مصر..استهداف حافلة السياح وتشديد الإجراءات امنية

مصر..استهداف حافلة السياح وتشديد الإجراءات امنية
السبت ٢٩ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٦:١٠ بتوقيت غرينتش

بعد ساعات قليلة من حادث تفجير حافلة سياحية قرب أهرامات الجيزة، ما أودى بحياة ثلاثة سائحين فيتناميين، ومرشد سياحي مصري، بالإضافة إلى إصابة 12 آخرين، أعلنت وزارة الداخلية عن مقتل 40 "تكفيرياً"، كانوا يعتزمون القيام بعمليات إرهابية تستهدف مؤسسات الدولة خاصة الاقتصادية ومقومات صناعة السياحة ورجال الجيش والشرطة ودور العبادة المسيحية، مشيرة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية وتولت نيابة أمن الدولة التحقيق.

العالم -تقارير

وأكدت الوزارة في بيان لها أن قوات الأمن تمكنت "من رصد وتفكيك بؤر إرهابية كانت تخطط لتنفيذ سلسلة من العمليات ضد المنشآت المهمة والحيوية، ورجال القوات المسلحة"، حيث تمت مداهمة تلك البؤر والاشتباك مع عناصرها، مما أسفر عنه مقتل 40 عنصرًا إرهابيًا.

وبحسب الوزارة، فإن 14 مسلحًا قُتلوا خلال الاشتباكات في "مساكن أبوالوفا" في مدينة 6 أكتوبر، فيما قُتل 16 بمساكن أبناء الجيزة بطريق الواحات في محافظة بالجيزة، و10 في منطقة مساكن "ابنِ بيتك” في مدينة العريش محافظة شمال سيناء.

وأكدت القوات الأمنية المشاركة في العملية العثور على كميات كبيرة من الأسلحة النارية والذخائر مختلفة الأعيرة، وعبوات ناسفة، وأدوات ومواد تصنيع المتفجرات بحوزة المسلحين، حيث تمت إحالة المضبوطات إلى الجهات المختصة لاستكمال التحقيقات.

تشديد إجراءات تأمين المنشآت السياحية والفندقية

ووسط هدوء تام بمختلف مدن البحر الأحمر واستقرار الوضع الأمني شهدت مدينة الغردقة تكثيفا أمنيا، ورفعا لدرجة الاستعداد بين جميع القوات بمختلف مدن المحافظة وشهدت الشوارع والميادين الرئيسية ومحيط المؤسسات الحكومية والشرطية والمنشآت السياحية والفندقية ومناطق الزيارات السياحية، استنفارا أمنيا من جانب مديرية أمن البحر الأحمر وشرطة السياحة والبحث الجنائي، حيث تم نشر عدة أكمنة أمنية ومرورية بالغردقة، بالإضافة إلى الدوريات الأمنية المتحركة والكمائن الأمنية الخارجية، والتمركزات بمختلف الميادين.

وبحسب بيان، شهدت الأكمنة الأمنية الحدودية بالبحر الأحمر استنفارًا وتأهبًا أمنيًا وتم تشديد الإجراءات الأمنية في الكمائن الحدودية بين البحر الأحمر وباقي المحافظات من الزعفرانة شمالا وحتى الحدود "المصرية-السودانية" والتفتيش على السيارات والأفراد القادمين والمغادرين، كما تم تنفيذ عدة حملات أمنية على الوحدات السكنية المفروشة وعدد من الفنادق الشعبية، للاستعلام الأمني عن النزلاء بها.

وفي أول تعليق من فيتنام حول مقتل 3 من رعاياها في تفجير استهدف سياحًا في مصر دعت الحكومة الفيتنامية، مصر إلى معرفة من يقف وراء الهجوم.

وقالت لي تي تو هانغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفيتنامية في بيان، "تشعر فيتنام بغضب شديد، وتدين بشدة هذا العمل الإرهابي، الذي أسفر عن مقتل وإصابة فيتناميين أبرياء وتطالب فيتنام مصر بفتح تحقيق عاجل في القضية، وتعقّب المسؤولين عنه".

هذا ويعتقد بعض الخبراء إن العملية الإرهابية التي استهدفت حافلة السياح تحمل العديد من الدلالات خاصة بعد العمليات الاستباقية التي وجهها رجال الشرطة والجيش للأوكار الإرهابية خلال الفترة الماضية، مؤكدًا أن الجماعات الإرهابية ترد على العمليات الأخيرة لإثبات وجودها بعد الخسائر الكبرى وانتهاء وجودها على أرض الواقع في مصر.

وشدد الخبير الأمني اللواء مجدى البسيوني على أن العملية تأتي أيضًا قُبيل احتفالات أعياد الميلاد وسط إجراءات أمنية مشددة لتترك تأثيرًا يحمل أبعادًا تشير إلى أنّ الحالة الأمنيّة في مصر ليست جيدة، لافتًا إلى أنّ تلك العملية تريد أيضًا إحداث بلبلبة خاصة أن قوات الأمن صفّت خلية إرهابية بالجيزة وقالت إنها تستهدف القيام بعمليات انتحارية في أعياد الميلاد.

وقال الرئيس الأسبق لمحكمة القاهرة العسكرية اللواء عمرو الزيات إن العمليات الناجحة التي وجهتها الأجهزة الأمنية للعناصر الإرهابية قُبيل احتفالات أعياد الميلاد أفقدتهم صوابهم، خاصة أنهم كانوا يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية في أعياد الميلاد بكل من القاهرة والجيزة وفقًا للبيانات الأمنية الرسمية.

وأكد أن العملية الإرهابية تهدف لضرب قطاع السياحة بعد بضعة أشهر من رفع الحذر عنها منذ حادث إسقاط الطائرة الروسية في عام 2015.

وفي المقابل شككت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية في ادعاءات السلطات المصرية، بشأن وقائع قتل 40 "إرهابياً" في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن، اليوم السبت، إثر مداهمة ثلاثة أوكار للمسلحين في محافظتي الجيزة وشمال سيناء، عقب ساعات قليلة من حادث تفجير حافلة سياحية.

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى زيف الرواية الأمنية، بالقول إن "قوات الأمن المصرية نفذت هجمات عدة في أعقاب الهجوم على حافلة سياحية فيتنامية قرب القاهرة، نتج عنها قتل (40 إرهابياً) من المقاتلين الجهاديين المشتبه بهم في الجيزة، مكان الهجوم على الحافلة، وفي شمال سيناء، من دون أن توضح ما إذا كان الإرهابيون الذين قتلوا متورطين في هجوم ليلة الجمعة من عدمه".

وأضافت في تقرير لها، أن "وكالة أنباء الشرق الأوسط" الرسمية في مصر أرسلت إلى الصحافيين 31 صورة لجثث الضحايا، والادعاء بأن "تبادل إطلاق النار قد حدث"، في حين أثارت الصحافية المستقلة جان لوبرا بعض العناصر على موقع "تويتر" للتغريدات القصيرة، التي تشير إلى تلك الوقائع باعتبارها "حالات إعدام خارج نطاق القضاء".

إدانات دولية لتفجير حافلة سياحية في مصر

واثار تفجير استهدف حافلة سياحية قرب القاهرة، إدانات إقليمية ودولية، نددت بالإرهاب، وقدمت العزاء لأهالي الضحايا.

وندد المتحدث باسم الخارجية الايرانية 'بهرام قاسمي' الهجوم الارهابي الذي وقع امس الجمعة في محافظة الجيزه المصرية واضاف قاسمي ان استهداف النساء و الرجال الابرياء الذين يزورون دول اخرى للسياحة يعد ممارسة بشعة معربا عن مواساته مع فيتنام حكومة و شعبا خاصة اسر ضحايا الهجوم.

وأدانت تركيا الحادث، ووصفته خارجيتها في بيان، بـ"الهجوم الإرهابي البغيض"، متقدمة بالعزاء لذوي الضحايا، ومتمنية الشفاء العاجل للمصابين.

بدوره بعث أمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، برقية إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أعرب فيها عن إدانة واستنكار بلاده الشديدين للحادث الذي "يتنافى مع كافة الشرائع والقيم الإنسانية"، حسب وكالة الأنباء المصرية.

وندد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، عبر تويتر؛ بـ"العمل الإرهابي الجبان"، مؤكدًا أن أمن البلدين واحد، وكذلك حربهما ضد الإرهاب، وختم بالترحم على أرواح الضحايا، والدعاء للمصابين بالشفاء العاجل، ولمصر بالأمن.‎

فيما عبرت تونس، في بيان لخارجيتها، عن إدانتها الشديدة لـ"الاعتداء الإرهابي الغادر"، وعن تضامنها الكامل مع مصر حكومة وشعبًا، مجددة دعوة المجتمع الدولي إلى توحيد جهود "مكافحة آفة الإرهاب"، التي تهدد السلم والأمن الدوليين.

وأدان البرلمان العربي "التفجير الإرهابي الجبان"، وأكد رئيسه، مشعل السلمي، عبر تويتر، التضامن مع مصر "في حربها ضد قوى الإرهاب والتطرف البغيض".

من جهته، شجب سفير الاتحاد الأوروبي لدى القاهرة، إيفان سوركوش، الهجوم "بشدة"، وقال عبر تويتر إن الاتحاد "يقف جنبًا إلى جنب مع مصر في الحرب ضد الإرهاب".