شاهد بالفيديو..

كشف تفاصيل مؤامرة سعودية-اماراتية لغزو قطر في 1996

الإثنين ١٧ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٨:٤٤ بتوقيت غرينتش

كشف بول باريل –وهو زعيم جماعات مرتزقة فرنسية- عن تفاصيل خطة غزو عسكري لدولة قطر كان أشرف على قيادتها بدعم مباشر من الإمارات والسعودية والبحرين عام 1996، بعد فشل محاولة الانقلاب على نظام الحكم في قطر في ذلك العام.

العالم-قطر

وتمكن مقدم برنامج "ما خفي أعظم" تامر المسحال من إجراء لقاء حصري مع بول باريل، الذي يظهر للمرة الأولى للحديث عن هذا الملف الذي بقي طي الكتمان والسرية طوال عقود.

وأفاد المسحال بأنه حاول لقاء باريل خلال إنتاجه لحلقتين سابقتين عن محاولة انقلاب 1996 لكنه لم يوفق حينها، ثم تمكن بعد أشهر من الوصول إلى طرف خيط قاده إلى باريل.



الدعم الإماراتي

وفي شهادته للبرنامج الذي بثته الجزيرة مساء الأحد؛ قال باريل إن الإمارات وفرت له دعما كبيرا لتنفيذ العملية، إذ استضافته سلطاتها هو وفريقه في فندق إنتركونتننتال بالعاصمة أبو ظبي حيث تم تخزين أسلحة كثيرة فيه.

كما مُنح باريل وفريقه جوازات سفر رسمية إماراتية لتسهيل تحركاتهم بعيدا عن الأنظار، مؤكدا أن ولي عهد أبو ظبي الحالي الشيخ محمد بن زايد -الذي كان يشغل حينها منصب رئيس الأركان- هو من منحهم هذه الجوازات.

وأضاف أنه اصطحب أربعين من فريقه المدربين على درجة عالية في مجالات عسكرية مختلفة للاستعداد لتنفيذ الهجوم، وأنه استفاد -في التحضير للعملية- من خبرته وعلاقاته السابقة مع المسؤولين في كل من الإمارات والسعودية، حيث قاد عام 1979 عملية القضاء على تمرد حركة جهيمان داخل الحرم المكي الشريف.

خطة الغزو

وعن خطة العمل؛ أوضح باريل أن الأسلحة الثقيلة تم جلبها من مصر، في حين تم تدريب قوات مشاركة بينهم ضباط وعسكريون قطريون هاربون إلى الإمارات. وبينما تكفلت السعودية بإعداد مليشيات قَبَلية؛ كانت البحرين محطة لبّول باريل وفريقه لإدارة الاتصال والتنصت على كل ما يجري في الدوحة.

وكشف باريل عن مهمة استطلاعية خاصة وسرية قام بها هو شخصيا بدايات عام 1996، حيث تسلل عبر البحر إلى الدوحة وقام بعمليات تصوير للمناطق التي كانت من بين الأهداف؛ مثل بيت الأمير ومبنى التلفزيون ومقرات الأمن، وتم نشر هذه الصور -التي صورها بكاميرته في الدوحة حينها- لأول مرة خلال الحلقة.

ونجح باريل -كما يقول- في جلب 3000 عسكري من تشاد تم تسريحهم من الجيش بتوافق مع الرئيس التشادي إدريس دبي، مقابل مبلغ عشرين مليون دولار للمشاركة في عملية الهجوم على قطر. وكشف أن عملية الإعداد للهجوم كلفت في مجملها حوالي مئة مليون دولار.

نهاية العملية

لكن ما أثّر على سير تنفيذ العملية -كما قال باريل- هو اتصال الرئيس الفرنسي جاك شيراك حينها به شخصيا لإبلاغه بضرورة وقف أي "حماقة". أما الأمر الذي حسم وقف تنفيذ عملية الغزو فهو قرار الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني بإيقافها، بعد أن أبلغه باريل أن حصيلة القتلى قد تصل إلى ألف شخص جرّاء الهجوم، فقرر الشيخ خليفة حينها الانسحاب من المشهد.

وقال باريل إن الخطة لو تم تنفيذها لحصلت "مجزرة"، مشيرا إلى أن فريقه الخاص كُلّف بمهمة تأمين الشيخ خليفة وأيضا بإلقاء القبض على أمير البلاد حينها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والقضاء على الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير الخارجية آنذاك. هذا فضلا عن عدد من رموز السلطة والعائلة الحاكمة.

وفي نهاية الحلقة؛ كشف مقدم البرنامج تامر المسحال أن الوصول إلى بول باريل أتاح له فتح كثير من صناديق الأسرار التي تحفظ عليها الرجل لعقود، في إشارة إلى عزمه فتح ملفات أخرى مستقبلا ارتبط بها بول باريل.

جدير بالذكر كان باريل يشغل، قبل 30 عاماً، موقع الرجل الثاني في مجموعة التدخّل السريع في جهاز الشرطة، قبل أن يضع مواهبه بوصفه خبيراً أمنياً تحت تصرف مجموعات مسلّحة ورؤساء في أفريقيا.

وكان من مؤسّسي قوات التدخل السريع، عام 1974، كما أسّس أول خلية لمكافحة الإرهاب في "الإليزيه"، أثناء ولاية الرئيس فرنسوا ميتران، قبل أن يتقاعد مبكراً ويؤسس عدة شركات أمنية وينتقل إلى أفريقيا ليكون مستشاراً في هذا الميدان.

وفي تسعينيات القرن الماضي، تعرّض بول باريل للملاحقة القضائية والتوقيف بتهمة قيامه بدور في المجازر العرقية التي وقعت في رواندا، قبل أن يسلّم نفسه للسلطات الفرنسية، في 2014.