قبل انتخابات الكنيست.. إعادة ترتيب المعسكر اليميني ضد فلسطين

قبل انتخابات الكنيست.. إعادة ترتيب المعسكر اليميني ضد فلسطين
الأحد ٣٠ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٢٥ بتوقيت غرينتش

في ظل تخبطات امنية وصراعات داخلية يشهدها الكيان الاسرائيلي، أعلن زعيم حزب "البيت اليهودي" وزير التعليم نفتالي بينيت، ووزيرة العدل إييلت شاكيد، انشقاقهما عن الحزب المشارك في الائتلاف الحكومي وتشكيلهما لحزب يميني جديد يستهدف على ما يبدو أصوات اليمين الوسط، وذلك قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات العامة المبكرة. وتوعد الوزيران بانتهاج سياسات صارمة بما فيها معارضة إقامة دولة فلسطينية.

العالم- تقارير

صادقت لجنة الكنيست بعد ظهر اليوم الأحد، على طلب للوزيرين نفتالي بينيت وأييليت شاكيد، بالانشقاق عن كتلة "البيت اليهودي"، وذلك بعد إعلانهما، أمس السبت، عن تأسيس حزب جديد باسم "اليمين الجديد". وأتت المصادقة على الطلب عقب انضمام عضو الكنيست عن "البيت اليهودي" شولي معلم - رفائيلي، للحزب الجديد.

وذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان" صباح اليوم الأحد، نقلا عن مصادر في حزب "اليمين الجديد"، قولها إن هذين الحزبين سيعاودان الاتحاد بعد انتخابات الكنيست مباشرة.

وسينشط الحزب الجديد الذي أعلن عنه بينيت وشاكيد اعتمادا على حزب "الصهيونية والليبرالية والمساواة" (تسلاش) الذي أسسه الوزير السابق يوسف باريتسكي، في عام 2006 بعد انسحابه من حزب "شينوي"، على أن تسمى كتلة الحزب في الكنيست "اليمين الجديد".

وأوضح المستشار القانوني للكنيست، إيال يينون، أن الحزب الذي أقيم عشية الانتخابات لا يحق له الحصول على تمويل كامل ومتواصل، وفي الوقت نفسه لن يتحمل الديون المتراكمة على الحزب الذي انشقوا عنه.

ووفقا لموقع "واللا"، فإن المصادقة على طلب الثلاثة بالانفصال وإقامة الحزب الجديد، سيمكنهم من الحصول على تمويل من الكنيست لتمويل الانتخابات بحوالي 3 ملايين شيكل، علما أنهم خلفوا لحزب "البيت اليهودي" دينا كبيرا يقدر بـ 22 مليون شيكل.

وينص قانون تمويل الأحزاب على أنه إذا استقال ثلث أعضاء الكتلة خلال 3 أيام من المصادقة على قانون حل الكنيست، سيتم إعفاءهم من التزامات وديون الحزب. فيما طالبت مصادر في "البيت اليهودي" بينيت وشاكيد بتحمل جزء من الديون المتراكمة على "البيت اليهودي".

وتعقيبا على طلب الانشقاق عن "البيت اليهودي"، قالت عضو الكنيست معلم - رفائيلي، "لقد قدمنا الطلب من منطلق التفكير في مستقبل المعسكر الوطني، المشترك بيننا جميعا، والرغبة في توسيع معسكر اليمين والهوية اليهودية والالتزام بأرض إسرائيل وشعب إسرائيل"، حسب تعبيرها.

وذكرت صحيفة "هآرتس"، أن حزب يوسف باريتسكي نقلت وكالته للوزيرين بينيت وشاكيد، عبر المحامي عميحاي فايبرغ، الذي كان سابقا المستشار لبينيت وللمعسكر الصهيوني، حيث توجه إلى الوزير السابق بطلب لشراء الحزب، وتم ذلك في شهر آب/أغسطس الماضي، دون أن يعلم باريتسكي الهدف من وراء ذلك.

وتطرق باريتسكي للإعلان عن تشكيل الحزب الجديد، وكتب على فيسبوك: "شاكيد وبينيت أقاما الحزب الجديد بشراكة للمتدينين أو للعلمانيين، وهذا يذكرني بحديقة الحيوانات التي كتبت "في هذا القفص يسكن الذئب مع الخروف"، عندها تساءل أحد الزوار كيف يتم ذلك، فكان الجواب، يوميا يتم إحضار خروفا".

وأعلن بينيت وشاكيد، مساء السبت، تأسيس حزب أطلقا عليه اسم "اليمين الجديد"، وأشار الوزيران إلى أن الحزب سيجمع المتدينين والعلمانيين، ويدعو لعدم الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة أبدا.

بينيت قال إن الحزب الجديد سينتهج سياسات أمنية صارمة مثل حزب "البيت اليهودي" بما في ذلك معارضة إقامة دولة فلسطينية.

وأوضح الوزيران، بينيت وشاكيد، أنهما سيرأسان هذا الحزب وأن عدد العلمانيين والمتدينين فيه سيكون متساويا.

وكان بينيت رئيسا لحزب "البيت اليهودي"، بينما كانت شاكيد نائبا له. ولم يتضح ما إذا كان حزب "البيت اليهودي" سيستمر أيضا كحزب ام لا.

ويرى محللون أن قادة الحزب الجديد يسعون إلى تقديم خيار جديد لليمين غير المتدين لجذب أصوات اليمين الوسط.

ورغم أن أحدث الاستطلاع، يظهر بأن ما نسبته 60% من "الإسرائيليين"، غير راضين عن أداء نتنياهو، بمنصبه كوزير للجيش، وتعامله مع القضايا الأمنية، لاسيما عقب جولة الاعتداء الأخير على قطاع غزة، الا أن وكالة رويترز قالت، إن هذه الخطوة لا تشكل أي تهديد مباشر لنتنياهو، إذ أن استطلاعات الرأي تشير إلى أنه سيفوز بسهولة بولاية خامسة. لكن الخطوة تشير إلى أن شركاءه اليمينيين مهتمون بكسب أصوات من المعارضة المنتمية ليسار الوسط والتي انتعشت بفضل ترشيح الجنرال الإسرائيلي السابق بيني غانتس.

وفي هذا السياق، قال وزير الحرب الاسبق موشيه يعالون إنه يعمل مع رئيس الأركان الاسبق بيني غانتس على تشكيل قائمة موحدة لخوض الانتخابات بعد الاتفاق على برنامج وجدول أعمال موحد. فيما قالت مواقع إعلام إسرائيلية إنه من المتوقع أن يتولى غانتس رئاسة القائمة.

وذكرت وسائل الإعلام أن يعالون وغانتس يعملان على ضم "عدينا بار شالوم" ابنة الحاخام عوفاديا يوسف، الزعيم الروحي لحركة شاس، إلى القائمة.

ورفض يعالون المشاركة في حكومة بقيادة نتنياهو، لكنه أشار إلى أن موقفه هذا لا يعني مقاطعة حزب الليكود.

وإتهم يعالون، نتنياهو باستغلال قضية الكشف عن ما يسمى أنفاق حزب الله لغايات سياسية، وقال "كل عاقل يدرك أن قضية الأنفاق هي مجرد ذريعة لغاية سياسية؛ فمتابعة هذه الأنفاق بدأت في الوقت الذي كنت فيه وزيرا للدفاع".

وكان يعالون وزيرا للحرب من 2013 حتى استقالته 2016، كما كان غانتس رئيسا للأركان بين عام 2011 و2015.

ومنذ القصف الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة مطلع نوفمبر الماضي، تتوالى الازمات على نتنياهو، والتي لم يكد يخرج من واحدةٍ منها حتى يجد الأخرى في انتظاره، والتي بدأت باستقالة وزير الحرب السابق في حكومته وصديقه إفيغدور ليبرمان.

وقبل أسابيع من إعلان إنشقاق الوزيرين بينيت وشاكيد في حكومة نتنياهو الائتلافية، وجه حزب "البيت اليهودي" إنذارا نهائيا لرئيس الحكومة، حيث قال الحزب إنه سينسحب من الإئتلاف ويفرض إجراء إنتخابات جديدة إذا لم يحصل نفتالي بينيت على منصب وزير الحرب في أعقاب استقالة أفيغدور ليبرمان من المنصب.

وحصل حزب "البيت اليهودي" على ثمانية مقاعد في الكنيست بفضل دعم المستوطنين الاسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة.

وقرر رؤساء الائتلاف الحكومي، الذهاب إلى انتخابات مبكرة في 9 أبريل/نيسان المقبل بعد ان كانت مقررة نهاية العام المقبل، وتبع قرار الائتلاف موافقة الكنيست بكامل هيئته على حل نفسه في دورته العشرين.