استقالة ماتيس وتفاقم الخلافات داخل الادارة الاميركية

استقالة ماتيس وتفاقم الخلافات داخل الادارة الاميركية
الجمعة ٢١ ديسمبر ٢٠١٨ - ١١:٢٧ بتوقيت غرينتش

بینما أمر الرئيس الاميركي دونالد ترامب بسحب القوات الاميركية من كل الاراضي السورية اعلن وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس عن استقالته في اشارة الى تاجيج الخلافات والازمات بين الساسة الاميركان داخل الادارة الاميركية.

العالم - تقارير

وينتشر حاليا حوالي ألفي جندي أميركي في شمال سوريا لا سيما من القوات الخاصة وتدرب قوات كردية.

وهذا الإعلان المفاجئ سيحدث تغييرا عميقا في ميزان القوى على الساحة السورية حيث لروسيا وزن كبير.

في الفترة الأخيرة حذر عدد من كبار المسؤولين الأميركيين من انسحاب متسرع يطلق يد روسيا وإيران حليفتي الرئيس بشار الأسد في سوريا.

ولكن ترامب أعلن الأربعاء أن "الوقت حان" لعودة الجنود الأميركيين الى الوطن. وزعم في رسالة بالفيديو بُثت على موقع تويتر عن القتال ضد "داعش" بالقول: "لقد انتصرنا. لقد دحرناهم وأنزلنا بهم هزيمة قاسية. لقد استعدنا الأرض. لذا فإن أبناءنا، شبابنا من النساء والرجال سيعودون جميعا، وسيعودون الآن ".

وفي مواجهة الانتقادات التي جاءت من سياسيين جمهوريين وديموقراطيين على السواء، شدد ترامب في رسالته المسجلة على أن هذا هو التوقيت الصحيح لمثل هذا القرار.

وأكد ترامب مرارا خلال حملته أنه يريد سحب الجنود من سوريا لأن نشرهم هناك يكلف بلاده مليارات الدولارات، قائلا إنه ينبغي إيلاء الأمر إلى أطراف آخرين، ولا سيما الدول العربية في الخليج الفارسي.

وأفاد مسؤول أميركي مطلع بأن عملية انسحاب قوات الولايات المتحدة من سوريا يتوقع أن تستغرق كحد اقصى 100 يوم.

من جهته، اعلن رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان كيانه تبلغ القرار مسبقا، موضحا ان حكومته ستدرس تداعيات الانسحاب الاميركي من سوريا لكنها "ستدافع عن نفسها" ضد أي أخطار محتملة.

وحتى الأسبوع الماضي كان مبعوث الولايات المتحدة للتحالف الدولي لمكافحة "الارهاب" بريت ماكغورك يؤكد أن الاميركيين سيبقون لوقت طويل في سوريا.

وقال للصحافة في واشنطن "حتى لو ان نهاية سيطرة الخلافة على الأراضي باتت في متناول اليد الان، فإن الانتهاء من تنظيم "داعش" سيستغرق وقتا أطول بكثير" لأن "هناك خلايا سرية" و"لا أحد من السذاجة لدرجة القول إنها ستختفي" بين عشية وضحاها.

وتابع ماكغورك "لا أحد يقول إن المهمة قد أنجزت. بالطبع لقد تعلمنا دروسا كثيرة. لذا، نحن نعرف أنه لا يمكننا فقط حزم الامتعة والرحيل بمجرد أن يتم تحرير الأراضي".

ولطالما حذر وزير الدفاع جيم ماتيس من انسحاب متسرع و"ترك فراغ في سوريا يمكن أن يستغله نظام الأسد أو من يدعمه".

وفي المعسكر الجمهوري، أعرب العديد من المشرعين عن أسفهم لقرار ترامب. وسارع السناتور ليندسي غراهام الى ابداء تحفظاته معتبرا عبر تويتر ان "انسحاب هذه القوة الاميركية الصغيرة من سوريا سيكون خطأ فادحا".

وقال السناتور المحافظ بن ساس في بيان لاذع إن جنرالات الرئيس ليس لديهم "أدنى فكرة من أين جاء هذا القرار".

واعتبر زميله ماركو روبيو ان هذا القرار الذي اتخذ رغم تحذيرات العسكريين يشكل خطأ "سيظل يطارد أميركا لأعوام".

وعلى الصعيد السوري أكد أمين سر مجلس الشعب السوري، خالد العبود، أن انسحاب القوات الأميركية من سوريا لم يتم نتيجة لتسوية أو صفقة أو مفاوضات بين سوريا والولايات المتحدة وأوروبا، ولكن بسبب صمود الدولة السورية.

وتتفاقم الخلافات داخل الادارة الاميركية التي تعيش اساسا في حالة من عدم الاستقرار والانسجام في مجال رسم السياسات الداخلية والخارجية الامر الذي ادى الى استقالة عدد من كبار المسوولين الاميركيين او اقالتهم من قبل ترامب لحد الان.

وبشان انسحاب اميركا من سوريا فان الضحية الاولي لهذا القرار كان وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس الذي أعلن استقالته الخميس من منصبه، بعد يوم على قرار الرئيس دونالد ترامب الصادم للمؤسسة السياسية في واشنطن الانسحاب من سوريا اذا ان ماتيس عارض سياسات ترامب مرارا بشان القضايا الخارجية بما فيها سوريا.

وقال ماتيس في رسالة الى ترامب "لأنه من حقك أن يكون لديك وزير دفاع وجهات نظره تتوافق بشكل أفضل مع وجهات نظرك أعتقد أنه من الصواب بالنسبة لي أن اتنحى عن منصبي".

وأذاع ماتيس فحوى الخطاب بعد اجتماع مباشر مع ترامب تحدث فيه الاثنان عن اختلاف الرؤى بينهما حسبما ذكر مسؤول كبير بالبيت الأبيض. وقال مسؤولون أميركيون إن الاستقالة لم تكن بإملاء من ترامب.

وقال "أعتقد أنه يجب علينا أن نكون حازمين وواضحين في نهجنا تجاه الدول التي تتضارب مصالحها الاستراتيجية معنا بشكل كبير"، في إشارة إلى الصين وروسيا.

وتابع "إن وجهات نظري فيما يتعلق بمعاملة الحلفاء باحترام وتوخي الحذر تجاه الجهات الفاعلة الخبيثة والمنافسين الاستراتيجيين، قد ترسخت بقوة وتشكلت من خلال أربعة عقود من الانغماس في تلك القضايا".

وأضاف "يتعين أن نفعل كل شيء ممكن للدفع بنظام دولي أكثر ملائمة لأمننا وازدهارنا وقيمنا، وقد أصبحنا أقوياء في ذلك من خلال تضامن تحالفاتنا".

والخميس، قال مسؤولون إن ترامب يبحث إصدار أمر بسحب أعداد كبيرة من القوات الأميركية من الحرب الدائرة منذ 17 عاما في أفغانستان ايضا، وهو مثل تحديا جديدا لماتيس.

وماتيس جنرال متقاعد من مشاة البحرية وضعه إيمانه بأهمية حلف شمال الأطلسي وتحالفات أميركا التقليدية في خلاف دائم مع ترامب. وقد نصح الرئيس بعدم الانسحاب من سوريا، وهو ما قال أحد المسؤولين إنه كان من العوامل التي ساهمت في استقالته.

ومن المرشحين المحتملين لتولي المنصب السناتور الجمهوري توم كوتون الذي يعتبر منذ فترة طويلة من أبرز المرشحين لتولي حقيبة الدفاع حسبما قالت بعض المصادر.