فتح ترد على مبادرة هنية للمصالحة.. «لاءات ثلاثة» واحتقان على جمهور حماس

فتح ترد على مبادرة هنية للمصالحة.. «لاءات ثلاثة» واحتقان على جمهور حماس
الثلاثاء ١٨ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٣٠ بتوقيت غرينتش

بسيف اللاءات ردت حركة فتح على مبادرة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية للمصالحة الفلسطينية، صاحبه احتقان فتحاوي على الحشد الجماهيري الذي شارك بمهرجان إنطلاقة حماس الـ 31 في غزة.

العالم-فلسطين

هنية أطلق في خطابه بمهرجان الإنطلاقة، مبادرة للمصالحة الفلسطينية من 4 خطوات لمواجهة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية، والذهاب مباشرة للوحدة الوطنية، معلنا جهوزية حماس للذهاب الى أبعد مدى من أجل استعادة الوحدة.

أما الخطوة الأولى تحديد موعد الانتخابات العامة الرئاسية والتشريعي والمجلس الوطني ولو بعد ثلاثة أشهر، مؤكدا أن حركته جاهزة للذهاب للانتخابات، فضلا عن جهوزيتها من الآن للبدء بتطبيق اتفاقيات 2011 بكل ملفاتها الخمسة.

الخطوة الثانية التي أطلقها رئيس حماس، وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال في الضفة الغربية، مؤكدا أنه لا يجوز أن يستمر بأي حال من الأحوال، كما دعا هنية في الخطوة الثالثة لعقد اجتماع فلسطيني عاجل تشارك فيه القيادات من الداخل والخارج لبحث واقع القضية، وتحديد معالم الخطوات المستقبلية، قائلا: "وليكن في القاهرة؛ فهي عاصمة الجميع".

كما أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عن استعداده للقاء الرئيس عباس في غزة أو القاهرة أو أي مكان، للتباحث في ترتيب لقاء موسع للاتفاق على أجندات العمل الوطني للمرحلة المقبلة، واستراتيجية وطنية تحدد مسارات القضية.

وشدد على أن حركة حماس رسّخت الشراكة في العمل الوطني سياسيًا وميدانيًا بمسيرات العودة، وعسكريًا بغرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة.

وفي الخطوة الرابعة، أكد هنية أن حماس ستعمل على تعزيز وتوثيق علاقتها بالمحيط العربي والإسلامي، وحيّا كلًا من مصر وقطر وإيران والكويت والجزائر ولبنان وتركيا، وغيرها من الدول، على وقوفها إلى جانب شعبنا ومقاومته.

الفصائل الفلسطينية باركت مبادرة هنية، واصفة خطابه بـ "الوطني والذي يحمل خطة إيجابية جدا لمسار إنهاء الانقسام الفلسطيني"، وطالبت رئيس السلطة محمود عباس وحركة فتح لالتقاط المبادرة، والانضمام للإجماع الفصائلي.

لكن رد فتح الذي سرعان ما خرج على لسان الناطق باسمها عاطف أبو سيف، حمل لاءات ثلاثة مع احتقان داخلي على الحشد الكبير المشارك في مهرجان الانطلاقة.

أبو سيف قال في حديث لوكالة "شهاب"، "إن الأساس لأي لقاء بين عباس وهنية أن يكون تتويجا لإنهاء الانقسام"، مضيفا: "لسنا مع اللقاءات من أجل اللقاءات، وعلى حماس إنهاء الانقسام عبر تنفيذ الاتفاقيات بشكل كامل".

وردا على دعوة هنية بإجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية ومجلس وطني بعد 3 أشهر، قال أبو سيف: "الحديث عن الانتخابات يكون بعد تمكين الحكومة، لأنها هي من ستشرف عليها، مكنوا الحكومة ثم ننظر في مستقبلها".

وعلّق أبو سيف على الحشود المشاركة في مهرجان انطلاقة حركة حماس، قائلا: "لا يمكن مقارنتها بمليونية فتح"، مباركا لحماس ذكرى انطلاقتها.

ولقي رد فتح السلبي استنكارا فصائليا، حيث قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، "كنا نود أن تكون الإجابة من فتح على خطاب هنية أكثر إيجابية، وأن تلتقط المؤشرات الوحدوية من الأخ إسماعيل هنية، لكن فتح لا تزال تتمترس حول أجندتها بعيدا عن التوافق الوطني، وتغض الطرف عن الوفاق الفلسطيني".

وأضاف: "أن الخطوات التي طرحها هنية لتحقيق الوحدة الفلسطينية تؤكد أن حماس تسعى للوحدة، فهو تحدث بلسان فلسطيني وحدوي"، متابعا: "حماس تحدثت بكل صراحة ووضوح ولم يبق أمام عباس إما القبول بما طرحته حماس أو العمل خارج السياق الوطني الفلسطيني".

ووجه القيادي في الجهاد الإسلامي رسالة لقيادة السلطة: "إذا لم يعد عباس الى لغة العقل فهو يخدم أجندات بعيدة عن الأجندات الفلسطينية، يخدم أجندات تعطي الشرعية للاحتلال للاستمرار في جرائمه، ولذا عليه أخذ ما طرحه هنية على محمل الجد".

أما الجبهة الشعبية، فأكدت أن خطاب هنية إيجابيا جدا ويحمل خطة واضحة لإنهاء الانقسام، وقال القيادي في الجبهة زاهر الششتري في حديث لشهاب: " قول وبشكل واضح إن موقف حركة فتح من هذه الخطة يجب أن يكون إيجابيا، ونطالب فتح باستثمار هذه الدعوة لأنها تمثل مسارا لإنهاء الانقسام".

الجبهة الديمقراطية أيضا، أشادت بخطاب هنية، مؤكدة أنه "إطار وطني وخطوة للبدء عمليا بتنفيذ اتفاقات المصالحة"، وقال القيادي فيها محمود خلف لشهاب: "ما جاء في خطاب هنية يعد مدخلا صالحا لإنهاء حالة الانقسام، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تقوم بكافة الالتزامات المطلوبة منها وتتحمل المسؤولية كاملة في الضفة وغزة على أساس اتفاقيات 2011 و2017".