوطني.

واشار الى ان ما هو ملفت ايضاً، انه عندما يتم الحديث عن ملف معين، يسعى وفد هادي وضع تعقيدات وعقبات تعرقل مسألة التوصل الى حلول، اضافة الى وضعه اشتراطات رغم تأكيد غريفيث بعدم وضع اي اشتراطات خلال المشاورات.

وتبحث المشاورات، التي يقودها المبعوث الأممي الى اليمن مارتن غريفيث، والتي انطلقت يوم الخميس الماضي، 6 قضايا، وهي: إطلاق الأسرى، والقتال في مدينة الحديدة، والبنك المركزي، وحصار مدينة تعز، وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين ومطار صنعاء المغلق.

ودعا المتحدث باسم جماعة انصار الله محمد عبدالسلام، اليوم السبت، إلى تشكيل حكومة انتقالية بمشاركة "كل الأحزاب السياسية".

وأدلى عبدالسلام بالتصريحات لرويترز، على هامش محادثات السلام الجارية في السويد، مع وفد الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية.

وأكد ذات المتحدث، أن "الحل السياسي ينبغي أن يشمل فترة انتقالية لها إطار زمني محدد"، لافتًا إلى أن "جماعة الحوثي تقبل دورًا للأمم المتحدة في مطار صنعاء"، في إطار مسعى لإعادة فتحه.

وقال كذلك، إنه ينبغي إعلان مدينة الحديدة الساحلية "منطقة محايدة".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قد ناشد، الخميس، أطراف الصراع في اليمن، "مواصلة تهدئة الوضع في الحديدة، واستكشاف تدابير أخرى؛ لتخفيف الأزمة الاقتصادية والإنسانية في البلاد".

وكان عضو في الوفد الحكومي اليمني المشارك بالمشاورات المنعقدة في السويد، قد قال الجمعة، أنه سيجري تشكيل لجان لتبادل قوائم الأسرى والمحتجزين والمعتقلين.

يأتي ذلك بعد أيام قليلة من إعلان التوقيع على اتفاق بين الحكومة وحركة أنصارالله، لتبادل الأسرى، وفق جدول زمني وعلى مراحل متعددة.

وقال عضو من الوفد الحكومي، إن "الطرفين قدّما رؤيتهما للمبعوث الأممي مارتن غريفيث حول القضايا الخلافية الست".

وأضاف عضو الوفد الحكومي مفضلًا عدم ذكر هويته، أن "هناك آمالًا للتوصل إلى تفاهمات في بعض القضايا الخلافيّة، بينها قضية الأسرى والوضعين الإنساني والاقتصادي".

وأشار إلى أنه سيتم تشكيل لجانٍ لتبادل قوائم بالأسماء بين الطرفين.

وفي سياق متصل، قالت عضو الفريق الحكومي، رنا غانم، إنه جرى تشكيل 3 لجانٍ بين الفريق الحكومي ومكتب المبعوث الأممي، وهي لجنة تتعلق بالأسرى والمعتقلين، وأخرى تبحث فك الحصار عن تعز، ولجنة تناقش الوضع الاقتصادي.

ولفتت غانم إلى أنه "كان من المفترض عقد اجتماع ثانٍ بين غريفيث والفريق الحكومي، عقب انتهاء اللقاء الذي جمع المبعوث الأممي بوفد الحوثيين، لكنه تأجل".

من جانبه، قال عضو وفد حركة أنصارالله، عبدالملك العجري، في تصريحات إعلامية، عقب خروج وفده من جلسة منفصلة مع المبعوث الأممي، إن حديث غريفيث حول المرجعيات الثلاث هو "استرضاء" للطرف الحكومي.

وأضاف العجري أن "الطرفين قدّما أفكارًا لجميع القضايا؛ لكن لم تحدد جلسة بين الطرفين للفصل حول ذلك".

وكانت شخصيات وقوى جنوبية قد اكدت دعمها لوفد القوى الوطنية المشارك في مشاورات السويد. الشخصيات التي مثلت تيارات من جميع ابناء المحافظات الجنوبية اكدوا خلال مؤتمر صحفي في صنعاء أن وفد صنعاء هو من يمثل أبناء الجنوب وكافة أبناء الشعب اليمني وأعلنوا مساندتهم الكاملة لجهود السلام العادل والمشرف التي يطالب بها أعضاء الوفد الوطني وتحقيق امال اليمنيين.

وطالبوا المبعوث الأممي مارتن غريفيث بالسعي لإلزام هادي وحكومته بإيقاف عمليات الإعدامات الميدانية والاغتيالات والاختطافات والاغتصابات وجميع الممارسات التي تنفذها مليشياته في محافظات جنوب اليمن.

كما طالبوا بإغلاق السجون والمعتقلات السرية وإطلاق سراح المخفيين قسرا وسحب قوى الاحتلال والعدوان الإماراتي السعودي وإخراج قوات الاحتلال من أراضي المحافظات الجنوبية.

المؤتمر تضمن بيانا ختاميا تطرق لعدد من الرسائل وجهت للوفد الوطني لطرحها على طاولة الحوار في السويد منها، وقف شامل للعدوان على اليمن وإنهاء الحصار ووقف دعم دول التحالف لأي مليشيات أو جماعات إرهابية أو سياسية تعبث بسيادة الوطن وإدارة المحافظات الجنوبية بعيدا عن الوصاية والهيمنة والاحتلال .

كما أشاد الحاضرون بمستوى الصمود والثبات اليمني، مؤكدين وجوب ترجمة الانتصارات العسكرية والسياسية إلى خطوات عملية تحفظ الكرامة والسيادة وترفع الظلم والحصار والعدوان.