ترامب الرئيس الأكثر جدلاً في تاريخ الولايات المتحدة

ترامب الرئيس الأكثر جدلاً في تاريخ الولايات المتحدة
الإثنين ١٠ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٢٢ بتوقيت غرينتش

كأن ما يجري هذه الأيام في أروقة البيت الأبيض من صراعات واستقالات وإقالات وتحقيقات فساد باتت تكشف حقيقة إدارة الرئيس الأكثر جدلاً في تاريخ الولايات المتحدة، دونالد ترامب.

العالم_تقارير

ادارة ترامب عصفت بها الاستقالات والإقالات والانسحابات الهادئة، كما يصفها مراقبون، كان منها رينس بريبوس، كبير موظفي البيت الأبيض، الذي أقاله ترامب بثلاث تغريدات، وهو الرجل الذي كان له الفضل في إقناع كبار مندوبي الحزب الجمهوري في انتخاب ترامب، عندما كان رئيساً للجنة الوطنية للحزب.

كما كان لبريبوس دور مؤثر داخل إدارة ترامب، لكن ذلك كله كان قبل مجيء أنطوني سكاراموتشي، مدير الاتصالات الجديد للرئيس الأمريكي، الذي أثار دخوله البيت الأبيض الكثير من الاعتراضات، والتي أدّت إلى استقالة الناطق باسم ترامب، شون سبايسر.

كما اعترض كبير موظفي البيت الأبيض، على تعين سكاراموتشي، الأمر الذي دفع بالأخير عقب تعيينه إلى الانتقام منه، وهاجمه في محادثة هاتفية مع مجلة "نيويوركر" مستخدماً لغة جارحة، ووصفه بأنه مريض بـ "الشك والفصام".

كما اتهمه سكاراموتشي بتسريب معلومات إلى الصحافة حول تحقيقات الكونغرس بشأن مزاعم تدخّل موسكو في الانتخابات الرئاسية، وتسريب قد حدث لنموذج الكشف المالي للحكومة، وهي الاتهامات التي يبدو أنها ساهمت بإقالته.

وضجّت بعد ذلك وسائل إعلام أمريكية باستقالة وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، من منصبه؛ بسبب خلافه مع ترامب، والعقليّة التي يعمل بها، ما يعكس -بما لا يدع مجالاً للشك- أن المؤسسات الأمريكية تعاني من حكم ترامب.

فلم يمنع مرض السرطان، الذي يعانيه كبير قياديي الحزب الجمهوري، جون ماكين، من الوقوف بوجه ترامب في مجلس الشيوخ وانتقاده ووصفه بالندّ، وبأنه لم يقدّم شيئاً لأمريكا خلال الأشهر الستة الأولى من حكمه.

كما كان صوت ماكين حاسماً في إسقاط "قانون ترامب للرعاية الصحية"، الخميس 27 يوليو الماضي، والذي كان اقترحه الرئيس الأمريكي عوضاً عن قانون "أوباما كير"، الذي يكيل له ترامب الكثير من الاتهامات والانتقادات.

وبعد أن أدلى بصوته، حث ماكين الجمهوريين على الوقوف في وجه ترامب، وقال وسط تصفيق زملائه: "نحن لسنا مرؤوسين للرئيس ولكنّنا أنداد".

كما انتقد السيناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، هو الآخر، مشروع ترامب الصحي، وقال إنه لن يصوّت على "قانون هشٍّ" يمسّ حياة ملايين الناس، في إشارة واضحة إلى أن ترامب فشل في إيجاد البديل المناسب لقانون "أوباما كير"، الذي يخدم 20 مليون شخص، ولطالما وصفه ترامب بـ "الفاشل".

و قيل أن سلوك الرئيس الأمريكي تعرّض لانتقادات من قبل الأصدقاء قبل الخصوم، فربما يعتقد أنه فوق السياسة أو فوق القانون. هذا ما قالته الصحفية و الخبيرة في الشأن الأمريكي كندة قنبر وأضافت أن ترامب يدفع بالمنظومة الدستورية إلى الدمار، ليس بسبب بذاءة لسان مساعديه وعدم لباقتهم، مثل سكاراموتشي، ولكن لأنه لم يفهم كيف تعمل المنظومة الأمريكية.

وترى الفايننشال تايمز أن جميع ما قام به منذ توليه الحكم لا قيمة له، باستثناء سياسته مع الصين، وكل يوم يحمل معه نصيباً من سلوك ترامب وتعليقاته؛ بداية من انسحابه من اتفاقية باريس حول التغيّر المناخي، وصولاً إلى تدخّله غير الموفّق في أزمة الخليج الفارسي، وتعليقاته على حلف شمال الأطلسي (الناتو).

و قالت قنبر أن ترامب "شخص منتهٍ"، متوقّعة أنه "إما لن يكمل ولايته، أو لن يعاد انتخابه في العام 2020، مع كل هذا التخبّط في البيت الأبيض، وفي سياسته الداخلية والخارجية".

لكن في نفس الوقت، لفتت إلى أن الرئيس ترامب يحاول إعادة ترتيب وصياغة فريق عمله، وقد تجلّى ذلك بإقالة كبير الموظّفين، بريبوس، وتعيين وزير الداخلية، الجنرال المتقاعد جون كيلي، خلفاً له. وإن ترامب سعى من خلال تعيين بريبوس لتنفيذ أجندته التشريعية، وخاصة التي تتعلّق بـ "أوباما كير"، والجدار مع المكسيك، والهجرة، ولكن الحرب التي يواجهها ترامب في الكونغرس، والخلافات بين بريبوس وبين صهر ترامب، جاريد كوشنر، بدّدت ذلك.

وأوضحت أن ترامب ربما يكون وجد ضالّته بجون كيلي، الجنرال المتقاعد والمتنفذ في مسائل الدفاع والأمن القومي، والذي يأمل منه كذلك أن يساعد في القضايا التي فشل سلفه بتمريرها في الكونغرس.

لكن في الوقت نفسه، لم تتوقع قنبر أن يقدم كيلي الكثير؛ بسبب وجود "نوع من السطوة العائلية في الإدارة، والتأثير الكبير من قبل صهر ترامب كوشنر وابنته إيفانكا".

في خطوة تشكل منعطفاً في السياسة الأمريكية، أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الأربعاء ال 24 من يناير 2018 استعداده للإدلاء بشهادته تحت القسم أمام المحقق الخاص روبرت مولر، الذي يحقق في التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016.

وأضاف ترامب للصحفيين في البيت الأبيض: "أود أن أنجزه في أقرب وقت ممكن، أنا أتطلع لها حقاً، سأدلي بها تحت القسم"، مشيراً إلى أن "تحديد موعد مؤكد للقاء سيخضع لمحامي البيت الأبيض".

وعلى الرغم من أن ترامب سبق أن تعهد بالتعاون مع تحقيق مولر، فقد جاء تأكيده الأخير في الوقت الذي يصعد فيه البيت الأبيض وحلفاؤه في الكونغرس الهجوم على مصداقية التحقيق، ولم يوضح ترامب نفسه ما إذا كان سيجيب عن الأسئلة.

فريق المحقق الخاص استجوب ضباطاً كباراً بالمخابرات الأمريكية، بينهم مدير وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) مايك بومبيو الذي _ أصبح بعد ذلك وزير الخارجية الأمريكي_، بشأن ما إذا كان ترامب حاول عرقلة العدالة في التحقيق بشأن التدخل الروسي.

واستجواب من هذا القبيل دليل آخر على أن تحقيق مولر الجنائي في التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات، والتواطؤ المحتمل من جانب حملة ترامب، يشمل بحث أفعال الرئيس بخصوص التحقيق.

ووجه الادعاء العام الأميركي اتهامات لـ 12 ضابطا روسيا في الاستخبارات باختراق أنظمة الانتخابات الأميركية الرئاسية عام 2016.

وشدد الادعاء في 13 يوليو/تموز المنصرم على أن المجموعة الروسية تآمرت على اختراق أجهزة الحاسوب الخاصة بلجان الانتخابات الولائية، وأمناء الدولة وشركات تزويد البرمجيات والتقنيات ذات الصلة بإدارة الانتخابات. وتعرض ترامب لضربتين قضائيتين في أغسطس/آب الحالي، فقد أدين بول مانافورت الرئيس السابق لحملته بالتهرب الضريبي، وكان لهذا القرار بعد خاص لأنها أول محاكمة مرتبطة بالتحقيق الذي يجريه مولر.

كذلك، أقر محاميه الشخصي السابق مايكل كوهين بالتهرب الضريبي وانتهاك القوانين حول تمويل الحملات الانتخابية، من دون أن يكون لذلك صلة بالتحقيق في شأن روسيا.

أشارت ملفات في قضايا تتعلق بحملة الانتخابات الرئاسية في 2016 إلى نقاط قد تسبب مشكلات لترامب من بينها ما إذا كان قد أصدر تعليمات بدفع مبالغ لامرأتين خلال الحملة كي تلتزمان الصمت بشأن علاقات معهما. وسعى ممثلو الادعاء الاتحادي إلى إصدار حكم بالسجن على مايكل كوهين محامي ترامب لفترة طويلة بسبب التهرب من الضرائب، ودفعه أموالا لممثلة أفلام إباحية ونجمة سابقة لمجلة بلاي بوي بناء على طلب ترامب

وقال النائب الديمقراطي الأمريكي جيرولد نادلر لمحطة "سي إن إن"، إنه إذا ثبت أن هذه المبالغ تمثل انتهاكا للقواعد المالية للحملة الانتخابية فستكون أساسا لمساءلة الرئيس. وأضاف نادلر الذي سيرأس اللجنة القضائية عندما يتولى الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب في يناير/ كانون الثاني "حسنا ستكون مخالفات تستحق المساءلة".

وبموجب القانون الأمريكي يتعين كشف المساهمات في الحملة الانتخابية. ويحدد القانون هذه المساهمات بأنها أشياء ذات قيمة تقدم لأي حملة انتخابية من أجل التأثير على الانتخابات. ويجب ألا تتجاوز مثل هذه المساهمات 2700 دولار لكل شخص.

ووفقا لـ"رويترز"، لم يرد البيت الأبيض على طلب للتعليق. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، إن كوهين كذب مرارا وإن هذا الملف غير مهم.

و ذكرت "صحيفة واشنطن بوست"، أن مواطنين روس، كانوا على اتصال مع ما لا يقل عن 14 مساعدا للرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال حملته الانتخابية للرئاسة الاميركية عام 2016، وبعد تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة.

اسابيع قليلة تفصل الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن حملة دستورية وسياسية تضعه في مهب الريح، حيث يتحضر الديمقراطيون الذين سيستلمون الاغلبية في مجلس النواب أول العام، لشن حرب على ترامب على ضوء التحقيقات التي اعلن اجزاء منها رئيس التحقيق روبرت مولر، حول ما يعرف بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية قبل عامين.

افادة مايكل كوهين محامي ترامب السابق تشكل محورا رئيسيا في هذه الحملة، خاصة وانها تتعلق بدفع اموال لاسكات اشخاص بأمر من ترامب نفسه، ما يعني ان ترامب احتال على الشعب الاميركي كما اكد عضو مجلس النواب جيري نادلر.

وقال نادلر:"ما تظهره هذه الاتهامات والإيداعات هو أن الرئيس كان في قلب عملية تزوير كبيرة - عدة عمليات احتيال كبيرة ضد الشعب الأمريكي. وعلينا معرفة مدى تورط الرئيس من اجل محاسبته. وهذه الامور تشكل تهم جرائم حتى لو حصلت قبل ان يكون ترامب رئيسا لانها خدمت وصوله الى المنصب".

تورط ترامب في عمليات دفع رشاوى لسيدات مقابل اسكاتهن حول علاقات مشبوهة معه قد تدفع باتجاه محاكمته مجرد خروجه من البيت الابيض وهو ما يبدو ان الديمقراطيين جادون في الذهاب فيه حتى الاخير.

وقال النائب الديمقراطي، ادم شيف:"هناك احتمال حقيقي انه في اليوم الذي يترك فيه دونالد ترامب منصبه يمكن لوزارة العدل أن توجه الاتهام إليه ويكون أول رئيس يواجه احتمال حقيقي بالسجن. كل الحجج التي قدمها المحققون ضد مايكل كوهين كانت مترافقة تماما مع ما وصف بالفرد رقم واحد اي الرئيس الاميركي".

ترامب لم يجد سوى مدير السي آي إي السابق جيمس كومي لمهاجمته، حيث وصفه بالكذاب بعد افادته امام الكونغرس التي اكد فيها تورط ترامب في قضية التدخل الروسي بالانتخابات.