فوبيا السترات الصفراء تؤرق السلطات المصرية!

فوبيا السترات الصفراء تؤرق السلطات المصرية!
الأربعاء ١٢ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٥٠ بتوقيت غرينتش

بينما تشهد فرنسا موجة احتجاجات غير مسبوقة اشعل فتيلها اصحاب السترات الصفراء تنديدا بارتفاع اسعار الوقود وتكاليف المعيشة والاصلاحات الضريبية التي سنتها حكومة الرئيس ايمانويل ماكرون، باتت العديد من الدول في شمال أفريقا وعلى وجه التحديد مصر تشعر بقلق من انتقال حمى الاحتجاجات الى بلدانها.

العالم - تقارير

و في هذا السياق وجّهت السلطات المصرية، أمرًا يحظر من خلاله أصحاب المتاجر من بيع "السترات الصفراء"، التي باتت رمزًا للاحتجاجات التي انطلقت في العديد من الدول الأوربية.

وحسب مصادر اعلامية ، فإنّ السلطات المصرية طلبت من بائعي منتجات حماية العاملين في مصر حظر بيع السترات الصفراء خوفًا من اندلاع مظاهرات مشابهة لحراك السترات الصفراء الجاري منذ عدة أسابيع في فرنسا.

وأكد أحد مستوردي السترات الصفراء، طالباً عدم ذكر اسمه: «منذ أسبوع جاءتنا تعليمات من الشرطة ببيع السترات الصفراء للشركات فقط وعدم البيع للأفراد.

وقال أكثر من 7 تجار يبيعون هذه السترات في شارع رئيسي وسط القاهرة لوكالة الصحافة الفرنسية إن بيعها أصبح «ممنوعاً بتعليمات من الشرطة»، وطلبوا جميعاً عدم الإفصاح عن هوياتهم.

وأوضح أحدهم: «يمكنني أن أبيع فقط في حالة حصول المشتري على موافقة من قسم الشرطة في المنطقة». ووافق تاجر آخر على البيع، لكنه أخفى السترة الصفراء بسرعة في كيس بلاستيكي أسود، مؤكداً أن «البيع ممنوع بتعليمات من الشرطة، وصار بيعها أخطر من بيع المخدرات».

وقال صاحب محل آخر: «إن بيع هذه السترات ممنوع، مرّ علينا مسؤولون من جهاز الأمن الوطني وطلبوا عدم البيع للأفراد؛ لأنهم يخشون من أن تصل عدوى التظاهرات التي تشهدها فرنسا إلينا هنا».

ورفض صاحب متجر مجاور البيع، وقال: «لا يوجد»، ثم استطرد: «ممنوع بيعها». ورداً على سؤال حول سبب المنع، أضاف: «اسألوا رئيس قسم الشرطة أو اسألوا رئيس الدولة».

ولم يتسن الحصول على تعقيب من المتحدث باسم وزارة الداخلية المصرية الذي لا يجيب على هاتفه.

وتخضع التظاهرات في مصر لقيود شديدة بموجب قانون صدر في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 بعد بضعة أشهر من إطاحة محمد مرسي من قبل الجيش في تموز/يوليو من العام نفسه. وشنت السلطات حملة قمع شديدة ضد جماعة الإخوان المسلمين بعد إطاحة مرسي، وامتدت تلك الحملة في السنوات التالية إلى الناشطين السياسيين من كل الأطياف، وأدت إلى إسكات كل المعارضين.

ويأتي فرض قيود على السترات الصفراء قبل عدة أسابيع من الذكرى الثامنة لثورة 25 كانون الثاني/يناير التي أطاحت الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك التي تتحسب السلطات باستمرار من أن تواكبها أعمال احتجاجية.

اعتقال محاميا مصريا عقب ارتدائه سترة صفراء

ألقت السلطات المصرية، فجر الثلاثاء، القبض على حقوقي مصري معروف في مدينة الإسكندرية، وذلك عقب ظهوره في مواقع التواصل الاجتماعي وهو يرتدي سترة صفراء، حسبما أكده نشطاء حقوقيون.

وأكدت المحامية والحقوقية ماهينور المصري أن زميلها المحامي محمد رمضان قد جرى اعتقاله، اليوم، وعرضه على النيابة العامة بسبب نشره صورة لسترة صفراء على حسابه في “فيسبوك”.

وكتبت المصري أن محمد رمضان قد ظهر بمقر النيابة وأن التحقيق لم يبدأ معه بعد، لكنها أكدت بشكل مبدئي أن السبب راجع لموضوع السترة الصفراء، مشيرة إلى أن الضباط الذين ألقو القبض عليه واجهوه بها.

وفي السياق ذاته، قال المحامي أحمد مفرح إن النظام المصري لم يتوقف عند منع بيع السترات الصفراء بل صارت لديه “فوبيا” ضد من يرتدونها، مؤكدا اعتقال زميله محمد رمضان للسبب ذاته، فجر اليوم.

السؤال الذي يطرح نفسه هو، هل حظر بيع السترات الصفراء الذي اعتمدته السلطات المصرية كاجراء وقائي لعدم نقل العدوى، قرار صائب لمنع شن احتجاجات مماثلة لاحتجاجات باريس ويضمن اسكات الشعب وعدم المطالبة بحقوقه؟