هل تراجعت امريكا عن قرار انسحابها من سوريا؟!

هل تراجعت امريكا عن قرار انسحابها من سوريا؟!
الثلاثاء ٠١ يناير ٢٠١٩ - ٠٦:٢٥ بتوقيت غرينتش

فجرت صحيفة "نيويورك تايمز"، مفاجأة، بشأن الفترة التي تستغرقها القوات الأمريكية في الانسحاب من سوريا، عقب اصدار الرئيس الامريكي دونالد ترامب تصريحات حول آليه سحب قواته من سوريا وسط معارضة من حلفائه لهذا القرار. فهل تراجع ترامب عن قراره ام يبحث عن بديل؟

العالم - تقارير

اعلن الرئيس "التويتيري"، امس عبر تغريده له عن آليه سحب قواته من سوريا مهاجما من انتقدوا قراره بسحب القوات الأمريكية، وقال ترامب، لو أن أي أحد فعل ما فعله لتم اعتباره بطلا قويا.

تغريدة ترامب كانت كفيلة ان تكشف عن الموقفه الجديد بشان الانسحاب، فقال في تغريده له: "لو أن أي شخص غير دونالد ترامب فعل ما فعلته في سوريا، التي كانت بيئة فوضى لداعش عندما أصبحت رئيسا، لأصبح بطلا قوميا. فقد تم القضاء على أغلب داعش، ونحن نعيد ببطء قواتنا إلى الوطن ليكونوا مع عائلاتهم وفي نفس الوقت نحارب بقايا داعش" حسب تعبيره.

كلمة "ببطء" هنا فتحت المجال امام الجميع ليعيد التفكير في حقيقة الموقف الامريكي خصوصا انه لم يحدد الفترة الزمنية .لتكشف صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مصدر مطلع، أن "الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وافق على تمديد فترة انسحاب الجيش الأمريكي من سوريا، إلى 4 أشهر".

وقد تكون هذه المماطلة في سحب القوات ناجمة عما صاحب اعلان ترامب من انتقادات داخلية تطورت إلى استقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس، وقبلها مبعوث واشنطن للتحالف الدولي ضد "داعش" بريت مكغورك.

ولم تأثر هذه الخطوة على الداخل الامريكي فقط بل انسحبت ايضا الى الحلفاء المشاركين مع في التحالف. فقد وصفت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورنس بارلي، القرار بانه مباغت أحادي الجانب.

وعلقت بارلي بحذر على إعلان واشنطن قرار السحب البطيء للقوات الأمريكية من سوريا، قائلة : "بطيء لا يعني بالضرورة عددا محددا من الأسابيع ، سنرى"، مشيرة إلى أن "كيفية هذا الانسحاب لا تزال قيد المناقشة".

مؤكده في الوقت ذاته على ، ضرورة "إنهاء مهمة" التصدي لتنظيم "داعش" الإرهابي قبل الانسحاب الأمريكي المعلن من سوريا.

داعش التي كانت الذريعة لدخول قوات التحالف الى سوريا من البداية، جاءت دول عده تسعى الى طرح نفسها بديلا عن امريكا للعلب هذا الدور في سوريا.

تركيا على سبيل المثال ارادت ارسال رسالة طمأنة لدول التحالف من خلال قيام وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، زيارة تفقدية لقيادة القوات الخاصة المشتركة وضريح "سليمان شاه" على الحدود السورية، في الساعات الأخيرة من العام 2018.

وقال أكار خلال الزيارة، إن الجيش"تحمّل مسؤولية ومهمة محاربة"داعش"، وإنه سيلتزم بذلك بشكل فاعل خلال الأيام المقبلة".

ليطرح بذلك نفسه بديلا عنه امريكا في محاربة داعش واللفت انه لم يشر الى الهدف الاساسي الذي اعلنه الرئيس التركي اردوغان في البداية هو محاربة على الاكراد.

في الوقت ذاته زعم موقع “ديبكا” الصهيوني قيام ضباط مصريين وإماراتيين بزيارة لمدينة منبج في الشمال السوري وقيامهم بجولة استكشافية هناك، تحضيرا لنشر قواتهم لتحل محل القوات الأميركية المنسحبة.

وتابع الموقع مزاعمه بالقول ان الرئيس السوري بشار الأسد سيقبل بوجود قوات مصرية في المنطقة، لأن نظام السيسي قدم له الدعم خلال السنوات الأربع الماضية.و أن سوريا ستقبل بوجود عسكري إماراتي، لأن أبو ظبي يمكنها تمويل عمليات إعادة الإعمار في البلاد، إضافة إلى أنها أعادت مؤخرا فتح سفارتها في دمشق.

من الواضح ان قرار امريكا بالانسحاب من سوريا فتح المجال لطرح اسماء دول عده لتحل محلها ولكن تبقى هذه الاطروحات مجرد واجهة يراد بها اثبات انه كان هناك مبرر لوجود قوات اجنبية في سوريا لكن هذا الوجود هذه المرة لن يكون كالوجود الامريكي الذي وصف بالاحتلال بل يجب ان يحصل على الموافقة السورية اولا. وتبقي حقيقة ما اذا كان القرار الامريكي بمد فترة الانسحاب منبئا عن تراجع او بحث عن بدلاء؟ وهو ما سيكشفه قادم الايام...