ضيف وحوار : أجواء ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في ايران

الثلاثاء ١٨ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٢٠ بتوقيت غرينتش

يتناول موضوع هذه الحلقة من برنامج "ضيف وحوار "، أجواء ذكرى انتصار الثورة الاسلامية الايرانية ،واسباب حفاظ هذه الثورة على تالقها منذ فجرانطلاقتها حتى الآن .

والثورة الاسلامية في ايران هي ثورة عمرها 40 عاما تقريبا ، وعلى الرغم من هذه الاربعين سنة، فان هذه الثورة لاتزال شابة فهناك اسرار في هذه الثورة حافظت على شبابها و ديمومتها وتألقها المستمر ، أكد عبدو اللقيس الخبير في الشؤون الدولية من لبنان انه عندما يتم الحديث عن الثورة الاسلامية في ايران فلن نستطيع مقارنتها ولا بما سبقها ولا بما عاصرها مما زعم بانه ثورة لان المقياس في ذلك مختلف جدا من حيث وجود القادة الربّانيين ومختلف من حيث وجود الاخلاص الشعبي لهذه القيادة الربانية .

وحول المقصود بالقادة الربانيين بان هؤلاء القادة الربانيون لم يكونوا قد جهزوا انفسهم وجهزوا الشعب لهكذا النوع من الثورة لكي يركبوا هذا الشعب لكي يمتطوا هذا الشعب ويحققوا المكاسب الشخصية والعائلية بمعنى ان نستبدل ديكتاتور بديكتاتور آخر ، او ان نستبدل شاها بشاه آخر او حاكم ظالم بظالم آخر ، وبالتالي فان ما حصل مع الامام الخميني ( قدس سره الشريف ) هو حالة فريدة من نوعها على مرأى التاريخ لم تحصل وربما لن تتكرر لان كل الثورات التي حصلت سابقا وحتى لاحقا كان اصحابها الذين تزعموها يطلقون تلك الشعارات لاهدافهم الخاصة ويبتزون الناس بمشاعرهم لان الناس تريد بعضا من انواع الشعارات التي تدلل على قرب وجود خلاص معين .

وحول الذي يميز هذه الثورة عن غيرها من الثورات في العالم اوضح عبدو اللقيس بأن في هذه الثورة كان يوجد فیها عمل سياسي مميز بمصداقية عالية الدقة من القيادة مع وضوح في الرؤيا وتوضيح كامل للاهداف المرجوة من هذه الثورة للشعب الايراني، وعلى الشعب ابتداء ان يختار بان يسير بهذه الثورة ام لا ، وحينما وجد الشعب الايراني ان هذه الشعارات الرسمية هي ثابتة كاملة والثقة ما بين الشعب والقيادة قد ادت الى تمحور كامل من الشعب الايراني حول قيادته الحكيمة الربانية ، التي تمكنت بفضل الله تعالى وقوته وتحالف الشعب بان تصل بهذه الثورة الى النقطة المركزية التي ارادها الامام الخميني ( قدس سره الشريف ) لهذه الثورة بان تكون في البداية ثورة لاشرقية ولا غربية وهذا الشعار عندما اطلق ابتداء لم يكن الكثيرون يعلمون حقيقته لكن اعداء الجمهورية مكان يعلمون بحقيقة هذا الشعار لذلك شنت الحرب ابتداء على الثورة .

وعن اسباب هذه الثقة التي منحها الشعب الايراني وفيما إذا كانت المتغيرات والظروف موجودة حينئذ بعهد الشاه، وعلاقته بالغرب وحالة الفقر الذي كان يعيشه الشعب الايراني وغيرها ، ام ان هناك اسبابا اخرى قد دفعت الشعب الايراني لاعطاء ثقته العظيمة لقائد الثورة في ذلك الوقت للامام الخميني ( قدس سره الشريف ) أكد عبدو اللقيس ان معاملة القادة السابقين من الشاهنشاه وما قبلهم ، للشعب الايراني واستئثاره باستثمارات كل الدولة لصالحه وصالح عائلته وبناء القصور الفخمة واذلال الشعب الايراني بكل انواع الفقر والقمع والقوانين الغربية فمثلا في زمن الشاه كان هنالك الجالية الامريكية المستعمرة موجودة في طهران فاذا ما قامت سابقا امريكي بدهس رجل ايراني لا يحق للمحاكم الايراني محاكمتهم وهذا الواقع لازال قائما في الدول الاخرى واما اذا قام سائق ايراني في تلك الفترة بدهس كلب عائد لشخص امريكي فالذي يحاكم هذا السائق الايراني هو المحكمة الامريكية ،

واشار عبدو اللقيس الى ان هذا النوع من الاذلال الذي كان "الشاه وامريكا والصهيونية" يقومون بفرضه على الشعب لم يكن ليستسيغه الشعب الايراني ولم يتمكن من هضمه، بالاضافة الى مصادرة الثروات الطبيعية للشعب الايراني، وعندما حضر الامام الخميني رضوان الله عليه وجد الشعب الايراني بهذا الامام نموذجا فريدا على مر التاريخ ومنحه الثقة الكاملة، فلم يطلب منصبا شخصيا ولا منصبا لعائلته ولم يستثمر اموال الدولة وجميع ذلك كان قائد الثورة الاسلامية الامام الخميني ( قدس سره الشريف ) يسخره لخدمة و لمصلحة الشعب الايراني، وان الشعب الايراني اعطاه تلك الثقة واستمرت هذه الثورة وبالتالي فان الشعار المركزي الاساسي الذي اطلقه الامام الخميني (قدس سره الشريف ) "لا شرقية ولا غربية " كان يهدف من خلال ان تكون هذه الدولة غير تابعة لاحد محاور تلك الفترة اي حلفي الناتو ووارسو بل ان تكون قطبا اساسيا في عالم السياسة الدولية وهذه ما وصلت اليه الثورة في الوقت الحالي .

التفاصيل في الفيديو المرفق...

ضيوف الحلقة :

الدكتور عبدو اللقيس من لبنان الخبير في الشؤون الدولية