اتفاق السويد.. وخروقات يواصلها تحالف العدوان

اتفاق السويد.. وخروقات يواصلها تحالف العدوان
الخميس ٢٠ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٨:٠٣ بتوقيت غرينتش

التطورات الأخيرة في اليمن، دخلت في منعطف جديد، بعد اتفاق السويد بين الاطراف اليمنية قبل أن تعكر الأجواء، سلسلة من الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار حيث يستمر مرتزقة العدوان في خرق اتفاق وقف إطلاق النار لليوم الثالث على التوالي حيث قصفوا بأكثر من 13 صاروخا موجها و48 قذيفة مدفعية عددا من الأحياء والمناطق في مدينة الحديدة بالتزامن مع تحليق كثيف للطيران الحربي والأباتشي في سماء المدينة.

العالم - اليمن

وكما كان متوقعاً لم يلتزم مرتزقة العدوان بالتفاهمات التي أسفرت عنها مشاورات السويد، وعاد القصف الجوي والمدفعي، بهدف إجهاض ما تم التوصل إليه من تفاهمات تفضي إلى تهيئة الأجواء أمام جولة المفاوضات القادمة التي من المتوقع أن تشمل الإطار السياسي الذي من شأن التوافق عليه وضع الخطوة الأولى على طريق حل الأزمة اليمنية.

وكان وقف اطلاق النار دخل منتصف ليل الاثنين الماضي حيز التنفيذ وفقا للاتفاق الذي جرى التفاهم بشانه في مشاورات السلام اليمنية في ستوكهولم.

وأكد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع أن القوات اليمنية المسلحة ستبقى ملتزمة بوقف إطلاق النار في الحديدة مهما بلغت استفزازات وخروقات العدوان والمرتزقة.

وأوضح أن المرتزقة يواصلون خروقهم لوقف النار في الحديدة باستهدافهم عدة مناطق سكنية في الحديدة بـ من 48 قذيفة و13 صاروخاً مضيفا أنه تم ليلة أمس رصد جرافات تقوم باستحداثات شرق وشمال مدينة الشعب وجرافة أخرى جنوب الجريبة بالحديدة، كما أن طيران العدوان شن 39 غارة جوية على محافظات مختلفة خلال الـ24 ساعة الماضية.

كما استشهد طفل يبلغ من العمر 10 سنوات اليوم الخميس برصاص مرتزقة العدوان السعودي بمحافظة الحديدة بعد تعرضه لنيران قناصة المرتزقة في مديرية التحيتا.

من جانبه، دعا رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني "علي لاريجاني" خلال لقائه علماء الشيعة والسنة جنوب ايران الى وقف الحرب العدوانية ضد الشعب اليمني المقاوم وقال: نحن نعارض شن الحروب على الشعوب المستضعفة مثل اليمن، سوف تتضرر البلدان المجاورة التي تشارك في هذه الأعمال.

ولفت الى بطولات الشعب اليمني، مضيفا: ان اليمنيين كانوا منذ صدر الاسلام معروفين بالبطولة والحنكة، وليسوا من يتخلون عن اراضيهم للاجانب.

كما اعربت وزیرة خارجیة السوید مارغوت فالستروم وخلال اجتماعها بمساعد الخارجیة الایرانیة للشؤون السیاسیة عباس عراقجي في ستوكهولم الاربعاء، عن شكرها لایران على حسن نوایاها ودعمها للمحادثات الیمنیة - الیمنیة التي استضافتها السوید مؤخرا، واكدت على ضرورة استمرار تعاون ایران في هذا الشأن.

بدوره، اكد عراقجي خلال لقائه في ستوكهولم وزيرة الخارجية السويدية، ان ايران ستواصل دورها البناء من أجل انجاح المحادثات اليمنية – اليمنية وقال: ان السياسة الاقليمية للجمهورية الاسلامية الايرانية كانت دوما مبنية على أساس المشاركة من أجل ارساء الاستقرار والأمن والتنمية والعمليات السياسية.

ويناقش مجلس الأمن المكون من 15 دولة مشروع قرار طرحته بريطانيا لتأييد الاتفاق ومطالبة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتقديم مقترحات حول كيفية مراقبة وقف إطلاق النار وإعادة نشر القوات.

ويدين مشروع القرار الحالي الهجمات العشوائية واستهداف المدنيين، وهو لا يذكر التحالف السعودي بالاسم .

وقال دبلوماسيون بالأمم المتحدة أيضاً إن بعض الدول ترغب في أن يركز مشروع القرار بشأن اليمن على اتفاق وقف إطلاق النار، وفي حذف الجزء المتعلق بالأزمة الإنسانية في اليمن من المسودة.

ويتطلب صدور قرار مجلس، موافقة تسع دول أعضاء مع عدم استخدام أي من الدول دائمة العضوية وهي روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، حق الفيتو.

وفي سياق الكشف عن فضائح العدوان السعودي نشر الإعلام الحربي مقطع فيديو لمجند سوداني سلم نفسه لرجال الجيش واللجان الشعبية في جبهة جيزان تحدث عن حيثيات مشاركته وجيش بلاده في القتال مع قوى العدوان ضد أبناء الشعب اليمني، كاشفاَ عدة حقائق عن واقع قوى العدوان والمرتزقة في عدوانها على اليمن.

وقال المجند إن مشروع السعودية هو مشروع صهيوني وان كل السلاح والعتاد الذي يوصل لهم سلاح أمريكي كاشفا أن الجنود السعوديين يوجهون الإهانات للجنود السودانيين في المتارس.

ولا ترضى تحالف العدوان الذي تقوده السعودية وتقف خلفه الولايات المتحدة بالتسوية التي قدم فيها وفد القوى الوطنية في اليمن، للوصول إلى سلام وتجنيب الحديدة أي خراب أو دمار نتيجة العدوان فبدأ باللعب من خلال أدواته المحلية لتحقيق إنجازات على الأرض، في محاولة لإخضاع الحديدة، والسيطرة عليها ومنذ إنطلاق مشاورات السويد، لم يتوقف التحالف عن مواصلة العمليات العسكرية في الحديدة، لمساندة المرتزقة على الارض.

وحققت مشاورات السويد الحد الأقصى المُمكِن إنجازه، فأملت الأطراف الدولية اللجوء إلى الاتفاق الأخير، باعتباره الأقل تكلفة والأكثر جدوى، وبوصفه مخرجاً للقوى الدولية من تهمة التسبب في المأساة الإنسانية جراء دعمها السياسي والعسكري للنظامين السعودي والإماراتي في عدوانهما ضد اليمن.

ويواجه اتفاق السويد عقبات متمثلة في محاولة التحالف انتزاع مكاسب في عملية تنفيذ قواعده التطبيقية والإجرائية، بعدما عجز عن ذلك بالوسائل السياسية والعسكرية وسيحاول انتزاع مكاسب في عملية تنفيذ اتفاق الحديدة وما حصل في السويد لم يكن مجرد إكرام أو ترضية للأمين العام للأمم المتحدة بل هو يعكس بوضوح هشاشة منظومة العدوان بقيادة السعودية والإمارات، ويحمل دلالات عميقة كونه يأتي بعد فشل السياسات المتهورة التي أدارتها كل من الرياض وأبو ظبي في الإقليم.