وفد الرياض ينقلب على مشاورات السويد سعيا لإفشالها

وفد الرياض ينقلب على مشاورات السويد سعيا لإفشالها
الأحد ٠٩ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٣٢ بتوقيت غرينتش

تستمر مشاورات الاطراف اليمنية في السويد والتي بدأت، الخميس، برعاية الأمم المتحدة، حيث يتركز البحث على قضايا الأسرى والاقتصاد ومطار صنعاء وميناء الحديدة، وسط تعنت يبديه وفد هادي لجهة التنصل والتهرب من الالتزامات فيما اتهم رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام وفد الرياض بالمماطلة في قضية تبادل الاسرى وتحالف العدوان بالسعى لإفشال مشاورات السويد.

العالم - اليمن

وفي خطوة لإفشال المشاورات في يومها الرابع، غادر وفد الرياض في مشاورات السويد اليوم الاحد، الجلسة الخاصة بلجنة الأسرى والمفقودين، بحضور فريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر وفريق المبعوث الأممي مارثن غريفيث دون إبداء الأسباب بعد تلقيه اتصالاً هاتفياً.

وقال ممثل اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى في مشاورات السويد، عبدالقادر المرتضى، "كنا جاهزين اليوم لتبادل الكشوفات حسب الوقت المحدد والمتفق عليه إلا أن وفد الرياض طلب التأجيل إلى يوم غد، مشيراً إلى أن اتفاق تبادل الأسرى محدد بآلية تنفيذية مزمنة."

ومنذ بداية التفاوض والنقاش حول الأسرى، والحكومة المستقيلة ترفض كل الحلول المقدمة لإنهاء هذا الملف الإنساني، الأمر الذي يؤكد عدم اكتراثها بأسراها وقدم الوفد الوطني مراراً وتكراراً خلال مفاوضات جنيف والكويت مبادرات تقضي بالإفراج المتبادل لكافة الأسرى من الجانبين، إلا أن حكومة هادي كانت تكتفي بالمطالبة بإطلاق سراح أربعة أسرى فقط؛ (ناصر منصور هادي شقيق المستقيل عبد ربه منصور هادي وفيصل رجب ، ومحمود الصبيحي والقيادي الإصلاحي محمد قحطان)، ضاربين بمشاعر أهالي المئات من أسراهم عرض الحائط.

وفي الوقت الذي استمر الاهمال والاستهتار طويلا من جانب مسؤولي حكومة هادي تجاه الأسرى التابعين لهم، كانت القوى الوطنية اليمنية أشد حرصاً وأكثر اهتماماً على إطلاق سراح جميع الأسرى بمن فيهم أسرى أعداءهم الذين لم تكترث لهم قياداتهم ولم تهتم بشأنهم.

وظل الوفد الوطني متمسكاً بمبادرة إطلاق جميع الأسرى من الجانبين دون عنصرية أو انتقاء أسماء معينة، حتى تم التوقيع على "الكل مقابل الكل"، ليحققوا بذلك انتصاراً للجميع؛ لأسرى الجيش واللجان من جهة، وأسرى مرتزقة العدوان المنسيين من جهة أخرى.

وكدليل على حسن النية، ذكرت مصادر يمنية ان الجانب اليمني سهل اتصال بعض الاسرى السعوديين باهاليهم. بعد ان طلبت السعودية خلال المشاورات التأكد من ان هولاء الاسرى لازالوا على قيد الحياة.

وفي سياق متصل قال رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام في مقابلة مع قناة العالم ان وفد الرياض ليس جاهزا لحد الان بشأن تبادل الاسرى، معربا عن استعداد الجيش واللجان الشعبية للإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين في عملية تبادل شاملة.

واكد عبد السلام وجود تدخل اميركي سعودي اماراتي في المشاورات، معتبرا ان مجازر العدوان في ظل مشاورات السويد تثبت ان العدوان غير جدي بالوصول الى حل، وهي محاولة لنسف المشاورات وجهود الأمم المتحدة.

وبين رئيس الوفد أن مطار عدن لا يخضع لسلطات ما تسمى الشرعية، مؤكداً ان إغلاق مطار صنعاء يعد جريمة حرب غير مبررة.

وكان الوفد الوطني قدم في وقت سابق مبادرة بإيقاف القتال في كامل جبهات تعز إلا أن وفد الرياض رفض المبادرة.

كما اشترط وفد الرياض لفتح مطار صنعاء أن تخضع رحلاته للتفتيش في مطاري عدن وسيئون، فيما اكد الوفد الوطني ان مطار سيئون غير مؤهل للرحلات الدولية ومطار عدن غير آمن وكلاهما يخضعان لهيمنة الاحتلال.

وبحسب الوفد الوطني ان وفد الرياض لا يمتلك القرار ولا يؤتمن في نقل ما جرى للسعوديين والإماراتيين وهذه مشكلة ومعيقة للتقدم في المشاورات.

وفي السياق، اكدت الخارجية الايرانية دعمها لانجاز المشاوات اليمنية -اليمنية دون تدخلات الاجانب، قائلة ان ايران تامل بان تعمل الاطراف اليمنية عبر اتخاذ نهج مستقل وسلمي في اطار المحادثات الوطنية بين الاطراف اليمنية، على منع تدخلات وعراقيل الاجانب الطامعين ومثيري الحروب، وذلك من اجل انهاء معاناة وآلام الشعب اليمني المضطهد والمظلوم.

وباعتقاد المراقبين ان الطرف الخاسر في هذه المشاورات هي دول العدوان فهي لم تجد ما يعوض خسارتها الا بالدفع بمرتزقتها للتصعيد في جبهة نهم للضغط على الوفد الوطني علهم يحصلون من وراء ذلك على مكسب سياسي يعوضون من خلاله انتكاساتهم العسكرية المتكررة في كل الجبهات وتحديدا جبهة الساحل الغربي وكذلك لتعويض انتكاساتهم السياسية والتي اصبحت محط سخرية الرأي العام العالمي.

ويرى المحللون ان سفر الوفد المفاوض الى السويد لا يعني وقف العدوان ورفع الحصار وخروج المحتل الإماراتي والسعودي والأمريكي والصهيوني من الأراضي اليمنية وفتح المطارات ومحاكمة مجرمي الحرب على اليمن من قيادات السعودية والإمارات وتحالفهما في المحاكم الدولية وتعافي الوضع الصحي والإنساني في اليمن وعودة 3مليون يمني نازح الى مناطقهم وتحرير الاسرى والمعتقلين، بل الحقيقة هي ان أميريكا مازالت شهيتها مفتوحة وجائعة للبترودولار السعودي.

والمنظمات الغربية تجد في مآسي اليمن أرضية مناسبة للترويج لمشاريعها التي تدر عليها ذهبا وفضة وأنه يجب علي اليمنيين ان ينتبهوا لمؤامرتهم هذه التي تستند على تخدير الشعب بأكذوبة قديمة مفادها (المفاوضات لايقاف الحرب).