هل سينجح الجنرال باتريك كاميرت في مهمته بالحديدة؟

هل سينجح الجنرال باتريك كاميرت في مهمته بالحديدة؟
الإثنين ١٧ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٤:٤٨ بتوقيت غرينتش

أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، تعيين الجنرال "باتريك كاميرت" رئيسًا لبعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة للإشراف على وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة. الجنرال الهولندي المتقاعد، من مواليد 11 أبريل 1950، وعمل كقائد لقوة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية الشرقية، كما كان مستشارًا عسكريًا للأمين العام للأمم المتحدة.

العالم-اليمن

قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث إن الجنرال المتقاعد باتريك كاميرت وافق على قيادة بعثة المراقبة الأممية، إلى الحديدة، وأنه قد يصل إلى المنطقة في غضون أيام. ولكن من هو الجنرال الهولندي وهل سينجح في مهمته؟

الجنرال باتريك كاميرت، من مواليد 11 أبريل 1950، وأمضى سنوات طويلة في مشاة البحرية الملكية الهولندية المتخصصة في عمليات حفظ السلام، كما قاد قوة بعثة الأمم المتحدة في إثيوبيا وإريتريا، أضافة إلى أنه عمل مستشارًا عسكريًا في إدارة عمليات حفظ السلام.

وفي 10 أكتوبر 2008، فاز كاميرت بجائزة كارنيجي والتر للسلام العالمي. وفي مطلع العام 2016، ترأس لجنة التحقيق بظروف الاشتباكات التي احتدمت في 17-18 فبراير 2016 في موقع حماية المدنيين ببعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان في مالاكال، وفي وقت لاحق من ذات العام، كلفه الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون، بتولّي تحقيق خاص مستقل في أحداث العنف التي وقعت في جوبا، جنوب السودان.

كما عمل مستشارا عسكريا في قسم حفظ السلام بالأمم المتحدة. وفي العام 2002 أصبح مستشارا عسكريا للأمين العام الأسبق كوفي عنان (الراحل).

وبعد الهجوم على المقر الأممي في بغداد عام 2003، أصبح مسؤولا عن تطبيق توصيات تقرير الأخضر الإبراهيمي لحماية منشآت وموظفي الأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم، وترأس عام 2006 أكبر عملية أممية لحفظ السلام في الكونغو.

وأثار تصريح غريفيث بتعيين كاميرت لقيادة بعثة المراقبة الأممية الى الحديدة، موجة تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي وصفته بـ"قائد قوات حفظ السلام"، الذي سيتسلم ميناء الحديدة ويشرف على وقف إطلاق النار.

وعبّر يمنيون عن مخاوفهم إزاء خطوة كهذه على اعتبار أن من شأنها إتاحة المجال للمزيد من التدويل للأزمة في اليمن. ورأى بعضهم أن تأمين خطوط الإمدادات عبر الحديدة، التي تعد الشريان اليمني، قد يطيل من أمد الحرب في الجبهات الأخرى الأقل أهمية بالنسبة للمجتمع الدولي، أو يرسّخ وضع الانقسام، بتطبيع حدود السيطرة حالياً بين المحافظات والمناطق المختلفة، ما لم تتزامن إجراءات الحديدة مع حلٍ شاملٍ وإجراءات تنفيذية تقود إلى إنهاء الحرب والعدوان السعودي.

من جهته كتب المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي على صفحته في فيسبوك "لقد انفتح الباب على تدخل أطراف عديدة في الساحة اليمنية الملتهبة، إذا استمرت الأمور على ما هي عليه من الفشل والانتكاسات غير المبررة"، على حد تعبيره.

وانتهز آخرون الفرصة وقالوا إن لجنة المراقبة هذه قد تكون تمهيدا لوصول قوات حفظ سلام دولية حقيقة.

من جهته قال عضو وفد حركة انصار الله في مشاورات السويد عبد الملك العجري إن الجنرال الهولندي سيصل إلى اليمن لقيادة الفريق الأممي بالتنسيق مع اللجنة المشتركة من الطرفين، التي شكلت خلال المشاورات (ثلاثة أعضاء من كل طرف).

وأكد العجري أنه لن يكون هناك أي قوات عسكرية على الأرض كما يجري الحديث عنه. وأضاف "إذا أتى الرجل ومعه مسدس سنأخذه منه.. الأمر مقتصر فقط على الإشراف".

في المقابل، قال عضو الحكومة المستقيلة في المشاورات اليمنية في السويد عسكر زعيل إنهم يرحبون بهذا الفريق الذي سترسله الأمم المتحدة.

ولفت زعيل في حديثه إلى أن هذا الفريق بطبيعته سيكون مشكلا من العديد من الدول، وفي معظمهم خبراء عسكريون، ومهامهم ستكون المراقبة والإشراف على الانسحاب من المدينة ومينائها.

وفي نفس السياق قال الخبير العسكري اليمني علي الذهب ان دخول قوات المراقبة الدولية -حتى إن لم يكن دورها في إطار مفهوم الأمن الخشن- يعني بلوغ الحرب مرحلة أخرى غير سابقتها، دون توقف الحرب في مناطق أخرى.

واعتبر أن الدور الأممي تجاوز مرحلة الجدل في أروقة مجلس الأمن إلى مرحلة الوجود الفعلي على الأرض، أيا كان شكل وطبيعة هذا الوجود.

ولفت علي الذهب إلى أن استدعاء وجود تلك القوات مرتبط في الواقع بالاتفاقات التي وقع عليها بين طرفي النزاع في السويد، وبذلك فإن نجاح المفاوضات بالنسبة للبمعوث الأمي مهد سريعا لوجودها وإرسالها.

وعن حقيقة المخاوف التي يبديها اليمنيون إزاء هذه الخطوة فهي منطقية عندما يتم التفكير بما قد ينجم عن وجودها طويلا أو إخفاقها في مهمتها، على حد تعبير الخبير العسكري.

ويضيف علي الذهب "في الحالتين ثمة تداعيات سلبية كثيرة بقطع النظر عن إيجابيات وجودها في إحلال السلام، ومن أبرز تلك المخاوف الممارسات غير السوية من قبل بعض أفراد هذه القوات، لا سيما أن بعضهم من جنسيات وثقافات مختلفة".

واعتبر أن وجودهم في مجتمع مسلم صارم في عاداته وتقاليده يطرح أسئلة كثيرة، إضافة إلى أن تلك القوات عطلت عمليا أي تقدم نحو مدينة الحديدة وفتحت طريق المواجهة في العمق، وهو ما قد يتسبب به أيضاً إخفاق القوات من تعقيد للصراع وتزايد العنف.

وبناء على ذلك سيصبح اليمنيون أمام خيار أممي آخر في إطار مفهوم الأمن الخشن بحسب الذهب، ولكن ليس عبر تحالف العدوان بقيادة السعودية والإمارات، ولكن قد يكون عبر قوات متعددة الجنسيات وتحت مبرر حفظ السلام.