سلام اليمن ومشاريع التصعيد الاميركي

سلام اليمن ومشاريع التصعيد الاميركي
الجمعة ٢١ ديسمبر ٢٠١٨ - ١٠:١٢ بتوقيت غرينتش

يقرر اليوم الجمعة مجلس الامن الدولي، إرسال مراقبين لوقف اطلاق النار في اليمن كمحاولة هامة لتثبيته والمضي قدما بعملية التهدئة هناك.

العالم - تقارير

وقال دبلوماسيون معنيون بالشأن اليمني، من المقرر أن يجري مجلس الأمن الدولي تصويتا، الجمعة، على اعتماد اتفاق لوقف إطلاق النار توصلت إليه الاطراف المتحاربة في منطقة الحديدة باليمن، ويسمح لفريق من الأمم المتحدة بالبدء في مراقبة تنفيذه.

وأمضى المجلس، الذي يضم 15 عضوا عدة أيام في جدال حول نص صاغته بريطانيا، وقدمت الولايات المتحدة التي لم تستسغ جهود بريطانيا صيغة خاصة بها أمس الخميس. وقال الدبلوماسيون إن المجلس سيصوت على مشروع القرار البريطاني، ومن غير المتوقع أن تطرح واشنطن نصها للتصويت.

وانتقد دبلوماسي كبير بالأمم المتحدة طلب عدم نشر اسمه التدخل الاميركي وقال : "من غير المعتاد أن نرى مشاريع قرارات متماثلة ولكنها متنافسة، قدمها حلفاء بدلا من اقتراح تعديلات على المسودات الحالية، لكن هذه أوقات غير عادية".

تدخل اميركي غير مبرر

وأضاف: "يجب أن ينصبّ تركيزنا على اعتماد سريع لدعم جهود الأمم المتحدة والاتفاق بين الطرفين". ويحتاج القرار إلى موافقة تسعة أصوات، شريطة ألا تستخدم روسيا أو الصين أو الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا حق النقض (الفيتو).

وبعد محادثات سلام دارت في السويد على مدى أسبوع برعاية الأمم المتحدة، وافقت الاطراف المتنازعة في اليمن الأسبوع الماضي، على وقف القتال في مدينة الحديدة الواقعة على البحر الأحمر، وسحب القوات.

ويجيز مشروع القرار الذي اطلعت عليه رويترز للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نشر فريق طليعي لفترة أولية مدتها 30 يوما، لبدء مراقبة تنفيذ الاتفاق، ودعمه وتيسيره.

كما يطلب القرار من غوتيريش تقديم مقترحات بحلول نهاية الشهر الجاري بشأن عمليات المراقبة الأساسية لوقف إطلاق النار، وإعادة نشر قوات الطرفين، ودعم إدارة وتفتيش موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، وتعزيز وجود الأمم المتحدة في منطقة الحديدة، وسيقدم غوتيريش تقريرا أسبوعيا إلى مجلس الأمن بشأن تنفيذ الاتفاق وفقا لمسودة القرار.

ويدين النص "تقديم الأسلحة والعتاد المرتبط بها، من أي مصدر كان، بما يتعارض مع حظر السلاح".

ودفع الصراع اليمن إلى حافة المجاعة، وبات الملايين يعتمدون على المساعدات الغذائية، وكان أكثر من 80 في المئة من واردات اليمن يدخل عبر ميناء الحديدة، لكن ذلك تباطأ بشكل كبير بسبب الهجوم الذي شنته قوى تحالف العدوان على الحديدة.

ويدعو مشروع القرار " اطراف النزاع إلى إزالة العقبات البيروقراطية أمام تدفق الإمدادات التجارية والإنسانية، بما في ذلك الوقود، وأن تضمن الأطراف الأداء الفعال والمستدام لجميع موانئ اليمن".

ويعكس النص الذي وزعته الولايات المتحدة على أعضاء المجلس، واطلعت عليه رويترز، الصياغة البريطانية التي تركز على اتفاق وقف إطلاق النار، وتجيز دعم الأمم المتحدة، إلا أن واشنطن أزالت البنود المتعلقة بالأزمة الإنسانية.

الزعزعة الاميركية لسلام اليمن

القيادي في انصار الله ورئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي وصف التدخل الاميركي في نصوص القرار البريطاني بانه يمثل عرقلة لمسودة القرار البريطاني بشأن اليمن.

واشار الحوثي الى ان هذه العرقلة تؤكد أنه لدى أميركا مع حلفائها السعوديين والإماراتيين والدول المشاركة رسميا بالعدوان، خطة للتصعيد والانقلاب على مخرجات ستوكهولم، لإفشال السلام بدلا من دعمه، محملا إياهم مسؤولية اي فشل لعملية السلام الجارية.

وكشف الحوثي عن خطة التصعيد قائلا، "خطة التصعيد ربما جاءت بناء على معطيات زيارة رئيس هيئة الأركان السعودية للسودان، والتي طمأنهم خلالها النظام السوداني بالاستعداد لإرسال المزيد من المرتزقة السودانيين لليمن".

واختتم، "وبالتالي فأي قرار ليس داعما لإيقاف العدوان باليمن فهي محاولات لإجهاض جهود السلام ومؤشرات إجرامية لاستمرار المجاعة لإبادته".

في هذا الوقت نشر الاعلام الحربي اليمني فيديو لعريف في الجيش السوداني انسحب من ساحة المعركة ولجأ الى انصار الله اكد من خلاله معارضة معظم السودانيين للحرب على اليمن باعتبار انها حرب باطلة وان اليمنيين يدافعون عن ارضهم وعرضهم ووطنهم.

وقال العريف في الجيش السوداني عبد الله الصديق محمود عبد الرزاق إن "مشروع السعودية هو مشروع صهيوني وإن كل السلاح والعتاد الذي يصل إليهم سلاح أمريكي". كما لفت إلى أن الجنود السودانيين يتعرضون للإهانات والاحتقار من زملائهم السعوديين في المتارس.

ونصح العسكري "زملاءه السودانيين بالانسحاب من اليمن لأن أهل اليمن يقاتلون على أرضهم وعرضهم"، شاكرا معاملة الجيش اليمني واللجان الشعبية على كرمهم وحسن معاملتهم إياه.

خروق العدوان ومحاولات التصعيد

يحصل ذلك في وقت لاتزال فيه قوى تحالف العدوان السعودي في خرق اتفاق الهدنة وأوضح المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع أن مرتزقة العدوان مستمرون في خرق اتفاق وقف إطلاق النار بالحديدة حيث قصفوا بأكثر من 13 صاروخا موجها و48 قذيفة مدفعية عددا من الأحياء والمناطق في مدينة الحديدة بالتزامن مع تحليق كثيف للطيران الحربي والأباتشي في سماء المدينة.

وقال في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية سبأ: إن مدفعية المرتزقة أطلقت 15 قذيفة هاون سقطت ما بين الواحة والاتحاد و9 قذائف مدفعية وأربع قذائف هاون إلى محيط مدينة الشعب وقذيفتين هاون من مواقعهم في الجريبة باتجاه الزعفران وقذيفة مدفعية من مصنع الحاشدي إلى محيط جولة السفينة وقذيفة أخرى من مخطط كمران إلى قرية الزعفران و10 قذائف هاون باتجاه شارع الخمسين وجولة الأقرعي و6 قذائف هاون باتجاه ٧يوليو.

وأضاف بأن المرتزقة أطلقوا 13 صاروخا موجها منها صاروخ من المستشفى إلى غرب شارع الخمسين و4 صواريخ إلى محيط الاتحاد وصاروخ باتجاه فندق الواحة وصاروخين باتجاه فندق الرفاهية و5 صواريخ باتجاه شارع الخمسين وما حوله.

واشار المتحدث الرسمي إلى أن المرتزقة واصلوا إطلاق النار بكثافة من مختلف الأسلحة المتوسطة والخفيفة باتجاه المباني شمال شارع صنعاء ومن مواقعهم في شرق الاتحاد إلى شارع الخمسين وإلى مدينة الشعب من شرقها وإلى شرق الواحة وعيارات نارية من غرب العقد.

وبخصوص الاستحداثات قال العميد سريع بأنه تم ليلة أمس رصد جرافات تقوم باستحداثات شرق وشمال مدينة الشعب وجرافة أخرى جنوب الجريبة.

ونوه العميد سريع إلى أن طيران العدوان شن 39 غارة جوية على مناطق مختلفة منها 5 غارات على صرواح بمأرب و4غارات على نهم بمحافظة صنعاء و12 غارة على حرض وحيران والمزرق ومستبأ بمحافظة حجة و4غارات على البقع وغارتين على قحزة وغارة على رازح وغارة في الملاحيط وغارتين على المطار بمحافظة صعدة و8 غارات قبالة نجران كما استهدف طيران العدوان مرتزقته في صرواح بغارة جوية.

وحول تصعيد مرتزقة العدوان في بقية الجبهات اشار المتحدث الرسمي الى ان مقاتلي الجيش واللجان الشعبية صدوا زحفا للمرتزقة استمر منذ الصباح الباكر حتى الظهر من مسارين باتجاه مواقع القوات اليمنية في السلطاء والبارك والصافح وتبة الصمود كما أفشلوا محاولة تسلل للمرتزقة من مسارين باتجاه تبة حرب وتبة التويتي بنهم وسقط عشرات المرتزقة قتلى ومصابين أكثرهم مما يسمى لواء الشدادي ولواء الأمانة وكتيبة الاحتياط.

وأوضح بأن مجموعة من المرتزقة لا يزالون محاصرين في مناطق الاشتباك حول العظيمة والبارك في نهم وأن عشرات الجثث والمصابين لا تزال مرمية في الشعاب تركها المرتزقة ولم يستطيعوا انتشالها بسبب نيران القناصة كما تم أسر أحد المرتزقة.

وأكد أن القوات اليمنية المسلحة ستبقى ملتزمة بوقف إطلاق النار في الحديدة مهما بلغت استفزازات وخروقات العدوان والمرتزقة.

ومن اجل تحقيق تسوية عادلة وشاملة للحرب على اليمن يتوجب على الاطراف المعتدية ان تمتلك الارادة الحقيقية من اجل انهاء الحرب والدخول في مفاوضات سليمة من دون عرقلة باتخاذ مواقف وقرارات آحادية تضر بعملية السلام الجارية هناك.

محمد طاهر