ما ابرز التفاهمات التي جرت خلال زيارة الفياض الى دمشق؟

ما ابرز التفاهمات التي جرت خلال زيارة الفياض الى دمشق؟
الإثنين ٣١ ديسمبر ٢٠١٨ - ١١:٠٥ بتوقيت غرينتش

في زيارة استغرقت يوماً واحداً إلى دمشق، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد مستشار الأمن الوطني العراقي ورئيس هيئة الحشد الشعبي سابقا، فالح الفياض، موفداً من رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي لمناقشة التنسيق المشترك على الحدود بين البلدين وكيفية مواجهة بقايا تنظيم "داعش" الارهابي هناك، خصوصاً في ظل الحاجة لملاقاة مرحلة الانسحاب الأميركي من شرق الفرات.

العالم - تقارير

وقالت مصادر متابعة إن زيارة الفياض كانت أبعد من التنسيق الإجرائي بحدود ما أعلن، وتخطت ذلك لتأكيد الحاجة المشتركة لرفع مستوى التعاون بين حكومتي البلدين في المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية، وتشكيل أطر مشتركة لتحقيق هذه الأهداف، بينما قالت وسائل اعلامية إن الحكومة العراقية حصلت على موافقة الحكومة السورية للقيام بعمليات استهداف جوية لمواقع وقواعد "داعش" على الحدود السورية العراقية.

هذا وزار الفياض دمشق، مساء السبت، حاملاً رسالة نصية من عبد المهدي، تمحورت حول "تطوير العلاقات بين البلدين وأهمية استمرار التنسيق بينهما على الأصعدة كافة، تحديداً في ما يتعلق بمحاربة الإرهاب والتعاون القائم بهذا الخصوص، ولا سيما عند الحدود بين الدولتين"، حسبما أوردته وسائل إعلام سورية ووكالات أنباء عراقية محلية.

وأكدت الوسائل بأن " الرئيس الأسد رحّب بالعلاقات الجيدة مع العراق والتعاون القائم في مجال مكافحة الإرهاب".

مصادر تتحدث على ان الزيارة أمنية بالدرجة الأولى..

وفي سياق متصل قال مسؤول رفيع في بغداد، إن "الزيارة أمنية بالدرجة الأولى"، لافتاً إلى أنه "تمّ التباحث بملف الحدود بين العراق وسورية وامكانية رصد وضرب تحركات "داعش" قبل وصولها للحدود، إضافة إلى مناقشة موضوع فتح المعبر الحدودي بين البلدين (الوليد) والمعروف أيضاً باسم معبر (التنف)، فضلاً عن ملف الانسحاب الأميركي من شرق سورية وشمال شرقها، وخطط الدولة السورية إزاء ملء الفراغ".

وأضاف المسؤول الامني العراقي أنه "سيُصار إلى تنسيق كامل بخصوص الحدود والمناطق والبلدات الحدودية، والرئيس الأسد أبدى تأييده للضربات العراقية الجوية والمدفعية المتكررة داخل الأراضي السورية، أو حتى المعالجات التي تجري ضد جيوب مسلّحة من قبل قوات عراقية داخل أراض سورية حدودية، وهو بمثابة تفويض منه. (الأسد)".

اهم الاحداث التي سبقت الزيارة ..

وتأتي هذه الزيارة بعد زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب المفاجأة لقاعدة "عين الأسد" في العراق، وإعلانه من هناك أن "الجيش الأميركي قد يتخذ العراق قاعدة لشن عمليات داخل الاراضي السورية"، وهو ما اعتبرته كتل سياسية عراقية "انتهاكاً للسيادة العراقية، وتدخلاً في شؤون البلاد الداخلية".

وأعلن ترامب في وقت سابق قراراً مفاجئاً بسحب قوات بلاده من سوريا، مبررا ذلك بهزيمة جماعة "داعش" الارهابية في سوريا.

تنسيق عراقي – سوري في موضوع الامن وضبط الحدود..

هذا وكشف الخبير الاستراتيجي واثق الهاشمي، ان "زيارة الفياض الى الاسد، بهذا التوقيت ليس لها اي علاقة بالانفتاح العربي على الحكومة السورية"، مبينا أن "العلاقات العراقية – السورية جيدة ً جدا، لكن الموضوع متعلق بملفات والفياض مكلف بملف سوريا منذ فترة طويلة منذ حكومة العبادي وحتى بحكومة عادل عبد المهدي".

وبين ان "الزيارة تدخل في ظل تنسيق عراقي – سوري في موضوع الامن وضبط الحدود، خصوصا ان العراق مازال يشعر بقلق كبير بموضوع الحدود العراقية – السورية، وتواجد تنظيم داعش بهذا المكان".

وأضاف الخبير الاستراتيجي ان "زيارة الفياض الى الاسد، تأتي لتطوير العلاقات بين الطرفين، واستمرار التعاون الامني بين الطرفين، خصوصا بعد اتفاق دخول الطائرات العراقية الى العمق السوري وتوجه ضربات ضد داعش".

من جهته، قال الخبير الاستراتيجي العراقي فلاح الربيعي، إن "الزيارة بداية تدشين التواصل المباشر بين الحكومة العراقية الجديدة والحكومة السورية، وإن لم تنقطع في السابق، لكنها الآن باتت علنية وأكثر وضوحا".

وأبدى اعتقاده بأن "بين الطرفين الكثير مما يجب مناقشته، وهناك طرف ثالث وهو الجمهورية الاسلامية في ايران، التي تريد زيادة التعاون بين الجانبين لأسباب واضحة بالتأكيد"، معرباً عن رأيه بأن "الحشد الشعبي سيكون له دور أوضح أيضاً داخل سورية في الفترة المقبلة، خصوصاً المناطق الحدودية مع العراق".

ورأى أن "الحديث عن أن العراق يمكن أن يلعب دوراً في وساطات أو مبادرات مقبلة بين الحكومة السورية والمحيط العربي أو حتى العالمي، غير صحيحة وتحليل ساذج، ذلك لأن الإمارات والبحرين ودول أخرى أعادت سفاراتها، ولم تعد هناك حاجة للدور العراقي".

في الختام.. العراق طوال الحرب في سوريا كان داعما لدمشق وعلى تواصل معها سياسيا واستخباريا وعسكريا، واسفر هذا التنسيق عن تحرير العديد من المناطق السورية والعراقية المتحاذية، كما قتل طيران الجيش العراقي العديد من قيادات الارهابيين باستهدافهم داخل الارضي السورية وذلك بعد التنسيق مع دمشق.

وتأتي رسالة رئيس الوزراء العراقي اليوم الى الرئيس السوري استكمالا لهذا التنسيق، خاصة في ظل المخططات المحتملة للادارة الاميركية بعد فشل فريقها في كل من سوريا والعراق، ومخاوف من ممارسات انتقامية او مخططات جديدة في هذين البلدين.

*علي دستمزد