هل الهجوم التركي في شمال سوريا وشيك.. ومن بات في مهب الريح؟

هل الهجوم التركي في شمال سوريا وشيك.. ومن بات في مهب الريح؟
الأحد ٢٣ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٤٣ بتوقيت غرينتش

بات من الصعب تحديد اتجاه بوصلة الاحداث المتسارعة التي تجمعت من كل حدب وصوب في جغرافيا واحدة كي نناقش اسبابها وتداعياتها وذلك لتزاحم خطوطها وتشابكها كلها في ارض واحدة، ألا وهو الشمال السوري.

العالم - تقارير

من المعلوم ان المقاتلين الاكراد يواجهون مصيراً محفوفاً بالمخاطر بعد ان تخلت عنهم الولايات المتحدة الاميركية كانت تشكل لهم درعاً امام هجمات الجيش التركي، ما يعني أنهم أصبحوا في مهب الريح، وقد يتم سحقهم في اي لحظة.

فمن جهة، استعادت تركيا شهيتها ببدء عملية عسكرية ضد المقاتلين الاكراد في منطقة شرق الفرات، فور الاعلان الاميركي سحب القوات الاميركية العسكرية من الشمال السوري وبدأت تحشد قواتها على الشمال السوري، وارسلت ارتالاً عسكرية الواحدة تلو الاخرى وحافلات تقل افراداً من القوات الخاصة، رغم اعلان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تأجيل العملية العسكرية شرق الفرات لفترة لم يحددها.

ويشار الى ان جزءاً من العتاد العسكري والجنود سينتشرون في نقاط على الحدود فيما عبر البعض إلى داخل سوريا عبر منطقة البيلي. وتقع البيلي على بعد 45 كيلومترا من مدينة منبج في شمال سوريا والتي كانت سببا للتوتر بين أنقرة وواشنطن.

فرصة قد لا تتكرر!

ومن جهة اخرى، استغل ارهابيو تنظيم "داعش" الوهابي اعلان واشنطن انسحابها من الشمال السوري، ليصعدوا هجماتهم المكثفة ضد الاكراد، باعتبار انها فرصة قد لا تتكرر ابداً.

ولذا تدفع تطورات الاحداث على الارض المقاتلين الأكراد، إلى إبرام صفقة مع الرئيس السوري بشار الأسد لمواجهة أي عملية عسكرية تركية شرقي سوريا. المعلومات تقول ان القادة الكرد حضروا بطائرات مروحية إلى دمشق مساء الخميس الماضي تحت جنح الليل. دون أن يتم الإعلان عن ذلك أو عن طبيعة المفاوضات، حسبما جاء في تقرير للاعلامي كمال خلف نشره راي اليوم.

على الجانب السوري، اصبحت التحركات تسابق الزمن لأن الانتظار وفق رؤية دمشق غير مفيدة بعد قرار الرئيس الاميركي، فبعد تفعيل التواصل مع القادة الكرد، شرعت دمشق بتحركات على الأرض.

الانباء الواردة من الشمال السوري تتحدث عن سحب جزء من قوات الجيش السوري المرابطة على تخوم إدلب إلى دير الزور بهدف الدخول الى شرق الفرات والمواجهة العسكرية مع قوات "تنظيم داعش" الوهابي هناك شرق الفرات وجنوب مدينة الميادين، هذا كان ممنوعا من قبل الولايات المتحدة وتعرضت القوات السورية لهجوم مباشر من الطائرات الأمريكية عند محاولتها سابقا عبور النهر.

ارتياح بتدخل تركي!

في المقلب الاخر، سادت حالة من الارتياح لدى الفصائل المسلحة السورية الموالية لتركيا في المناطق التي تسيطر عليها، بعد قرار واشنطن سحب قواتها من سوريا، باعتباره فرصة إيجابية لتوسع تركيا نفوذها أكثر شمالي سوريا.

وتسيطر القوات التركية وفصائل مسلحة موالية لها امثال ما يسمى "الجيش الحر" على منطقة حدودية واسعة تمتد من مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي، وصولاً إلى عفرين في ريف المحافظة الشمالي.

وفي مدينة إعزاز، أبرز المدن الواقعة تحت سيطرة المسلحين الموالين لأنقرة، اعتبر المسلحون الانسحاب الاميركي إيجابيا، وسيضعف قوة الأكراد تلقائياً، وبالنهاية سوف تدخل تركيا و"الجيش الحر" إلى مناطق شرق الفرات ويسيطرون عليها.

ولكن.. من يقول لا للتدخل؟

هذا وتجمع مئات من اهالي ​مدينة القامشلي​ بكل مكوناتها من الاحياء التي حررها ​الجيش السوري،​ ورفعوا ​العلم السوري​ ووصلوا الى ساحة السبع بحرات الواقعة تحت سيطرة الوحدات الكردية ونددوا بالتدخلات التركية، ورفعوا شعارات ضد التدخل التركي وهتفوا بشعار "واحد واحد ​الشعب السوري​ واحد".

واكد المشاركون ان "أبناء المحافظة يعبرون عن رفضهم لتهديدات النظام التركي التي تمس أمن وسلامة ​الأراضي السورية​ وأنهم كانوا وسيبقون الرديف الأول للجيش العربي السوري في مقارعة ​الإرهاب​ والتهديدات لأنه الضامن الوحيد للوحدة الوطنية ووحدة وسلامة ​الاراضي السورية​".