ماذا يخفي ترامب في جعبته حول سوريا والمنطقة؟

ماذا يخفي ترامب في جعبته حول سوريا والمنطقة؟
الإثنين ٣١ ديسمبر ٢٠١٨ - ١١:١٨ بتوقيت غرينتش

​​​​​​​خرج السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي يعتبر من معارضي قرار الانسحاب الأميركي من سوريا، متفائلا من اجتماعه مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي تناول هذا الشأن، ليطرح هذا التفاؤل تساؤلا عما يخفي ترامب في جعبته من مخططات حول سوريا والمنطقة برمتها.

العالم تقارير

فجر اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب القوات الأميركية من سوريا،مفاجئة من العيار الثقيل و على ضوء هذا الاعلان، توالت ردود الأفعال الدولية و الأقليمة و من داخل الولايات المتحدة على هذه الخطوة حيث كانت استقالة وزير الدفاع الامريكي جون ماتيس ردة الفعل المدوية داخل اروقة البيت الأبيض باعتباره العنصر الأخير في محور الكبار الذي من المفترض أن يستخدم المكابح أمام ميول ترامب الأنفعالية حسب المراقبين.

بعد مضي اسابيع من اعلان ترامب سحب القوات الأميركية من سوريا خرج السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام الذي يعتبر من أشد المعارضين للانسحاب الأميركي من سوريا متفائلا من أجتماعه مع الرئيس الأميركي الذي ناقشا فيه هذا الموضوع..

و قال غراهام إنه خرج من اجتماع مع الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض متأكدا من التزام ترامب بدحر تنظيم داعش حتى مع اعتزامه سحب القوات الأمريكية من سوريا.

وقال للصحفيين”تحدثنا بشأن سوريا. الرئيس ترامب قال لي بعض الأشياء التي لم أكن أعرفها مما جعلني أشعر بالارتياح أكثر إلى ما نفعله في سوريا. لا تزال لدينا بعض الخلافات لكني سأخبركم بأن الرئيس يفكر مليا وبجدية بشأن سوريا في كيفية سحب قواتنا ولكن في نفس الوقت نحقق مصالح أمننا القومي“.

وسئل غراهام عما إذا كان ترامب وافق على أي إبطاء لسحب القوات فقال ”أعتقد أن الرئيس ملتزم جدا بالتأكد من هزيمة تنظيم داعش تماما عند انسحابنا من سوريا“.

واضاف غراهام ”أعتقد أن الرئيس توصل إلى خطة مع جنرالاته تبدو منطقية بالنسبة لي“. ولم يذكر تفاصيل أخرى بشأن هذه الخطة.

وفي معرض اشارته الى الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب و نظيره التركي اردوغان، قال غراهام إن ترامب ملتزم بالتأكد من عدم اشتباك تركيا مع قوات وحدات حماية الشعب عقب انسحاب القوات الأمريكية من سوريا وأكد لتركيا حليفة بلاده في حلف شمال الأطلسي إقامة منطقة عازلة في المنطقة للمساعدة في حماية مصالحها.

وكان غراهام قد حذر من أن سحب كل القوات الأمريكية من سوريا سيضر بالأمن القومي من خلال إتاحة الفرصة أمام داعش لإعادة بناء نفسه والتخلي عن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية الذين تدعمهم الولايات المتحدة وتعزيز قدرة إيران على تهديد الاحتلال الاسرائيلي.

وقال غراهام خلال مقابلة تلفزيونية إنه سيطلب من ترامب إبطاء انسحاب القوات والذي أعلنه في وقت سابق من الشهر الجاري وقوبل بانتقادات واسعة النطاق.

ويعتبر غراهام أحد حلفاء ترامب رغم اعتراضه على بعض قرارته في مجال السياسة الخارجية وقد بدا أكثر تفاؤلا بعد اجتماعه مع ترامب.

وقال مسؤولون أمريكيون في وقت سابق إن القادة الأمريكيين الذين يخططون لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا يوصون بالسماح لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية الذين يحاربون تنظيم داعش بالاحتفاظ بالأسلحة التي قدمتها لهم الولايات المتحدة الامر الذي سيثير غضب تركيا وهذا ما يفسر الزيارة التي سيقوم بها جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي الى تركيا في الثامن من كانون الثاني/ يناير لاجراء محادثات مع مسؤوليها هذا الأسبوع.

وقرر ترامب الانسحاب من سوريا خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان متجاهلا نصيحة كبار مستشاريه للأمن القومي ودون التشاور مع النواب أو حلفاء الولايات المتحدة المشاركين في العمليات ضد تنظيم ال"داعش". ودفع هذا القرار وزير الدفاع جيم ماتيس إلى الاستقالة.

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب فصيلا ارهابيا وتهدد بشن هجوم على هذا الفصيل مما أثار مخاوف من وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين.

تفاؤل معارضي الانسحاب الاميركي من سوريا، بعد اجتماعهم مع الرئيس دونالد ترامب، يوحي بالكثير وعلينا ان نترقب ما تأتي به الأيام المقبلة بيقظة وحذر.