السودان في عين العاصفة.. البشير يتحدى المحتجين و قطر و تركيا تقفان بجانبه

السودان في عين العاصفة.. البشير يتحدى المحتجين و قطر و تركيا تقفان بجانبه
الأربعاء ٢٦ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٨:٤٢ بتوقيت غرينتش

السودان بات في قلب عاصفة شعبية غير مسبوقة ويبدو ان الاصلاحات التي وعد بها الرئيس عمر حسن البشير قبل يومين لم تنجح في احتوائها ولم ترتقي الى مستوى متطلبات المحتجين الذين باتوا يتطلعون الى تنحي البشير من السطلة.

العالمتقارير

وفي خضم الاحتجاجات الشعبية، اعلنت قطر و تركيا دعمها للرئيس السوداني مؤمنة بنظرية المؤامرة بينما يري المراقبون الاحداث الاخيرة في السودان نتيجة أخفاق الحكومة في حل المشاكل الاقتصادية وغرقها في الفساد.

يشهد السودان موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ 19 من ديسمبرعقب قرار الحكومة زيادة سعرالخبز ثلاثة اضعاف، و ترافقت الاحتجاجات مع أعمال عنف خلفت عدد من الجرحى و القلتى.

وحسب شهود عيان، قتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص في هذه الاحتجاجات نتيجة الاشتباكات بين المحتجين و قوى الأمن، بينما تقدر المعارضة أن عدد القتلى يصل إلى 22 شخص.

وكان الرئيس السوداني خرج عن صمته يوم الاثنين و في اليوم السادس من الاحتجاجات

و توعد باصلاحات حقيقية داعيا المواطنين إلى عدم الالتفات لمروجي الشائعات والحذر من الاستجابة لمحاولات زرع الإحباط.

و لكن وعود الرئيس السوداني ودعوته المواطنين الى التهدئة لم تفي بالغرض فقد استمرت الاحتجاجات لتصل خلف أبواب القصر الرئاسي و حمل المحتجون مذكرة تطالب بتنحّي الرئيس فوراً عن السلطة استجابة لرغبة الشعب.

في المقابل صعد الرئيس السوداني من لهجته في مخاطبة المحتجين متحديا من يطالبونه بالرحيل.

و توعد البشير في خطاب القاه في قرية السديرة بقطع أيادي من وصفهم بـالمخربين إثر الاحتجاجات التي تشهدها بلاده منذ أيام.

قائلا "الأزمة الاقتصادية الله سوف يحلها" و أن "الناس في عهد الصحابة أكلت ورق الشجر"، وهو ما تلقاه كثيرون بالسخرية والتندر على وسائل التواصل الاجتماعي.

كما هدد البشير من وصفهم بالمتمردين والخونة أنه سيقوم "بجزهم"، وهي عبارة تعبر عن الاستئصال بالسودانية، مؤكدا أن هذا هو الرد على كل عميل ومندس.

في هذه السياق ​​​​​​نظم منسقو الدفاع الشعبي والخدمة الوطنية ومديري الإدارات والمكاتب التنفيذية بالمنسقية العامة للدفاع الشعبي، والمنسقية العامة للخدمة الوطنية في السودان، لقاء تنويريا، يتعلق بالأحداث الجارية في البلاد.

وأكدت قيادات الدفاع الشعبي والخدمة الوطنية إسنادها ودعمها لقيادة الدولة، وأعلنت جاهزيتهما للاضطلاع بدورهما في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد، والمراحل القادمة سدا للثغرات وإسنادا لمؤسسات الدولة المختلفة، بحسب صحيفة الصيحة السودانية.

هذا و قد أعلن الجيش السوداني في وقت سابق موقفه من الرئيس السوداني عمر البشير، مؤكدا الالتفاف حول القيادة السودانية.

فيما تتصاعد موجة الاحتجاجات الشعبية في السودان اعلنت بعض الاطراف الدولية وقوفها الى جانب الرئيس السوداني عمر البشير و معتبرة الاضطرابات الاخيرة في السودان تأتي في سياق المؤامرة.

فقد أبدى حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه في تركيا تأييده للرئيس السوداني عمر حسن البشير في مواجهة الاحتجاجات القائمة في السودان خلال اجتماع في أنقرة، ضم السفير السوداني في تركيا.

وقال جودت يلماز، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي، إن بلاده “على دراية بالمكائد التي تحاك ضد السودان، لذلك هي تقف إلى جانب حكومته الشرعية وشعبه الشقيق”.

وأضاف: “نحن مطلعون على المكائد التي تحاك ضد السودان الشقيق، ونقف إلى جانب الشعب السوداني والحكومة الشرعية هناك، نحن في تركيا قد ألفنا هذا النوع من المؤامرات، لأننا تعرضنا إليها مرار و تكرارا..

و في وقت سابق تلقى الرئيس السوداني عمر البشير يوم السبت، اتصالا هاتفيا من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للاطمئنان على الأوضاع في البلاد حسب وكالة أنباء السودان الرسمية.

وأكد أمير قطر خلال اتصاله بالبشير "وقوف بلاده مع السودان وجاهزيتها لتقديم كل ما هو مطلوب لمساعدة السودان على تجاوز المحنة التي تمر بها"، لافتا إلى حرصه على استقرار السودان وأمنه، وفقا للوكالة.