اين الحقيقة من ملف خاشقجي؟

اين الحقيقة من ملف خاشقجي؟
الثلاثاء ١١ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٥٥ بتوقيت غرينتش

منذ ان دخل الكاتب والصحفي السعودي، جمال خاشقجي يوم الثلاثاء الثاني من أكتوبر 2018 الى قنصلية بلاده باسطنبول التركية، وحتى الاعتراف المنقوص السعودي بقتله والاعترافات المتتالية التي باتت اشبه بالمهزلة، تم الكشف عن حقائق هي اشبه برأس جبل الجليد.

العالم - قضية اليوم

بداية نفت السعودية جملة وتفصيلا وجود الصحفي في قنصليتها مدعية بانه اكمل عمله وخرج منها. لكن العيون التي كانت لها بالمرصاد، الكترونية كانت أم وبشرية، ارغمتها على الاعتراف لاحقا بموته في القنصلية اثر شجار، وفي وقت لاحق أيضا بقتله ولكن ليس عن سبق اصرار بل اثر تصرفات آنية قامت بها مجموعة غير منضبطة كانت مهمتها احتوائه بحسب المزاعم السعودية وأعادته الى البلاد . ولم تقف الاعترافات عند هذا الحد بل وصلت الى الاعتراف بأن الجريمة ارتكبت وفق مخطط مسبق ولكن دون علم الجهات العليا، ليتم تجريم بعض الاشخاص الهامشيين الذين لا يقومون بخطوة الا بوامر مباشرة من جهة عليا فكيف بقتل شخحصية اعلامية وتقطيع اوصاله وتغييب جثته وليس في سجونهم السرية بل في بلد اخر وفي مبنى دبلوماسي. فهل يعقل ان يقوم هؤلاء بهذه الخجطوة دون اوامر ، وهم ليس لديهم لا ناقة ولاجمل .

الاعترافات السعودية السابقة واللاحقة والتي سادتها التناقضات، اثارت استياءا دوليا كبيرا جعل البعض يأمل بأن يتم الكشف عن جميع خفايا وملابسات هذه الجريمة البشعة التي ارتكبتها حكومة تتصور ان بامكانها القيام بكل شيء باموال السحت المتراكمة لديها. لكن السمسرة لها دورها في الوقت الحاضر على الصعيد الدولي خاصة بعد تسنم شخصيات لسدة الحكم مثل ترامب ، ينظرون الى كل شيء بمنظار ربحي ولا قيمة للانسان والحقيقة لديهم ابدا، فما دام شراء الاسلحة ماض على قدم وساق من قبل البقرة الحلوب فان قتل الناس وتقطيعهم عملية فيها نظر.

هذا على الجانب الذي يحاول حلب البقرة الحلوب ويجعل سيفه مسلطا على راس آل سعود لاسيما اميرهم الغر حتى لا يدور في خلده ابدا ان بامكانه اتخاذ قرار بمفرده ومن منطلق الاستقلالية دون أن يراجع سادته . اما الجانب الذي يحاول فرض املاءاته ورؤيته سياسيا بل ودينيا على الصعيد الاقليمي والاسلامي، فهو ايضا ادلى بدلوه في هذا الملف وجند كافة امكانياته للتعتيم على المعلومات الثمينة التي بحوزته ومن ثم التقطير بها خدمة لمصالحه، والتسجيلات الجديدة التي يتم الحديث عنها بين حين واخر واخرها وليس اخيرها تسجيلات "سي ان ان" هي جزء من هذا المخطط .

اذا كما قلنا بداية ان هذه التسجيلات وما قبلها وما سيتم نشرها لاحقا بحسب المراقبين، هي بمثابة رأس جبل الجليد الذي يكشف جزءا ضئيلا من شيء هو اعظم ، الجريمة ، الخسة ، الدناءة ، التجارة بابشع صورها ، الاستغلالية وبالتالي العبودية . وان كشفت التسجيلات الجديدة عن شي فهو ان عملية الابتزاز لازالت جارية، ولكن هل سيقبل الراي العام بمواصلة هذه المهزلة؟ .

ختاما نبغي القول انه سواء بقي الامير الغر في السلطة او تمت ازاحته قسرا ، وسواء تم تحميله مسؤولية جريمة القتل او تبرئته صوريا، فهو مجرد دمية يجري تحريكها على مسرح السياسة الدولية بخيوط عديدة ، يمسك بها كل من هبّ ودبّ نظرا الى الاخطاء الصبيانية بل الحمقاء التي ارتكبها في كل مكان ، داخليا وخارجيا وسياسيا واجتماعيا . فهل ستطول هذه الايام ام ان هناك ما يبيت لانهاء هذه الحقبة السلمانية التي اوصلت السعودية الى الحضيض؟ الايام القادمة كفيلة بالرد على هذا السؤال خاصة بعد نشر الافلام والصور التي تظهر المنافسين على العرش مجتمعين في مكان واحد، يتسامرون وقد يخططون .

احمد سعيد / العالم