ماذا قالت الفلسطينية أبو حميد بعد هدم الاحتلال لمنزلها؟

ماذا قالت الفلسطينية أبو حميد بعد هدم الاحتلال لمنزلها؟
السبت ١٥ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٩:٥٧ بتوقيت غرينتش

لم تبكِ السيدة "أم ناصر" لطيفة أبو حميد (72 عاما) على منزلها المدمر بآليات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم الأمعري، قرب رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة. وسجلت "أم ناصر" موقفا مشرفا استحقت عليه لقب "خنساء فلسطين" و"أيقونة الصمود"

العالم - فلسطين
وعلى شرفة منزل مجاور لمنزلها المدمر جلست "أم ناصر" مرتدية الكوفية الفلسطينية، رغم البرد القارس، وانتشار كثيف للغاز المسيل للدموع، وقالت لمراسل الأناضول: لن يكسروا إرادتنا وصمودنا، سنعيد بناءه من جديد، للمرة الثالثة واضافت بفخر: "قدمت أبنائي بين شهيد ومعتقل، هُدم منزلي مرتين وهذه الثالثة، ولم أنكسر".
وخاطبت رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قائلة: "مهما فعلت وهدمت لن تخيفنا". واكدت "بيتي فداء لفلسطين، أنا قوية ولن أستسلم، أبنائي يعلمون ذلك".
وترفض السيدة العيش في مكان آخر، وتقول إنها ستنصب خيمة على ركام منزلها وتعيش داخلها.


وفي ساعة مبكرة من فجر السبت، داهمت قوة عسكرية إسرائيلية منزل "أبو حميد"، وفجرته بعد إخلائه من عشرات المتضامنين المعتصمين داخله في محاولة للدفاع عنه، واعتدت القوات الإسرائيلية على المتضامنين بالضرب ورشتهم بغاز الفلفل، واعتقلت عددا منهم. واندلعت مواجهات بين عشرات الشبان والقوات الإسرائيلية في محيط المنزل، استخدم خلالها الجيش الرصاص الحي والمطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع، في حين رشق شبان القوات بالحجارة وأشعلوا النار في إطارات مطاطية. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقهما قدمت العلاج لعشرات المصابين بالرصاص المطاطي والاختناق، ونقل 6 منهم للعلاج في مجمع فلسطين الطبي برام الله.


وللسيدة "أم ناصر" 9 أبناء اعتقلوا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ولا يزال 5 منهم في السجون، محكوم عليهم جميعا بالسجن مدى الحياة، واستشهد أحد أبنائها برصاص الاحتلال عام 1994. ويتهم كيان الاحتلال أحد أفراد العائلة، وهو المعتقل إسلام أبو حميد، بإلقاء لوح رخامي على جندي إسرائيلي خلال عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم الأمعري، مطلع أيار/ مايو الماضي، ما أدى إلى مقتله.


و"أبو حميد" فلسطينية لاجئة من قرية أم شوشة قرب الرملة (وسط الأراضي المحتلة عام 48)، وتسكن مخيم الأمعري للاجئين الفلسطينيين قرب رام الله، وسط الضفة الغربية، ومنذ 30 عاما والسيدة تتنقل بين السجون الإسرائيلية لزيارة أبنائها المعتقلين. وتشير السيدة إلى أنها كبقية الأمهات تحلم بالعيش بأمن وسلام مع أبنائها، وقالت: "عشنا مرارة اللجوء، طردنا من قرانا عام 1948، ولا يزال الاحتلال يواصل التنكيل والتضييق". وتساءلت "من هو الإرهابي القاتل؟؟ الذي هجر شعبنا، ويطارده في كل يوم، أم سيدة تسكن في منزل بمخيم للاجئين؟"، وخرجت "أم ناصر" من منزلها بحقيبة يدوية فقط، وتركت خلفها كل ذكرياتها، بحسب قولها.


بدوره، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية وليد عساف، للأناضول، إن هناك قرارا بإعادة بناء منزل أبو حميد، منددا بعملية هدم الاحتلال للمنزل.


وقال عساف إن "الحكومة الإسرائيلية تتصرف كعصابة، وتسرق وتداهم وتهدم المساكن، ولن تثنينا عن الاستمرار في المقاومة"، مضيفا أننا "أرسلنا رسالة للاحتلال بأننا ندافع عن منازلنا وحقوقنا بالمئات".


وهدم جيش الاحتلال الإسرائيلي المنزل عام 1994، كما أنه هدم منزلا آخر للعائلة عام 2003.