الحجيج العربي الى سوريا بدأ

الحجيج العربي الى سوريا بدأ
الخميس ٢٧ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٣:٥٦ بتوقيت غرينتش

رفرف علم دولة الامارات العربية فوق مقر السفارة في العاصمة السورية، في خطوة مفاجئة وسريعة ايذاناً بعودة المياه الى مجاريها فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية وذلك بعد سنوات من سحب الامارات لسفيرها من سوريا.

العالم - تقارير

ويبدو ان الخطوة الاماراتية ستفتح الباب على مصراعيه امام عودة العرب الى سوريا، وستكون مقدمة لعودة جميع البلدان العربية، كما صرح القائم بالأعمال الإماراتي عبد الحكيم النعيمي خلال اعادة افتتاح السفارة الإماراتية في دمشق اليوم الخميس، عندما أكد ان الخطوة ستكون مقدمة لعودة سفارات عربية أخرى، مضيفاً أن سوريا ستعود بقوة إلى حضن "الوطن العربي"، على حد تعبيره.

وأعلنت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان نقلته وكالة أنباء الإمارات "وام" الخميس "عودة العمل" في سفارتها في دمشق. وأوردت أن "القائم بالأعمال بالنيابة باشر مهام عمله من مقر السفارة في الجمهورية العربية السورية الشقيقة اعتباراً من اليوم".

وذكرت الوزارة أن هذه الخطوة "تؤكد حرص حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة على إعادة العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى مسارها الطبيعي بما يعزز ويفعل الدور العربي في دعم استقلال وسيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية ودرء مخاطر التدخلات الإقليمية في الشأن العربي السوري".

دولة عربية على خطى الامارات

كما لا ننسى المصافحة الحارة التي جرت في أروقة الامم المتحدة بين وزيري خارجية البحرين وسوريا، لتعلن مصادر موثوقة ان دولة البحرين تعتزم فتح سفارتها في دمشق الأسبوع المقبل، أي ان التقارب الخليجي مع سورية بدأ مبكرا.

ومن المتوقع ان يتكثف هذا الحجيج السياسي والدبلوماسي الى دمشق مع بدء العام الميلادي الجديد، وسنرى طائرات رئاسية عربية تحط في مطار دمشق حاملة زعماء عرب يطلبون الود من القيادية السورية.

كما فعلها الرئيس السوداني عمر البشير الذي كان اول زعيم عربي يعانق الرئيس بشار الأسد بحرارة على ارض المطار ويبدو انه لن يظل وحيدا في هذا المضمار.

من هو الرائد الثاني الذي سيطرق ابواب دمشق؟

يريد معظم الاردنيين ان يكون ملكهم الزائر الثاني لدمشق بعد الرئيس البشير، فمن يتابع لقاءات الملك الاردني عبد الله الثاني ويستمع الى تصريحاته المتعلقة بالعلاقات المستقبلية مع الجارين السوري والعراقي يخرج بانطباع راسخ مفاده ان الاردن أجرى مراجعات جذرية في سياساته وتحالفاته، وقرر تقليص اعتماده على الدول الخليجية ومساعداتها المالية، بعد ان توصل الى قناعة راسخة، بانها لم تعد الممكن الاعتماد على مساعداتها المالية التي لن تأتي، وان اتت فستكون شحيحة، ومهينة في الوقت نفسه.

وحرص الملك الأردني على تحسين العلاقات مع سورية على وجه الخصوص، وتأكيده على أنها ستعود إلى وضعها السابق، يوحيان بان تعاوناً سياسياً واقتصادياً واعداً في الطريق، ولا نستبعد أن يكون الملك الأردني نفسه هو الزعيم الثالث الذي سيزور العاصمة السورية في الأسابيع القليلة المقبلة.

سوريا تعود لمحيطها العربي

وتتزامن كل هذه الخطوات مع مؤشرات حول مساع جارية لإعادة تفعيل العلاقات بين سوريا وبعض الدول العربية، قبل ثلاثة أشهر من قمة عربية تعقد في تونس، علماً أن جامعة الدول العربية علقت عضوية سوريا فيها منذ العام 2011.

بدوره، اعتبر مدير المراسم في الخارجية السورية، حمزة دواليبي، افتتاح السفارة الإماراتية فاتحة خير بالنسبة للدول العربية متمنيا من كافة العرب حذو حذو الإمارات.

ودعا السفير العراقي في دمشق، سعد محمد رضا، كافة الدول العربية كي تحذو حذو الإمارات، وقال ان سوريا دولة مهمة وموقعها الاستراتيجي أساسي في قلب العالم العربي وندعو كافة الدول العربية لتقوم بنفس الخطوة الإماراتية.

ما هو القادم لسوريا؟

فتح السفارات ليست الخطوة الوحيدة فهناك سيتم ايضاً فتح تسيير الرحلات للطيران السوري من والى مدن عربية واوروبية، انطلقت بالفعل أول رحلة للخطوط الجوية السورية إلى تونس منذ أكثر من 8 سنوات.

وأقلعت "اجنحة الشام" من مطار دمشق الدولي اليوم الخميس أولى رحلاتها ووصلت إلى مطار الحبيب بورقيبة بالمنستير في تونس وعلى متنها 150 مسافرا.

ولاننسى ان سوريا تنتمي الى محور المقاومة، وجيشها انتصر على المؤامرة بمساعدة حلفائه، والقيادة السورية لم تتراجع عن مواقفها رغم ضخامة الحملة الاقليمية والدولية الذي كان يريد الاطاحة بها، فهل هذا يعني ان العرب يعودون الى سورية نادمين؟!!