ما اسباب إرجاء اردوغان عملية "شرق الفرات" شمال سوريا

ما اسباب إرجاء اردوغان عملية
الجمعة ٢١ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٤٨ بتوقيت غرينتش

خلال كلمة القاها في اسطنبول اثناء حضوره حفلا لتوزيع جوائز لكبار المصدرين الأتراك، اعلن الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، ان بلاده ستؤجل العملية العسكرية المزمعة في شمال شرق سوريا مضيفا أن، الحملة ستبدأ في الأشهر المقبلة، موضحا ان مكالمة هاتفية مع ترامب، واتصالات للأجهزة الدبلوماسية والأمنية التركية والامريكية دفعته إلى التريث لمدة.

العالم - تقارير

وقال إردوغان إن "مكالمتي الهاتفية مع ترامب، واتصالات أجهزتنا الدبلوماسية والأمنية، فضلا عن التصريحات الأميركية الأخيرة، دفعتنا إلى التريث لفترة، لكنها بالتأكيد لن تكون فترة مفتوحة".

وأكد أردوغان أن بلاده ليس لديها أطماع في الأراضي السورية، ولكن موقفها واضح تجاه الهجمات "الإرهابية" التي تستهدف تركيا من تلك الأراضي. بحسب تعبيره.

وأضاف أن "أولويتنا هي ضمان أمن المنطقة. والخطوات التي نخطوها سواء مع روسيا أو إيران هدفها تحقيق الأمن".

وتابع إردوغان أن "ترامب سألنا ’هل بوسعكم القضاء على داعش؟‘.. نحن قضينا عليهم ويمكننا مواصلة ذلك مستقبلا.. يكفي أن تقدموا لنا الدعم اللازم من الناحية اللوجستية.. في النهاية بدأوا (الأميركيون) بالانسحاب. والآن هدفنا هو مواصلة علاقاتنا الدبلوماسية معهم بشكل سليم".

واعتبر إردوغان أن الجيش التركي وما يسمى الجيش السوري الحر قادرون على تحييد التنظيمات "المسلحة" بما فيها "بي كا كا" و"ب ي د" و"ي ب ك"، مثلما جرى تحييد 3 آلاف عنصر من "داعش" في مدينة جرابلس السورية.

وقال ايضا ان "العرب والأكراد والتركمان المخلصون في سورية يدعون تركيا إلى التدخل، لأنهم يثقون بها". على حد زعمه.

في سياق متصل أعرب وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، عن ترحيب بلاده بالقرار الامريكي، سحب قواتها من سورية، وأكد ضرورة التنسيق بين أنقرة وواشنطن "كي لا يحدث فراغ" في المنطقة.

وقال تشاووش أوغلو، في مؤتمر صحفي مع نظيره المالطي، كارميلو ابيلا، اليوم، عقب لقائهما في العاصمة المالطية فاليتا، إنه "نرحب بقرار الولايات المتحدة الانسحاب من سورية، وندعم وحدة أراضي سورية".

ولفت تشاووش أوغلو إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي لا يزال يشكل تهديدا، وأن "علينا أن نكون متيقظين، لأن داعش وبقية المجموعات المتطرفة لا تزال على الأرض". متابعا أنه "لذلك يتعين علينا تنسيق الانسحاب مع الولايات المتحدة، وهناك حاليا تواصل على مختلف المستويات بالأساس. وينبغي أن ننسق الانسحاب كي لا يحدث فراغ".

واعتبر الوزير التركي أنه توجد ضرورة لتحرك مشترك ضد التنظيمات الكردية التي تصفها أنقرة بأنها "إرهابية"، مشددا على رفض تركيا "للدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لتنظيم ’ي ب ك/ بي كا كا’ بدعوى محاربة داعش".

من جانبه قال المتحدث باسم قوات سورية الديمقراطية، مصطفى بالي، لوكالة رويترز اليوم، إن "قوات سورية الديمقراطية" التي تدعمها الولايات المتحدة ستضطر لسحب مقاتليها من المعركة ضد تنظيم "داعش" لحماية حدودها في حال وقوع هجوم تركي.

وبدورها قالت إلهام أحمد، الرئيسة المشاركة لما يسمى "مجلس سورية الديمقراطية" الجناح السياسي للقوات في باريس، إنه "بمواجهة الإرهاب هذا سيكون أمرا صعباً لأن قواتنا ستضطر أن تنسحب من الجبهة في دير الزور لتأخذ أماكنها على الحدود مع تركيا" لوقف أي هجوم.

العلاقات الأميركية - التركية..

وفي غضون ذلك، شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا تحسّنا كبيرا بعد أشهر من تدهورها إلى أدنى مستوى مع قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامبـ سحب قواته من سورية، ما أثار تكهّنات باحتمال توصّل البلدين إلى صفقة غير معلنة.

وأجرى ترامب، يوم الجمعة الماضي، اتصالا بإردوغان، أي قبل خمسة أيام من إعلانه المفاجئ سحب ألفي جندي من سورية وإعلانه أنه حقق هدفه بـ"هزيمة تنظيم داعش".

وكان الرئيس التركي قد هدد بشن عملية عسكرية وشيكة ضد المقاتلين الأكراد الذين قاتلوا التنظيم في شمال سورية، مؤكدا عزمه على "التخلص" منهم إذا لم يرغمهم الأميركيون على الانسحاب.

وأوردت عدة وسائل إعلام أميركية أن ترامب اتّخذ قراره مباشرة بعد الاتصال مع إردوغان. لكن صحيفة "حرييت" التركية افادت اليوم، بأن ترامب اتخذ قرار سحب الجنود من سورية، خلال مكالمة يوم الجمعة الماضي، بعد أن تعهّد اردوغان بالاستمرار في مكافحة المسلحين.

وأفادت الصحيفة نقلا عن محضر المكالمة بأن ترامب سأل إردوغان: "هل ستتخلّصون من فلول داعش إذا ما انسحبنا من سورية؟". فردّ عليه إردوغان: "سنتولّى الأمر".

بالختام .. سواء كان هناك اتفاق صريح أو لم يكن، إلا أن انسحاب القوات الأميركية يفتح المجال أمام هجوم تركي كانت احتمالاته أضعف مع الوجود الأميركي وخطر وقوع قتلى أميركيين.